عمرو عبيد (القاهرة)
يحتل «الأبيض» المركز الأخير في مجموعته ببطولة «خليجي 25» برصيد «صفري» من النقاط، مثل شقيقه اليمني في المجموعة الأولى، ويملك منتخبنا خط الهجوم الأضعف في البطولة حتى الآن، بالتساوي مع نظيره الكويتي، بتسجيل هدف وحيد، في حين يُعد ثاني أسوأ خط دفاع باستقبال 3 أهداف في مباراتين بعد الـ5 أهداف في شباك اليمن، ويُمكن تلخيص الأداء الفني العام لمنتخبنا في صورة مزدوجة تجمع بين الأخطاء الدفاعية الكارثية والعجز الهجومي الواضح!
الأهداف الثلاثة، التي مُنى بها مرمى «الأبيض» جاءت جميعها بتسديدات خارج منطقة الجزاء، وإن كان بينها «ثُنائية» من ركلتين ثابتتين، وهو تكرار لأزمة التعامل مع الضربات الثابتة منذ سنوات عديدة، سواء بارتكابها برعونة قرب مناطق الخطورة لدى دفاعنا وهو ما حدث في المرتين، إذ كان يُمكن تفادي الركلتين الحرتين بسهولة، بجانب سوء التمركز أو التعامل مع تلك الكرات مع الاعتراف بوجود سوء توفيق كبير صادف منتخبنا في التصدي للتسديدتين.
أما الهدف الثاني للمنتخب البحريني، فجاء من تسديدة خارج المنطقة بعد هجمة ارتكب فيها دفاعنا وخط الوسط كل الأخطاء الفنية والتكتيكية الممكنة، ليجد جاسم الشيخ نفسه «منفرداً» بالمرمى على بعد 20 ياردة من دون مبالغة، لأنه لم يتعرض لضغط أو محاولة اعتراض التسديدة التي وجهها بسهولة بالغة في المرمى المفتوح على مصراعيه.
وبدا واضحاً أن العمق الدفاعي للمنتخب لا يزال أحد الثغرات الكبيرة في الخط الخلفي، بعدما تسبب في استقبال تلك الأهداف وكذلك بعض الفرص الخطيرة الأخرى التي ظهرت حتى بعد استقبال هدفي البحرين، وبالتأكيد عانى «الأبيض» تكتيكياً فيما يتعلق بالتنظيم الدفاعي العام شاملاً جميع خطوط الفريق وفي أغلب الفترات، لأن الأهداف الثلاثة أتت في الشوط الثاني بهجمات منظمة من الأشقاء المنافسين وبإيقاع هادئ وعدة تمريرات بدأت من الخط الخلفي لديهم متدرجة نحو مناطق الخطورة لدينا، وهو ما يعكس سوء التنظيم والتمركز وغياب الضغط والرقابة، بالإضافة للتعامل المتسرع مع صاحب الكرة، بأخطاء واضحة حدثت جميعها في آن واحد.
الغريب أنه على الجانب الآخر، أتت «ردة الفعل» ضعيفة جداً من جانب «الأبيض» للرد على أهداف الأشقاء، لاسيما مواجهة البحرين التي اهتزت فيها شباكنا خلال 17 دقيقة فقط، لكن تبقى بعدها 20 دقيقة باحتساب دقائق الوقت بدل الضائع وهي فترة تكفي لمحاولة إنقاذ الموقف.
الإحصاءات الفنية الرقمية الدقيقة خلال تلك الـ20 دقيقة الأخيرة كشفت عن وضع أكثر غرابة، حيث سدد منتخبنا كرتين فقط خلالها عبر رأسيتين من البديل تيجالي سكنت أحداهما الشباك وابتعدت الثانية عن المرمى، وحصل «الأبيض» على فرصة تهديفية وحيدة محققة في تلك الفترة حولها سيباستيان إلى الهدف الوحيد للمنتخب حتى الآن في البطولة، وأرسل لاعبونا 6 كرات عرضية في آخر الفترات، لكن عابها قلة الدقة التي بلغت نسبة 50% فقط.
