عمرو عبيد (القاهرة)
من المنطق أن تهتم الصحف المدريدية ب«المواجهة النارية» التي تجمع «الريال» و«السيتي» في نصف نهائي دوري الأبطال، لكن ما قدمته صحيفة موندو ديبورتيفو «الكتالونية» تجاوز حدود اهتمام أي صحيفة إسبانية أخرى، حيث أهدت غلافها ل«العبقري» جوارديولا تحت عنوان «تحديات بيب»، ونشرت عدة تقارير ومقالات رأي بدت «ظاهرياً» أنها متابعة دقيقة للمباراة الكبرى، لكن «في طياتها» حملت انبهاراً كبيراً بقوة مانشستر سيتي ومدربه «المُبدع» ونجومه «المتوهجين»، كأنها تُقدّم الدعم الكامل لابن «كتالونيا» البار وفريقه المُمتع في مواجهة «الغريم اللدود» ريال مدريد!
وتحت عنوان «التحديات ال6 التي تواجه جوارديولا»، بدأ تقرير «موندو ديبورتيفو» بالحديث عن ضرورة تعلم الدرس، الذي تعرض له «البلومون» في الموسم الماضي، مُستفيداً من كون مباراة الذهاب في مدريد والعودة في مانشستر، ويبدو التحدي الأول «إيجابياً جداً» ويتعلق بالاحتفاظ بسجله «الذهبي» مؤخراً، الذي يوضّح أن «سيتي بيب» لم يخسر أي مباراة في أي بطولة منذ مطلع فبراير الماضي، ومنذ 92 يوماً، فاز «السيتيزن» ب17 مباراة وتعادل 3 مرات فقط.
«سحر البيرنابيو» يُمثّل ثاني العوائق التي يجب أن يُحسن «رجال بيب» التعامل معها، خاصة مع الذكريات غير السعيدة التي يحملها ملعب «الريال» بالنسبة لهم، لكن وضع مباراة الذهاب وتوهج قدرات الفريق الحالية يجعل الأمر يميل لمصلحة «السيتي»، والطريف أن «العقبة الثالثة» في رأي الصحيفة الكتالونية تتعلق ب«تكتيك» جوارديولا نفسه، إذ نجح في تجاوز عقبتي أرسنال وبايرن ميونيخ بسهولة من دون الاستحواذ، لكن الوضع أمام «الملكي» يدفعه للعودة إلى نهجه المعروف، وهو ما يجب حسمه قبل انطلاق المباراة.
أما «عامل هالاند»، فترى «ديبورتيفو» أن على بيب استغلالها بأقصى درجة مُمكنة، رغم الضغط المتوقع تعرضه إليه نتيجة تسليط الأضواء «الهائلة» على ماكينة أهداف السيتي، وتبدو الفرصة سانحة أمام النرويجي لاستكمال «ملحمته التهديفية» في ظل غيابات وحالة دفاع «الميرنجي»، وبالطبع سيكون على جوارديولا القيام بعملية «إيقاف فينيسيوس وقطع تمويل بنزيمة»، إما بتكليف أكثر من لاعب لرقابة البرازيلي أو تبادلها بين ثلاثي الدفاع، ثم منع وصول الكرات إلى الفرنسي بأي وسيلة، وأخيراً سيكون اختيار التغييرات بعناية «عاملاً فاصلاً» في تلك المباراة، لأنها كانت «الثغرة» التي ضربت «السيتي» ومنحت «الريال» الفوز «الدرامي» في الموسم الماضي، وبيب يُدرك ذلك جيداً هذه المرة!
وفي سياق آخر، وصفت «موندو» هالاند بأنه «ميسي جوارديولا» الجديد، وكتبت أن «البرغوث الأسطوري» كان العنصر الفعال والأخطر في كتيبة «بارسا بيب» وقت التتويج بألقاب دوري الأبطال، واليوم يلعب هالاند نفس الدور رغم اختلاف الأسلوب والمهارات والمراكز بين النجمين، وأسهبت الصحيفة في حديثها عن أوراق جوارديولا «المُخيفة»، حيث قالت إن هالاند الأكثر لمعاناً وأن تأثير دي بروين لا يختفي أبداً، مؤكدة أن برناردو سيلفا «سلاح سري» لا يُمكن السيطرة عليه أبداً، في حين أن جندوجان يبقى بعيداً عن الضوء لكن ضرباته «صاعقة»، كما أشادت كثيراً بالثنائي رودري وروبن دياز وكذلك جريليش، الذي ظهر بصورة مغايرة تماماً هذا الموسم.