أنور إبراهيم (القاهرة)
كشفت شبكة «راديو وتلفزيون مونت كارلو سبورت» النقاب عن أحد أهم الأسباب التي دفعت النجم الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني إلى إعلان اعتزاله اللعب الدولي مع منتخب بلاده، وقالت إن الكثير من الأمور حدثت خلال الفترة ما بين إصابته في معسكر «الديوك» في الدوحة وبين رحيله السريع عقب ذلك، وعودته إلى ناديه.
وقالت الشبكة إن النجم الحاصل على جائزة الكرة الذهبية لعام 2022، استنكر القرار المتسرع الذي اتخذه الجهاز الفني بقيادة ديدييه ديشامب، وترتب عليه رحيله المبكر قبل انطلاق مباريات بطولة كأس العالم.
بنزيمة كان يتصور إنه من الممكن الصبرعليه مثلما حدث مع زميله رافائيل فاران، الذي كان مصاباً بدوره ولم يلعب أول مباراة للمنتخب ضد أستراليا.
وتابعت الشبكة: الرسائل القصيرة «ذات المغزى» التي كان يبعث بها بنزيمة بين الحين والآخر عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي خلال فعاليات المونديال، وحتى إعلان اعتزاله قبل يومين، إنما تفيد بأنه كان يشعر بالمرارة الشديدة لتعجل ديشامب في قرار رحيله، بالإضافة إلى إنه بعد الرحيل، كان يتصور إنه سيستدعيه مرة أخرى بمجرد اكتمال شفائه قبل انتهاء الأدوار الحاسمة في المونديال، وخاصة أنه كان تعافى تماماً بالفعل، بل وشارك في تدريبات ريال مدريد مع المجموعة، كما لعب مباراة ودية مع الفريق، وكان ذلك قبل نحو عشرة أيام من مباراتي نصف النهائي والنهائي.
وذكرت مصادر صحفية فرنسية قريبة من معسكر المنتخب في قطر، إن ديشامب كان في استطاعته - لو أراد - أن يستدعي بنزيمة مرة أخرى، ولكن لغرض ما في نفسه، لم يفعل ذلك، وربما لم يشأ حدوث «ارتباك أوخلل» في منظومة الفريق وتشكيلته الثابتة في الخط الهجومي المكون من أوليفييه جيرو وعثمان ديمبلي وكيليان مبابي، وهى التشكيلة المنسجمة كما بدا واضحاً في مباريات الفريق، لدرجة أن ديشامب حرص على إشراك هذا الثلاثي الهجومي من بداية المباريات، وإذا أشرك بدلاء لديمبلي أو جيرو، يكون ذلك في الدقائق الأخيرة من المباريات، ولكن ديشامب اضطر في المباراة النهائية إلى التبكير بإشراك ماركوس تورام وكالو مواني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام منتخب الأرجنتين.
وذكرت المصادر نفسها إن من بين الأسباب التي أثارت ضيق بنزيمة وتبرمه وغضبه على ما يبدو إن المدير الفني كان حاسماً في قرار رحيله، ولم يفسح مجالاً للنقاش فيما بينهما ولم يقم بأي محاولة للصبرعليه ومنحه فرصة استكمال تعافيه داخل المعسكر مثلما فعل مع فاران وغيره من اللاعبين.
وذكرت مصادر وثيقة الصلة بالنجم الفرنسي أنه أبدى دهشته الشديدة عندما ضربت نزلات البرد الشديدة عدداً غير قليل من اللاعبين، وأبعدتهم عن مباراة أو أكثر، وتعجب لكون ديشامب لم يحرك ساكناً، ولم يلمح حتى إلى إمكانية الاستعانة به وهو سليم وجاهز.
وكان بنزيمة يمني النفس بالعودة إلى الدوحة قبل أهم مباراتين في البطولة «نصف النهائي والنهائي»، ولكن ديشامب أطاح كل أمانيه، ما زاده شعوراً بالإحباط وخيبة الأمل، فكان قراره المتسرع باعتزال اللعب الدولي
وأشارت شبكة «راديو وتليفزيون مونت كارلو سبورت» إلى إنه من الممكن أن تكون هناك أسباب أخرى لم يكشف عنها بعد فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين ديشامب وبنزيمة، وتتوقع بعض المصادرالفرنسية القريبة من اللاعب، إمكانية عدوله عن قراره، في حالة رحيل ديشامب، وتولي زين الدين زيدان بدلاً منه.