عمرو عبيد (القاهرة)
انتهت سريعاً نشوة العملاقين الأوروبيين، مانشستر سيتي وريال مدريد، بتربع «البلومون» فوق قمة «البريميرليج»، وحصد «الملكي» كأس الملك الإسبانية، استعداداً لـ «المعركة الكُبرى» التي ستجمعهما منتصف هذا الأسبوع في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، أكثر أهمية وقوة ومتابعة من جميع عشاق كرة القدم العالمية، ورغم الاحتفاء الكبير بكليهما عبر أغلفة الصحف بعد فوز «متشابه» بنتيجة 2/1، إلا أن أضواء «القمة القارية» المرتقبة بين «السيتي» و«الريال» ضغطت على الانتصارين الأخيرين بـ«الثنائيتين»!
وبدا واضحاً أن بيب جوارديولا وضع مواجهة ريال مدريد في المقام الأول بين اهتماماته خلال مباراة ليدز في «البريميرليج»، حيث عمد إلى إراحة عدد من نجومه الأساسيين خلال مواجهة «الطاووس» المُهدد بالهبوط، وأشرك دي بروين العائد من الإصابة طوال الـ90 دقيقة لتجهيزه، وأجرى عدداً محدوداً من التغييرات لنفس الغرض.
وصحيح أن صحيفة «ستار سبورت» أشادت بـ«السيطرة المُطلقة» التي فرضها «السيتي» على الدوري الإنجليزي، والابتعاد بالصدارة بعد الفوز 2/1، إلا أنها اهتمت أكثر بـ«غضب بيب» عقب إهدار ركلة الجزاء المتأخرة، لرغبته في عدم المغامرة بنتيجة مباراة تؤمن «قمة البريميرليج»، وخشية حدوث أي هزة تؤثر على «مواجهة الموسم الأوروبية»، وجاء غضبه إشارة إلى ضرورة التركيز والالتزام من الجميع حتى اللحظات الأخيرة في جميع المباريات، لعدم تكرار ما حدث أمام «الملكي» في الموسم الماضي!
ولم تتجاهل التغطية الإنجليزية تلك الحقائق الواضحة، حيث وصفت «ذا أوبزيرفر» الألماني جوندوجان بـ«الجنون» بعدما تألق في البداية وأحرز «ثُنائية»، قبل المغامرة بإهدار ركلة الجزاء التي فجّرت غضب «الفيلسوف»، وبينما تناقلت الصحف ووسائل الإعلام ما قاله بيب خلال المباراة حول خطأ النرويجي هالاند بعدم تسديد الركلة، اهتمت «إكسبريس» بما حدث من جانبه داخل غرف الملابس، حيث عنّف هالاند ووجه كلماته «الصارمة» إلى جوندوجان أيضاً، ولا يقتصر الوضع على وضوح «سيطرة» جوارديولا المُطلقة على لاعبيه، بل الأهم هو استمرار تركيزهم قبل خوض أهم مباراة للفريق في «الشامبيونزليج» هذا الموسم.
والطريف أن الفريقين سجلا هدفيهما في آخر مبارياتهما التي تسبق مباشرة مواجهتهما الأوروبية عبر نفس اللاعبين، بـ«ثنائية» جوندوجان مع «السيتي» ومثلها للبرازيلي رودريجو، الذي أهدى «الميرنجي» لقب كأس الملك بعد مباراة «مُعقدة» أمام أوساسونا وحسمها بنتيجة 2/1 أيضاً، لتخرج صحيفة «آس» الإسبانية بعنوان «كأس الملكين»، إشارة إلى النجمين البرازيليين رودريجو وفينيسيوس جونيور، اللذين منحا «الملكي» تلك الكأس، ووصفت «ماركا» الأمر بـ«الكأس الجميل» الذي أتى في الوقت المناسب تماماً، وبجانب تهنئة «غير معتادة» لريال مدريد بعد حصد الكأس من جانب الحساب الرسمي لبرشلونة، عنونت «موندو ديبورتيفو» الكتالونية غلافها بـ«الكأس البيضاء»!
وعلى نفس النسق، جاءت تصريحات الرئيس بيريز والمدرب أنشيلوتي لتؤكد انشغال الجميع بمواجهة «السيتي»، حيث قال بيريز إنه لا يوجد أي وقت للراحة بسبب ضرورة الاستعداد فوراً لمباراة مانشستر سيتي، ووجّه رئيس «الملكي» نقداً لجدول المباريات «المضغوط» الذي سيترك آثاره بالتأكيد على فريقه، بينما تحدث أنشيلوتي بوضوح كون الفوز بالكأس سيدفع بفريقه إلى مواجهة «سيتي بيب» في أجواء رائعة، مؤكداً أنه سيلعب مباراة الذهاب بـ12 لاعباً أمام 11، في إشارة إلى جماهير «البيرنابيو» وضرورة استغلال هذا الأمر إلى أقصى درجة.