برلين (د ب أ) 

نعى السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الأسطورة بيليه بكلمات مؤثرة، مؤكداً أنه ترك إرثاً «تعجز الكلمات عن التعبير عنه»، وأنه «وصل فعلاً للأبدية وسيظل معنا إلى الأبد».
وقدم نجوم بارزون أمثال ليونيل ميسي والبرازيلي رونالدو وكريستيانو رونالدو تعازيهم لوفاة الأسطورة بيليه، ثم قدم إنفانتينو تعازيه بكلمات مؤثرة نشرها الاتحاد الدولي. وقال إنفانتينو : إلى جميع من يحب اللعبة الجميلة، إنه اليوم الذي لم نكن نريد أن يأتي أبداً، اليوم الذي نفقد فيه بيليه، الملك كان فريداً في العديد من الأمور.
وأضاف: كان اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات، وكان يملك مهارة وخيالاً لا نظير لهما، لقد قام بيليه بأمور لم يحلم أي لاعب آخر بأن يقوم بها حتى، مثل المراوغة الشهيرة في نصف نهائي كأس العالم لسنة 1970 والتي أصبحت معروفة باسم «مراوغة بيليه»، أو الهدف الذي سجله وهو ابن 17 عاما في نهائي كأس العالم 1958، حيث رمى بالكرة ليتجاوز بها مدافعاً، قبل أن يسكنها في الشباك من رمية هوائية.
وأضاف: إن احتفال «الجوهرة السمراء» بأهدافه، وهو يقفز في الهواء أصبح واحدة من أشهر الصور التي ارتبطت برياضتنا وحفرت في ذاكرتها، بل إننا لم نر سوى نزر خفيف مما كان قادراً على القيام به بسبب أنه عاش في حقبة كان النقل التليفزيوني لكرة القدم ما يزال يخطو خطواته الأولى.
وواصل إنفانتينو الثناء على بيليه قائلاً: أهم ما يمكن مشاهدته هو «الملك»، وهو يعتلي عرشه بابتسامة عريضة تعلو محياه، لقد كانت كرة القدم كرة عنيفة في تلك الأيام، وهو ما عانى منه بيليه في بعض الأحيان. لكن، وعلى الرغم من أنه كان يتقن الدفاع عن نفسه، إلا أنه كان يتحلى بأخلاق رياضية من الطراز الرفيع، خاصة باحترام أصيل لخصومه.
وأضاف إنفانتينو: حظيت بشرف لقائه في عدة مناسبات، وفي سنة 2016 كنت إلى جانبه بصفتي رئيساً للفيفا في أول عرض لفيلمه، والذي ذكرني بجلوسي إلى جانب أبي سنة 1981 حين اصطحبني لمشاهدة فيلم «الهروب للنصر»، حيث مثل بيليه إلى جانب سيلفستر ستالون وعدد من النجوم الآخرين.
وقال: لم يكن سني يتجاوز الحادية عشرة، حين أخبرني أبي عن اللاعب الرائع بيليه، والهدف الذي سجله في ذلك الفيلم كان حينها الطريقة التي يمكن من خلالها رؤية لمحة عن مهاراته التي لا تصدق.
وأضاف: إن اللحظات التي قضيتها معه ستبقى إلى الأبد عالقة في ذاكرتي ومحفورة في قلبي، لقد كان لبيليه حضور جذاب، وكان الزمن يتوقف بصحبته، إن حياته كانت أروع من أن تُختَزَلَ في حدود كرة القدم، لقد كانت له القدرة على تغيير وجهات النظر للأفضل في البرازيل وأميركا الجنوبية والعالم بأسره، وتعجز الكلمات عن التعبير عن الإرث الذي خلفه. واختتم إنفانتينو كلمته قائلاً: أتقدم بخالص عبارات عزائي لأسرته وأصدقائه وللاتحاد البرازيلي لكرة القدم والبرازيل وكل عشاق كرة القدم الذين أحبوه، إننا اليوم في حداد على فقدان الحضور المادي لعزيزنا بيليه، لكنه وصل فعلاً للأبدية قبل وقت طويل، ولذلك فإنه سيظل معنا إلى الأبد.