عمرو عبيد (القاهرة)
تتسرب ملامح التغيير رويداً رويداً نحو بطولات الدوري والكؤوس المحلية، في أبرز دول أوروبا على الصعيد الكروي، وما بين الانقلابات الكبرى ومزاحمة الكبار في سباق الألقاب، تدور أغلب منافسات دوريات «القارة العجوز» الكبرى حالياً، حيث استعاد أرسنال بعضاً من قوته السابقة ليقبض على قمة «البريميرليج» بكل وقته منذ بداية الموسم، وباستثناء عثرات قليلة لا يزال «المدفعجية» يقاتل لإعادة لقب الدوري إلى خزائنه بعد غياب 19 عاماً، وبعد سيطرة مطلقة لمانشستر سيتي و«مبارزة ثنائية» مع ليفربول في السنوات الماضية، يُلاحق «البلومون» غريمه الحالي في سباق القمة، في حين بدأ بعض «الكبار» في العودة إلى الطريق الصحيح، خاصة مانشستر يونايتد الذي اقتنص كأس الرابطة الإنجليزية بعد 6 سنوات من الابتعاد عن منصات التتويج، كما يُطارد «الشياطين» ثنائي المقدمة، بالإضافة إلى استمراره في المنافسة على كافة الألقاب بينها «يوروبا ليج» قارياً، وخلال العامين الماضيين نجح ليستر سيتي في اقتناص الدرع الخيرية وكأس الاتحاد، وهو ما قام به أرسنال أيضاً في موسمي 2019/2020 و2020/2021.
وشهدت الكرة الإيطالية «الحراك الأكبر» في السنوات الأخيرة، بعدما توقفت مسيرة يوفنتوس عند اللقب التاسع توالياً في «الكالشيو» بموسم 2019/2020، وبعد سنوات من احتكار «السيدة العجوز» انتفض «عملاقا ميلانو» ليحصدا لقبي «سيري آ» في آخر نسختين، حيث فاز إنتر ميلان ببطولة 2020/2021 وأتبعه ميلان بدوري 2021/2022، وتستعد الكرة الإيطالية لتتويج بطل مختلف للمرة الثالثة على التوالي، حيث يبتعد نابولي بفارق 18 نقطة عن «الأفاعي» و«الشياطين»، وسط غياب تام لـ«البيانكونيري» عن المشهد، حيث حصد «النيرآزوري» أيضاً لقبي الكأس والسوبر في العام الماضي بجانب سوبر الموسم الحالي، وبعد ابتعاد طال 33 عاماً، يتأهب «السماوي» لاستعادة ذكريات «الأمجاد المارادونية»!
وصحيح أن باريس سان جيرمان لا يزال يفرض سطوته على الكرة الفرنسية بصورة عامة، ووسع الفارق أمس إلى 8 نقاط مع مارسيليا الوصيف، إلا أن «فريق الأمراء» تلقى عدة هزائم موجعة في الفترة الأخيرة، منها واحدة على يد «الأولمبيين» نفسه في بطولة الكأس، ليخرج من دور الـ16، وكان نانت قد حصد كأس الموسم الماضي بعد غياب أكثر من 20 عاماً، وكذلك فاز ليل بكأس السوبر على حساب سان جيرمان، بعدما أزاحه عن «عرش ليج ون» في نسخة 2020/2021 حاصداً لقب ابتعد عنه منذ 2011.
الأمر نفسه يظهر بصورة أقل حدة في ألمانيا، إذ يحافظ بايرن ميونيخ على حظوظه الحالية في سباق «البوندسليجا» الصعب، ويتصدر «البافاري» الدوري بفارق الأهداف فقط عن بروسيا دورتموند ويأتي خلفهما يونيون برلين بفارق 3 نقاط فقط مقابل 4 مع لايبزج، وإذا كان «أسود الفيستيفال» قد اعتاد مزاحمة «البايرن» في سنوات ماضية، فإن ظهور «الدببة» و«الثيران» على الساحة الألمانية يبدو جديداً، خاصة لايبزج الذي انتزع كأس العام الماضي مثلما فعل دورتموند في 2020/2021.
ولا تزال المنافسة الثلاثية تفرض نفسها بقوة على الكرة الإسبانية، حيث فاز ريال مدريد بلقبي «الليجا» 2019/2020 و2021/2022، مقابل تتويج وحيد لأتليتيكو في 2020/2021، ولا يُمكن القول بأن عودة برشلونة الحالية إلى سباق القمة تُعد تغييراً كبيراً، رغم كونها لم تصبح مؤكدة بعد بسبب تقلص الفارق بينه وبين «الريال» إلى 7 نقاط، إلا أنه ابتعد بالفعل عن المشهد مؤقتاً لأسباب معروفة، ويُقاتل حالياً لاستعادة اللقب بعد آخر فوز له في بطولة 2018/2019، حيث استطاع حصد السوبر مؤخراً مقابل فوز ريال بيتيس بكأس الملك العام الماضي، وكذلك اقتناص أتلتيك بلباو «سوبر 2020/2021» مقابل كأس الملك لريال سوسيداد في 2019/2020!