عمرو عبيد (القاهرة)
عقب الإقصاء من البطولات الأوروبية، لم يعُد أمام برشلونة إلا القتال محلياً من أجل «حصاد ناجح» نهاية الموسم وعدم القضاء على «مشروع تشافي» مُبكراً، ولهذا وصفت صحيفة سبورت الكتالونية الفوز بلقبي «الليجا» وكأس الملك بـ«الإجباري» هذا الموسم، بعد «خيبة الأمل» الأوروبية على حد تعبيرها، وأن «الثنائية التاسعة» في تاريخ «البلوجرانا» ستمنح الاستقرار المطلوب لاستمرار المشروع الحالي، الذي لا يبدو سيئاً إلى هذه الدرجة التي يُحاول البعض الترويج لها، لاسيما أنه يتصدر الدوري بفارق 8 نقاط عن ريال مدريد الذي أسقطه مطلع العام الحالي ليحصد أول ألقابه بكأس السوبر الإسبانية.
وقالت الصحيفة إن الفريق يملك أفضلية حقيقية في «الليجا»، ويجب أن يتجاوز أحزانه الأوروبية سريعاً للعودة والتركيز في البطولة المحلية الأهم، كما سيكون عليه مواجهة «الريال» بكل شجاعة في نصف نهائي الكأس أيضاً بعد أيام قليلة، لأن «الهيمنة» المحلية تفتح الطريق عادة أمام استعادة المجد الأوروبي، وحال فوز «البلوجرانا» بالدوري والكأس، سيكون قد حقق وقتها «الثلاثية» القادرة على محو أي أحزان قارية في الوقت الحالي، كما سيحصد رقماً إسبانياً غائباً منذ موسم 1952/1953، عندما أضاف كأس «إيفا دوارتي» التي تماثل السوبر إلى لقبي الدوري والكأس.
وتعتقد «سبورت» أن مقارنة وضع تشافي مع أبناء النادي السابقين، جوارديولا وإنريكي، يبدو غير عادل لأن المدرب الحالي تسلم «تركة ثقيلة» غير ناجحة بعكس «الأسطورتين»، خاصة فيما يتعلق بمرحلة «ما بعد ميسي» وإعادة بناء وتكوين الفريق الشاب الحالي، بالإضافة إلى الإصابات المؤثرة التي تعرض لها في توقيت حرج، مثل ديمبيلي وفاتي وبيدري حالياً، وهو ما دفع تشافي وجهازه والصحف الكتالونية للحديث عن ضرورة تجاوز الإحباط الأوروبي، وجعله «حافزاً» لحصاد محلي غير مسبوق في آخر 70 عاماً!
لكن هذا لم يمنع الصحيفة من الحديث عن وجود «7 خطايا» حسب تعبيرها، تسببت في هذا الإقصاء الأوروبي المؤسف للعام الثاني على التوالي، وكانت «ثغرة الدفاع» محط أنظار تحليل الصحيفة، الذي تعجب من الصلابة الكبيرة التي يتمتع بها في «الليجا» باستقبال 7 أهداف فقط في 22 مباراة بمتوسط 0.3/ مباراة، مقابل 16 في المشاركات الأوروبية بمعدل 2/ مباراة، وبالتالي يجب إغلاق هذا «الثقب» على المستوى الأوروبي، مع فهم أسباب وجوه مقارنة بما يحدث محلياً.

 


«شخصية الفريق» في الدوري الإسباني تختلف تماماً عما يقدمه قارياً، لتكون ثاني الأخطاء التي ارتكبها مؤخراً، إذ لم يحقق سوى انتصارين محدودين في دوري الأبطال على حساب فيكتوريا بلزن، مقابل الخسارة مرتين أمام بايرن واثنتين على يد إنتر ميلان ومانشستر يونايتد، ولم يؤثر التعادل مع «الأفاعي» و«الشياطين» على الوضع العام، وفي المقابل لم يخسر «البارسا» سوى مباراة واحدة في «الليجا» محققاً 19 فوزاً وتعادلين، وجاء ثالث الأسباب ممثلاً في الحالة الهجومية الضعيفة، التي ظهرت على أغلب اللاعبين، فباستثناء 9 أهداف في الشباك التشيكية الضعيفة لم يُحرز الفريق إلا 6 أهداف في 6 مباريات أخرى!
«الغرق في الشوط الثاني» كانت الخطيئة الرابعة التي تكررت في أغلب المواجهات الأوروبية، إذ استقبلت شباك «البلوجرانا» 75% من الأهداف في الفترات الثانية، مما يعكس حالة التراجع الواضحة لفريق تشافي خلالها، وتعتقد «سبورت» أن السبب الخامس كان خارج إرادة الفريق بتعدد الإصابات، لكن عدم وجود أوراق بديلة ذات كفاءة هو في الأساس خطأ كبير «متراكم» للإدارة، وأخيراً رأت الصحيفة أن السببين السادس والسابع يوجدان بنسبة ضئيلة جداً في تلك القائمة لكن لابد من ذكرهما، وتعلقا بسوء الحظ الكبير الذي واجهه الفريق في قرعة البطولتين، بجانب بعض الأخطاء التحكيمية التي تركت آثارها على الوضع الراهن.