تعيش الرياضة البحرينية عصر الإنجازات وهي تحتفل باليوم الوطني الـ 50 الذي يمثل حصاد نصف قرن لأبطال المملكة الذين رفعوا العلم على منصات التتويج في المحافل الدولية والقارية والعربية والخليجية، في الوقت الذي تسير فيه استراتيجية الرياضة البحرينية نحو رؤية 2030 بخطوات ثابتة، والتي تمثل الاستراتيجية الشاملة في كل مناحي الحياة، وتبقى الرياضة هي الباب الكبير الذي يطل على العالم. وشهد عام 2022 إنجازات عديدة تمثل امتداداً لما حققه أبناء البحرين في كل البطولات على الصُعد كافة، ويتصدر مشهد الإنجازات فوز الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، قائد الفريق الملكي للقدرة، بلقب بطولة العالم لسباقات القدرة للجياد 8 سنوات التي أقيمت في إسبانيا، بمشاركة أكثر من 57 فارساً وفارسة يمثلون 20 دولة، كما تأهل منتخب البحرين الوطني الأول لكرة القدم إلى نهائيات كأس آسيا 2023، والتي تستضيفها قطر. ومثلما كانت البحرين وجه السعد على رياضة الإمارات بفوز «الأبيض» بكأس الخليج «خليجي 21» في المنامة عام 2013، وحصد لاعبونا في الألعاب المختلفة 26 ميدالية في دورة الألعاب الخليجية بالبحرين 2011، منها 5 ذهبيات و10 فضيات و11 برونزية، كما فاز الأهلي ببطولة الأندية الخليجية في المنامة، وكان نهائي السلة الخليجية إماراتياً خالصاً في صالة الجفير بين الأهلي والشباب، وذهب للفرسان، وغيرها من الإنجازات الإماراتية على أرض المملكة، فقد جاء الذهب البحريني والتتويج على أرض الإمارات بعد فوز منتخب الجو جيتسو بـ7 ميداليات ملونة، كما نجح عبدالرحمن الحسن، لاعب منتخب البحرين الوطني للترايثلون، في تحقيق المركز الأول ببطولة العالم للترايثلون في الفئة العمرية من 16 ولغاية 19 عاماً، والتي أقيمت في أبوظبي، بجانب فوز فريق البحرين فيكتوريوس 13 بالميدالية الفضية في البطولة نفسها. وتتمتع العلاقات الإماراتية البحرينية بعلاقات مميزة في المجالات، ويبرز الجانب الرياضي في الاتفاقيات والتعاون المشترك الممتد على مدار سنوات طويلة من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي سبق أن زار البحرين أواخر الستينيات وتجول خلال زيارته في نادي العوالي ومشاهدة لعبة البولينج. وتمتد العلاقات الرياضية بين البلدين إلى ما أبعد من الإنجازات، حيث وصلت إلى الشراكة طويلة الأجل بعدما تم تنظيم كأس السوبر الإماراتي البحريني لكرة اليد التي وصلت إلى نسختها الخامسة وأقيمت مؤخراً في المنامة، وكانت من نصيب النجمة البحريني بعد فوزه على الشارقة، بجانب اتفاقيات التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الاتحادات الرياضية بين البلدين.
في الوقت نفسه، حصدت الرياضة البحرينية 64 ميدالية ملونة في دورة الألعاب الخليجية الثالثة بالكويت، منها 20 ذهبية و23 فضية و21 برونزية، وفازت المصارعة البحرينية بكأس المركز الثالث في بطولة العرب التي احتضنتها مصر، بعد إحرازها 5 ميداليات ملونة، منها 4 ذهبيات وميدالية فضية، فيما حقق المنتخب البحريني لفنون القتال المختلطة المركز الأول في فئة العموم، بمنافسات النسخة الثالثة من بطولة آسيا لفنون القتال المختلطة التي نظمها الاتحاد الآسيوي لفنون القتال المختلطة، بالتعاون مع الاتحاد الطاجيكي لفنون القتال المختلطة، تحت إشراف الاتحاد الدولي لفنون القتال المختلطة. وتأهل منتخب البحرين الوطني لكرة اليد إلى نهائيات كأس العالم 2023، للمرة السادسة في تاريخ اليد البحرينية، من بوابة البطولة الآسيوية العشرين، بعدما حقق الميدالية الفضية ووصافة البطولة.
