عمرو عبيد (القاهرة)


صدمة هائلة تلقتها جماهير ليفربول بعد «السقوط المروع» أمام ريال مدريد، في عقر دار «الريدز»، لكن الوضع السيئ لـ«كتيبة كلوب» لا يبدو جديداً على جماهير «أنفيلد» التي تعرضت لكثير من الضربات منذ بداية الموسم، الواحدة تلو الأخرى، لدرجة أن أحاديث إقالة الألماني ظهرت عدة مرات خلال الفترة الماضية، وزادت في الساعات الأخيرة، من جانب تييري هنري وجيمي كاراجر على سبيل المثال، وهو ما دفعه للرد قبلها بأنه لن يرحل إلا إذا تمت إقالته من قبل إدارة «الريدز»، كما تعرض النجم المصري محمد صلاح لكثير من الانتقادات، بعد تراجع مستواه بشدة، وتأثر حصاده الفني والرقمي، وعدم قدرته على إنقاذ الفريق رغم الاعتراف بأن حالة أغلب اللاعبين ليست جيدة على الإطلاق، وقال الإسباني خوسيه إنريكي لاعب ليفربول السابق إن صلاح يبدو كأنه «لاعب آخر»!
وبعدما فقد كلوب «بوصلة» قيادة الفريق، وبات عاجزاً أمام إيجاد حلول هجومية أحياناً، أو تفادي أخطاء دفاعه في أحيان أخرى، وكذلك زيادة الانتقادات الموجهة لمحمد صلاح، باتت مخاوف الرحيل بهذه الصورة الحزينة للفريق تطارد «أساطير الجيل»، بعدما حصد «الثنائي» ومعهما باقي المجموعة إنجازات كثيرة في السنوات الأخيرة، لكن الخروج الوشيك من دوري الأبطال بهذه الطريقة «المهينة» على يد الريال يُعيد إلى الأذهان فقد لقبي 2018 و2022 أمام «العملاق الإسباني»، ويُذكّر الجماهير أن «الرُبّان» الألماني نجح في التتويج بنسخة وحيدة عام 2019 لكنه في المقابل أخفق 5 مرات بينها الإقصاء من دور الـ16 في نُسخة واحدة ستزيد غالباً إلى اثنتين حسب الوضع الحالي، وحل وصيفاً مرتين مقابل الخروج من رُبع النهائي في موسم 2020-2021.
وعلى صعيد «البريميرليج»، يحتل «رجال كلوب» المركز الثامن في جدول الترتيب، وهو الوضع الأسوأ منذ توليه المهمة قبل 8 سنوات حيث أنهى موسم 2015-2016 في نفس المركز، لكنه لم يبدأ الموسم آنذاك وبدون الكثير من التعاقدات اللاحقة، ولم يعرف الألماني مع «الريدز» الخروج من «مربع الذهب» الإنجليزي أبداً خلال تلك الحقبة، إذ أنهى موسمين «وصيفاً» ومثلهما «رابعاً» مقابل الاكتفاء بالمركز الثالث مرة واحدة والتتويج بلقب وحيد في نسخة 2019-2020، ومع ابتعاده عن صراع اللقب الحالي، يكون كلوب قد حقق النجاح مرة واحدة مقابل الإخفاء 7 مرات لتكون النسبة 12.5% فقط!
ووصفت الصحف الإنجليزية حالة كلوب والفريق بأنها «من سيئ إلى أسوأ» عقب الإقصاء من كأس الرابطة على يد برايتون في يناير الماضي، وقبلها أطاحه مانشستر سيتي من كأس الاتحاد، وباستثناء الفوز بلقب «الدرع الخيرية» مطلع الموسم، فإنه سيُنهيه بصورة «صفرية» غالباً حال اكتمال «مأساة» خروجه من الأبطال وفقده فرصة المنافسة في الدوري، وبنفس الحسابات يتذكر الجميع أن «صانع مجد الريدز» في الحقبة الحالية فاز بـ3 كؤوس محلية مقابل فقد 16 منها خلال تلك المواسم، محققاً نسبة نجاح لم تبلغ 16%، وبالطبع كان الفوز بلقبي السوبر الأوروبي ومونديال الأندية ضمن إنجازاته.
أما صلاح، فقد تراجعت معدلاته التهديفية بصورة واضحة هذا الموسم لتبلغ تسجيله 0.56 هدف في مباراة حتى الآن، مقابل 0.61 في آخر موسمين شهدا تحسناً طفيفاً في معدلاته بعد تراجعه في 2018-2019 و2019-2020 بـ0.52 و0.48 على الترتيب، لكنه أبداً لم يتمكن من استعادة بدايته الباهرة التي شهدت تسجيله 44 هدفاً في موسمه الأول بمعدل 0.85 هدف في المباراة.
وصحيح أن حصاد «الفرعون المصري» تأثر بالطبع بحالة الفريق العامة، بجانب تغيير تكتيك اللعب أكثر من مرة خلال الموسم الحالي من دون فائدة، إلا أن آراء كثيرة تناولت تراجع مستواه بالتلميح إلى عقده الكبير الأخير وكذلك تأثير رحيل ساديو ماني وربما رغبته في خوض «مغامرة» جديدة مع فريق آخر، ورغم تألقه في بداية مواجهة الريال وصناعة الهدف الأول واستغلال خطأ كورتوا في تسجيل الهدف الثاني وإضاعة فرصة أخرى، إلا أن حصاده الهجومي توقف عند الدقيقة 25 من الشوط الأول، بـ3 تسديدات طوال المباراة منها واحدة فقط بين القائمين والعارضة، وعقب مشاركة ناتشو البديل، اختفى صلاح تماماً وغاب عن المشهد خاصة في الشوط الثاني «السلبي» من جانبه!