عمرو عبيد (القاهرة)
انتهت النسخة الاستثنائية من كأس العالم قبل ما يقل عن شهر، إلا أن تأثيرها لا يزال ممتداً حتى الآن، وظهرت «الأعراض الجانبية» على جميع الأبطال وأصحاب القمم ومنافسيهم في مختلف الدوريات الأوروبية الكبرى، من دون استثناء، وجاءت البداية كالعادة في «البريميرليج» كونه أول من عاد لخوض غمار منافساته عقب انتهاء «المونديال» وإجازته.
والطريف أن أغلب «عمالقة الإنجليز» حصدوا الانتصار في الظهور الأول بعد تلك الفترة «المونديالية»، إلا أن عدم ثبات المستوى والنتائج ظهر سريعاً، كأنها بداية جديدة للموسم في خطواته الأولى، حيث تعرّض مانشستر سيتي لتعادل مثير أمام إيفرتون في الجولة 18، عكس اتجاه سير المباراة في أغلب فتراتها، ليرد عليه أرسنال هو الآخر بتعادل سلبي «نادر» مع نيوكاسل في الجولة التالية، ليخفق «المدفعجية» في هز الشباك لأول مرة هذا الموسم في بطولة الدوري.
ورغم اعتبار هذا التعادل «جيداً» بالنسبة لـ«الماجبيز» إلا أنه كان الثاني توالياً منذ العودة من فترة التوقف العالمية بعد سلسلة سابقة من الانتصارات الـ6 المتوالية!
ومع استثناء مانشستر يونايتد الذي فاز في جميع مبارياته الأخيرة، لا يمكن اعتبار ما حدث مع ليفربول «مفاجئاً»، سواء بالإقصاء من كأس الرابطة على يد «البلومون» أو التعثر في كأس الاتحاد مع وولفرهامبتون، وحتى الخسارة على يد برينتفورد في «البريميرليج»، لأن «الريدز» ظهر مثل «الشبح» منذ بداية الموسم ولا يزال يتراجع أكثر، وهو ما ينطبق على توتنهام الذي استهل العودة بتعادل وهزيمة في الدوري، وكذلك الأمر مع تشيلسي الذي يتخبط منذ الصيف الماضي.
وجاء السقوط «الثنائي» أمام «السيتي» متوقعاً رغم رباعية الكأس «القاسية»، ولم يختلف الوضع ذاته مع «ثعالب» ليستر.
وفي إيطاليا، ظل نابولي محلقاً وحيداً بقوة في سماء «الكالشيو» بأداء رائع وهجوم «كاسح» طوال الفترة التي سبقت «المونديال»، إلا أن العودة جاءت صادمة بهزيمة غير متوقعة أمام إنتر ميلان في الجولة 16، بل إن «السماوي» عجز عن التسجيل للمرة الأولى منذ تعادله السلبي مع فيورنتينا نهاية أغسطس الماضي.
وفتح ذلك الطريق أمام اقتراب «عمالقة ميلانو» ويوفنتوس من القمة قليلاً، لكن سرعان ما أصابت «لعنة المونديال» الثنائي ميلان وإنتر بتعادل كل منهما في الجولة التالية، ليصعد «البيانكونيري» إلى المركز الثاني بفارق 7 نقاط عن «السماوي»، وستحدد «قمة الجمعة» بين المتصدر ووصيفه مسار «سيري آ» هذا الموسم بنسبة كبيرة.
أما «الليجا»، فقد عاد برشلونة من الإجازة ليتعادل مباشرة مع إسبانيول ويتقاسم القمة مع ريال مدريد، الذي لم يتأخر في رد الهدية وسقط بخسارة أمام فياريال في الجولة التالية لينفرد «البارسا» بالصدارة بفارق 3 نقاط.
والطريف أن تأثير مرحلة «ما بعد المونديال» ضرب كليهما بصورة محدودة في كأس الملك، حيث عبرا إلى دور الـ16 بصعوبة بعد تجاوز فريقين مغمورين.
وفي فرنسا تلقى باريس سان جيرمان هزيمته الأولى هذا الموسم بالدوري في المباراة الثانية بعد العودة من التوقف الطويل، وغاب عنه «البطل المونديالي» ليونيل ميسي الحاصل على إجازة الراحة بعد التتويج التاريخي، وجاء السقوط على يد لانس «الوصيف» الذي تعادل قبلها هو الآخر مع نيس في ظهوره الأول بـ «ليج ون» بعد العودة مباشرة!