حصاد مميز في «ألعاب التضامن» سجلت البحرين حضوراً مميزاً للمرة الرابعة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي استضافتها مدينة قونية أغسطس الماضي، ونجحت بعثتها في حصد 23 ميدالية ملونة، بينها 9 ميداليات ذهبية، و7 ميداليات فضية، و7 ميداليات برونزية، وجاءت في الترتيب الثاني عربياً بعد المغرب، والثامن في الدورة من بين 54 دولة مشاركة. كان الظهور الأول في النسخة الأولى التي استضافتها مدينة جدة 2005، فيما شاركت في النسخة الثالثة في إندونيسيا 2013 وأحرزت المركز الحادي عشر في الترتيب العام لجدول الميداليات بعد حصولها على 7 ميداليات ملونة، بينها ذهبيتان وفضية و4 برونزيات، ثم المشاركة الثالثة في العاصمة الأذربيجانية باكو 2017، وجاءت في المركز الخامس بعدما حازت 21 ميدالية، بينها 12 ميدالية ذهبية، و5 فضيات، و4 برونزيات.
مبادرة خالد بن حمد لجيل الذهب أطلق الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مبادرة مخصصة للفئات العمرية، تحت مسمى «دوري خالد بن حمد لجيل الذهب» التي ستسهم في صقل المواهب وبناء قاعدة قوية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات خلال السنوات القليلة المقبلة لكونها تمثل الجيل القادم لتعزيز المكتسبات، وتحقيق الإنجازات الذهبية للرياضة البحرينية، بجانب الاهتمام بالقاعدة، وهو ما يساهم في تطوير اللاعبين من الناحية الفنية وصقل المواهب وتجهيزها للمنتخبات الوطنية. وتشمل المبادرة في نسختها الأولى 7 اتحادات هي كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة بالنسبة للألعاب الجماعية، وكرة الطاولة وألعاب القوى والدراجات. وتم تخصيص جوائز مالية لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في مسابقة الدوري، ولصاحبي المركزين الأول والثاني في مسابقة الكأس، إلى جانب تكريم أفضل لاعب في كل مباراة.
الألعاب المدرسية 2024 تستضيف البحرين دورة الألعاب المدرسية العالمية في أكتوبر من عام 2024، وهي أكبر فعالية رياضية تقام في تاريخ المملكة، حيث يشارك فيها 5000 طالب من 80 دولة، يتنافسون في 25 رياضة مختلفة، وسيتم تخصيص 14 موقعاً لتنفيذ ألعاب الدورة وبرامجها المتنوعة. واستضافت ملاعب وصالات البحرين خلال عام 2022 عدداً كبيراً من البطولات، أبرزها بطولة آسيا لرفع الأثقال 2022 وكأس العالم للبوتشيا بصالة الاتحاد البحريني لذوي العزيمة.
موطن رياضة السيارات تعد حلبة البحرين الدولية «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط» والتي تستضيف عدداً كبيراً من الفعاليات والأحداث، في مقدمتها استضافة سباق جائزة البحرين الكبرى خلال شهر مارس من كل عام والذي يمثل جولة افتتاحية في تقويم الموسم الجديد للفورمولا وان والمكون من 23 سباقاً على تقويم الاتحاد الدولي للسيارات، إلى جانب انطلاق عدد من السباقات المساندة، وأبرزها الفورمولا 2 والفورمولا 3 وتحدي البورش سبرنت الشرق الأوسط، كما شهدت الجولة الافتتاحية في مارس الماضي حدثاً تاريخياً لرياضة السيارات، حيث دخلت بطولة الفورمولا وان حقبة جديدة من اللوائح والقوانين. في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الدولي للسيارات أن المجلس العالمي لرياضة السيارات قد وافق على تقويم بطولة العالم للفورمولا وان لعام 2023، والذي يتضمن استضافة حلبة البحرين الدولية سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا وان كافتتاحية للموسم. وينطلق سباق جائزة البحرين الكبرى في الفترة من 3 حتى 5 مارس 2023، وسيكون السباق الخامس الذي تتشرف حلبة البحرين الدولية باستضافته كجولة افتتاحية، وسيكون سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا وان للعام المقبل نسخته التاسعة عشرة والسباق العاشر تحت الأضواء الكاشفة الأكثر حداثة في حلبة البحرين الدولية. وباتت البحرين قبلة لاستضافة البطولات الكبرى ما يتماشى مع رؤية قيادة المملكة في جعلها قبلة لاحتضان البطولات الكبرى، وتنسجم مع الرياضة السياحية بما يندرج ضمن خطتها لتحقيق التنوع الاقتصادي تماشياً مع رؤية البحرين 2030 من خلال استضافة الفعاليات ذات الحضور العالمي سعياً إلى استقطاب المزيد من المهتمين بالرياضة والسياح من مختلف أرجاء العالم، خصوصاً مع العمل على تطوير وتحديث البنية التحتية الرياضية لجذب عشاق الرياضة والرياضيين.
