مدريد (أ ف ب)

يعوّل مانشستر سيتي الإنجليزي المتألق راهناً على هدّافه الفتاك إيرلينج هالاند، في مهمته الثأرية أمام مضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، غداً في مواجهة نارية مرتقبة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
وكان سيتي في طريقه إلى النهائي الموسم الماضي، بفوزه 4-3 على أرضه، ثم تقدمّه 1-0 في عقر دار الملكي، قبل أن يسجّل البرازيلي رودريجو ثنائية في الوقت القاتل، ثم يحجز الفرنسي كريم بنزيمة بطاقة النهائي في الوقت الإضافي من ركلة جزاء (3-1)، في طريقه إلى لقب رابع عشر قياسي.
دفع سيتي ثمناً باهظاً لعدم ترجمة الكمّ الكبير من الفرص التي سنحت له في مباراتي الذهاب والإياب، مفتقداً للهداف الناجع.
بعد أقل من أسبوع، أعلن سيتي أنه فاز بسباق ضم النرويجي هالاند من بروسيا دورتموند الألماني، متفوّقاً خارج الملعب على الفريق الإسباني العريق.
لبى هالاند كل التوقعات حتى الآن، مسجلاً 51 هدفاً في مختلف المسابقات، في موسمه الأول مع «سيتيزنز».
بعد تحطيمه الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في الدوري الإنجليزي بنظامه الحالي «البريميرليج»، رافعاً رصيده إلى 35 محاولة ناجحة، قال مدربه الإسباني بيب جوارديولا: «عندما تمدّه بالفرص يسجّل من كل الوضعيات: ركلات جزاء، عرضيات، تبادلات، مرتدات. بمقدوره القيام بأشياء كثيرة».
أضاف المدرب الذي خاض مبارزات نارية مع الريال عندما كان مدرباً لبرشلونة الإسباني: «لهذا السبب سجّل الكثير من الأهداف. أشعر بأنه يريد تسجيل المزيد بسبب ذهنيته».
رغم إعادة كتابة الأرقام القياسية، عبّر هالاند بوضوح عن رغبته بإحراز الألقاب بدلاً من الانفراد بأرقام قياسية شخصية.
يسعى سيتي إلى معادلة رقم جاره وغريمه مانشستر يونايتد، الفريق الوحيد المتوج بدوري الأبطال، البريميرليج وكأس إنجلترا في موسم 1998-1999. بحال فوزه ثلاث مرات في آخر أربع مباريات، سيضمن لقب الدوري المحلي للمرة الثالثة توالياً والخامسة في ستة مواسم، إذ يتقدم على أرسنال بفارق نقطة ولعب مباراة أقل.
وسيكون بمقدور يونايتد حرمانه بنفسه من إحراز الثلاثية، عندما يواجهه في نهائي مسابقة الكأس العريقة في 3 يونيو.
لكن عقبة ريال في دوري الأبطال تبدو الأكبر له، خصوصاً أن الفائز بينهما يلاقي إنتر أو ميلان الإيطاليين، اللذين يتواجهان في نصف النهائي الثاني.
ويتمتع الريال بسطوة رهيبة على هذه المسابقة منذ بداياتها عندما توّج خمس مرات بين 1956 و1960، ثم في الألفية الثالثة، حيث أحرز اللقب سبع مرات، آخرها الموسم الماضي على حساب ليفربول الإنجليزي بهدف.
لقب أحرزه جوارديولا كلاعب عام 1992 مع برشلونة ثم كمدرب في 2009 و2011، لكنه فشل في ذلك مع بايرن ميونيخ الألماني (2013-2016) ولا يزال يحلم بإحراز اللقب المرموق للمرة الأولى في تاريخ النادي الأزرق.
لم يخسر سيتي في 20 مباراة ضمن مختلف المسابقات، بينها 10 انتصارات توالياً في الدوري، ويأمل في تحقيق نتيجة في ملعب البرنابيو، قبل استضافة الإياب في ملعبه «الاتحاد»، حيث فاز في كل مبارياته الـ14 عام 2023.
على الطرف المقابل، خرج البرازيلي رودريجو مجدداً إلى الأضواء كمهاجم حاسم في المباريات الكبرى. فبعد ثنائيته الرائعة الموسم الماضي التي قتلت أحلام سيتي، ضرب بثنائية مجدداً منحت فريقه لقب كأس الملك المحلية أمام أوساسونا.
في فترة قصيرة أمضاها مع «لوس بلانكوس»، حصد ابن الثانية والعشرين كل الألقاب الممكنة مع ريال، آخرها ضد أوساسونا (2-1) في نهائي الكأس السبت.
لكن العبقرية البرازيلية في ريال لا تقتصر فقط على الجناح الأيمن مع رودريجو، إذ يجترح مواطنه فينيسيوس جونيور الإنجاز تلو الآخر على الطرف الأيسر، كمراوغ موهوب ومموّن رئيس للقائد المخضرم بنزيمة العائد من إصابة.
ستكون جبهة دوري الأبطال الأخيرة لريال هذا الموسم، بعد تتويجه بالكأس وفقدان الأمل بالمنافسة على لقب الدوري، الذي يتجه صوب غريمه برشلونة. حتى أن ريال خسر مباراته الأخيرة أمام ريال سوسييداد وتنازل عن المركز الثاني لجاره اللدود أتلتيكو مدريد.