علي معالي (دبي)


من جديد يتقمص إيميليانو مارتينيز حارس الأرجنتين دور المنقذ، وهذه المرة في «مونديال 2022»، عندما تصدى لركلتي ترجيح أمام هولندا في دور الثمانية، ليكرر ما فعله في كوبا أميركا 2021 في لقاء كولومبيا، وأثبت أنه عملاق بكل المقاييس، حيث قاد التانجو إلى نصف النهائي، بعد أداء رائع في «مباراة مجنونة» حتى لحظاتها الأخيرة، وتصدى لركلتي فان ديك وستيفن بيرجويسى.
في يوم 7 يوليو 2021، تصدى مارتينيز لـ3 ركلات ترجيح في مباراة كولومبيا، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، وتأهل «التانجو» للنهائي والفوز باللقب بعد التفوق على البرازيل بهدف.
ومسيرة الحارس المتألق بها الكثير من الأمور اللافتة للنظر، حيث عندما كان عمره 17 عاماً، قرر الشاب الخجول مارتينيز، بالانتقال إلى إنجلترا للعب لفريق أرسنال، ورحلة الحارس في الملاعب غريبة وغير مألوفة، لأنه لم يتدرج بالشكل المتعارف عليه، ولم يظهر حتى أي لمحات، تؤكد أنه سيصل إلى هذا المستوى.
انتقل لأرسنال في يوليو 2010 قادماً من شباب إنديبندينتي الأرجنتيني مقابل 1.5 مليون يورو، ليرحل بعدها بعقد كامل مقابل 17.40 مليون يورو إلى أستون فيلا.
ذهب مارتينيز إلى إنجلترا في مجازفة كبيرة، من دون أسرته وعائلته وعمره 17 عاماً، ليلعب في دولة جديدة ولغة لا يجيدها، وافتقد للشخصية والحضور وظهر عليه الخجل الواضح في بداية مسيرته، وهو ما جعل البعض يعتقد أنه سيكون مثل غيره، مجرد حارس شاب يذهب ويرحل مبكراً، من دون ترك أي بصمة.
الظهور المحبط لمارتينيز الذي كان الحارس الثالث لأرسنال، جعله يذهب إلى إعارات عدة أولها إلى أوكسفورد، وشيفيلد وينزداي، روثيرهام، وولفرهامبتون وتجربة مختلفة خارج إنجلترا في خيتافي الإسباني.
وكان أرسنال على وشك بيعه، من أجل التعاقد مع جو هارت قبل رحيله عن مانشستر سيتي، بعد قدوم كلاوديو برافو، ولكن فينجر قال إنه يملك 3 حراس على أعلى مستوى ومنهم مارتينيز، لذلك هو ليس بحاجة للحارس الإنجليزي.
ذهب مارتينيز إلى الإعارة الأهم في مسيرته عام 2019 إلى ريدينج، ليقدم مستويات متميزة، ليعود إلى أرسنال حارساً احتياطياً لبيرند لينو، بعدما فضل المدرب أوناي إيمري عدم التعاقد مع حارس جديد، ومنح الثقة لمارتينيز الذي صبر 9 سنوات كاملة وقتها.
رغم تألقه خلال فترة الإعارة، فإنه لم يكن من المنطقي أن يصبح أساسياً على حساب لينو المتألق مع أرسنال، وتقبل دور الحارس الثاني، وكانت الدقيقة 40 من مواجهة أرسنال وبرايتون في الدوري الإنجليزي 20 يونيو 2020 هي الأهم بكل تأكيد في مسيرة الحارس الأرجنتيني، حيث تعرض لينو للإصابة ليدخل مارتينيز بديلاً في المواجهة التي خسرها أرسنال 2-1.
الجميع كانوا يشعرون بالرعب بعد المباراة، لأن «المدفعجية» كان ينافسن على كأس الاتحاد الإنجليزي، والفريق خسر حارسه الأساسي حتى نهاية الموسم.
والمفاجأة أن مارتينيز ظهر وكأنه أفضل من لينو، وتألق حتى النهاية وقاد الفريق إلى الفوز باللقب بفضل مستوياته المبهرة أمام مانشستر سيتي وتشيلسي.
وقرر الشاب الخجول وضع كلمة النهاية على صبره الذي استمر لعقد كامل بعد هذا التألق، وقالها لأرسنال صريحة: اللعب أساسياً أو الرحيل.
وقرر المدرب ميكيل أرتيتا الإبقاء على لينو وبيع مارتينيز لأستون فيلا، ليصبح بلا منازع الحارس الأفضل في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.