منشآت بمعايير دولية تتصدر المنشآت الرياضية في البحرين المشهد، خاصة أنها تم إنشاؤها وفق أعلى المعايير العالمية والمواصفات الفنية والمزودة بأحدث التجهيزات التقنية وأرقى التصاميم المعمارية لتتماشى مع النهضة العمرانية الهائلة التي تشهدها المملكة، بالإضافة إلى ترميم وصيانة الأندية العريقة منها نادي البحرين الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1936. وقامت وزارة الأشغال بتنفيذ العديد من المنشآت الرياضية خلال الأعوام الماضية بقيمة تتجاوز 100 مليون دينار بحريني، ما كان له بالغ الأثر في نهضة الرياضة البحرينية وتبوؤها مكانة متقدمة بين الدول، وتحقيق إنجازات رياضية طبقاً لرؤية البحرين 2030، في مقدمتها حلبة البحرين الدولية لسباق السيارات الفورمولا-1، وهو أحد المشاريع الكبرى التي وضعت البحرين على خريطة العالم منذ عام 2004، ومدينة عيسى الرياضية في عام 2011، وتأهيل استاد البحرين الوطني في العام 2012، ومدينة الشيخ خليفة الرياضية في العام 2012، بجانب إنشاء عدد من الأندية النموذجية في عام 2009 التي تهدف لاحتضان الشباب، ولتكون متنفساً رياضياً شاملاً لجميع أبناء المنطقة والرياضيين للمساهمة الفعالة في تطوير الحركة الرياضية، مثل نادي النجمة ونادي الرفاع ونادي سترة ونادي الشباب، بالإضافة إلى إنشاء العديد من الصالات الرياضية المتعددة الاستخدام في المدارس الحكومية. وشهد العام الماضي إنشاء مسار مخصص للدراجات الهوائية بطول 10 كيلومترات وبعرض خمسة أمتار، وذلك بمحاذاة شارع جنوب البحرين الدائري، بجانب إنشاء رصيف مشاة لممارسة رياضة المشي موازٍ لمسار الدراجات الهوائية باستخدام الطوب ثلاثي الأبعاد، على أن يتم ربط مسار الدراجات الهوائية بمضمار متكامل ابتداء من منطقة الزلاق موازياً لشارع خليج البحرين وصولاً إلى شارع البحرين الدائري بطول إجمالي 51 كيلومتراً.
تكافؤ الفرص احتضنت العاصمة البحرينية المنامة على مدار يومين ندوة تكافؤ الفرص بين الجنسين في المجال الرياضي، والتي استضافتها اللجنة الأولمبية البحرينية بإشراف تنظيمي من المجلس الأولمبي الآسيوي، بمشاركة أكثر من 90 مشاركاً يمثلون 41 دولة، من بينهم 36 أمين عام لجنة أولمبية، بينهم 12 امرأة في منصب الأمين العام، وبوجود حوالي 50 سيدة من المشاركين كافة وبوجود كوكبة من كبار القيادات الأولمبية في آسيا والعالم، حيث قطعت المملكة شوطاً كبيراً في تعزيز حضور المرأة بالعمل الرياضي لتكون شريكاً رئيساً في صياغة الإنجازات الرياضية.