ويجب ملاحظة أن «الأبيض» أرسل 10 كرات عرضية فقط طوال ما يقارب 77 دقيقة لعب مقابل الغزارة الأخيرة المنطقية، وهو ما يطرح تساؤلاً حول غياب تلك الألعاب العرضية في ظل وجود تيجالي داخل الميدان منذ الدقيقة 66!
وربما كان من الصعب أن تظهر «ردة الفعل» أمام الكويت بعد استقبال هدف «قاتل» في آخر الدقائق لأن الوقت المتبقي كان ضئيلاً جداً، ولم يشهد سوى تسديدة واحدة ضعيفة من جانبنا داخل منطقة الجزاء، بينما ضاع باقي الوقت في تبادل للكرات غير المؤثرة بين الجانبين.
لكن بالعودة إلى مواجهة البحرين، يجب الاعتراف بذكاء «الأحمر» التكتيكي خلال الـ20 دقيقة الأخيرة، حيث لم يتراجع بصورة مبالغ فيها للدفاع، بل تبادل الهجمات مع «الأبيض» وصنع فرصتين مؤكدتين للتهديف، أي أكثر من منتخبنا الباحث عن العودة، وسدد البحرين الكرتين الخطرتين داخل منطقة الجزاء في عمق دفاعاتنا، بينما بلغت نسبة الاستحواذ بينهما في تلك الدقائق الأخيرة 50% لكل منهما، وهو ما يعكس الحالة الفنية العامة لطرفي المباراة.
وكانت دقة التسديدات لمنتخبنا 35%، بينما كانت فاعلية «الأحمر» 57% مقابل 50% لـ«الأزرق»، وتضاعفت العرضيات من 16 إلى 32 عبر المواجهتين
إجمالاً، كان «الأبيض» دائماً هو الممتلك للكرة بنسب تراوحت بين 54% و51% في المباراتين على الترتيب، لكن الأمر لم يصنع الفارق الكبير نظراً لقلة التمريرات في الثلث الهجومي الأخير المؤثر في الأوقات العادية من المباراة، بعيداً عن الدقائق الصعبة بعد التأخر في النتيجة، وهو ما يتأكد بالأرقام المتعمقة الخاصة بنسبة 78% من تمريرات «الأبيض» في المواجهتين، التي أتت بين حارس المرمى ولاعبي الدفاع وخط الوسط بعيدة عن مناطق الخطورة.
كما غابت الدقة عن محاولات منتخبنا الهجومية الذي سدد 20 كرة على المرمى في المباراتين، منها 7 فقط بين القائمين والعارضة بنسبة 35%، وتفوق البحرين في المباراة الأولى بصناعة 4 فرص تهديفية مؤكدة مقابل 2 لـ«الأبيض» بخلاف الأهداف، وكذلك غابت الخطورة عن منتخبنا أمام الكويت.
ورغم زيادة التمريرات العرضية بصورة واضحة أمام «الأزرق» حيث ارتفع الرقم إلى 32 كرة عرضية، إلا أنها افتقدت للدقة والخطورة بدليل أن تيجالي سدد كرة وحيدة خارج إطار المرمى في تلك المواجهة بدقائق لعب كاملة مقابل تسديدتين رأسيتين خلال 30 دقيقة فقط أمام البحرين.
وأخيراً تشير الإحصاءات الدفاعية إلى أن شباك «الأبيض» اهتزت بهدفين أمام «الأحمر» عبر 4 تسديدات دقيقة للمنافس من إجمالي 7 محاولات فقط بفاعلية بلغت 57%، في حين خطف «الأزرق» نقاط المباراة بتسديدتين دقيقتين فقط بين القائمين والعارضة تحولت واحدة إلى هدف الفوز!