عمرو عبيد (القاهرة)
تتناثر الشائعات بقوة خلال تلك الفترة بـ«ميركاتو الصيف» الخاص بالموسم الجديد 2023-2024، حيث ترغب أغلب القوى الكُبرى الأوروبية في إحداث تغيير شامل وكبير في صفوفها، بعد موسم مُخيّب لكثير منها، ولهذا بدأت المعركة مُبكراً وزادت الصراعات الجانبية بين كبار الكرة في أوروبا، ويبدو أن «النيو لوك» يشغل عقول الجميع قبل انطلاق موسم جديد، من المُنتظر أن يكون أكثر إثارة وشراسة ومتعة!
وفي إسبانيا، من المنطقي أن يهتم ريال مدريد أكثر بهذا الأمر، خاصة بعد الاكتفاء بخطف كأس الملك الإسبانية والإقصاء المؤلم من دوري أبطال أوروبا، وقبلها خسارة «الليجا» لمصلحة غريمه «اللدود» برشلونة، وعقب رحيل هدافه الأول ونجمه الأبرز في السنوات الماضية، كريم بنزيمة، ومعه أسينسيو وماريانو دياز وإدين هازارد.
وارتبط اسم «الملكي» بنجمي الهجوم العالميين، مبابي وهاري كين، بجانب ساديو ماني، ولا تزال الأمور غير واضحة بخصوص هؤلاء النجوم، في حين استعاد خدمات إبراهيم دياز الذي توهج مع ميلان مؤخراً، ثم اقتنص الإنجليزي بيلينجهام بمقابل قد يزيد على 130 مليون يورو، وتلك التغييرات الفردية تعني تعديلاً كبيراً في الرسم التكتيكي لـ«الميرنجي» في الموسم المقبل، بما يتماشى مع نظرية «النيو لوك». 

ورغم الفوز بلقبي «الليجا» والسوبر الإسباني، وكذلك الوضع المالي المُعقد للنادي وعدم قدرته على استعادة نجمه الأسطوري، ميسي، تحرك برشلونة مُبكراً وحصل على خدمات نجم «ثلاثية السيتي»، إيلكاي جوندوجان، ولا تزال الشائعات تشير إلى احتمال لحاق زميله، برناردو سيلفا، به في صفوف «البارسا»، ولا تتوقف الأحاديث عن عودة نيمار بعد فشل «خطة ليو»، وعقب التخلص من بوسكيتس وألبا، يعتزم تشافي السير نحو رؤيته ومشروعه الجديد الذي بدأ في الموسم الماضي، حيث تُطرح أسماء مثل كيميتش رغم صعوبة إتمام الأمر.
وبعد مواسم رفض خلالها بايرن ميونيخ الدخول بقوة في سباق التعاقدات، ظهر اسمه عدة مرات بصورة واضحة في أخبار التواصل مع كايل ووكر نجم «البلومون»، وكان أحد الأطراف الذين دخلوا في بداية معركة الحصول على خدمات ديكلان رايس، كما تردد وجود تفكير من جانب إدارة «البافاري» في جلب لابورت وكالفين فيليبس من صفوف «بطل أوروبا»، الذي قهره بـ«ثلاثية» في ربع النهائي القاري، ولم يتوقف الحديث أيضاً عن إمكانية رحيل ساديو ماني وألفونسو دافيز ولوكاس هيرنانديز، ويبدو كل شيء ممكناً هذه المرة في ظل التغييرات الفنية والإدارية التي طالت «البايرن» نهاية الموسم الماضي.
ومع تولي بوكيتينو قيادة تشيلسي، لم يكن غريباً أن تظهر الكثير من الأسماء في قائمة المتوقع رحيلهم، منهم هافيرتز وماونت وكوفاسيتش، وقبلهم كوليبالي الذي غادر قلعة «البلوز» بالفعل، ومن المثير أن أغلب الأسماء التي تدور في «فلك الزُرق» من أصحاب الأعمار الصغيرة، وهو ما قد يعني حدوث «ثورة فنية» شاملة في صفوف الفريق، أما أرسنال وليفربول، فربما يكون «النيو لوك» مرتبطاً برسم فني وتكتيكي أكثر من كونه تغيير لأفراد وأسماء، ورغم نهاية الموسم السيئة لكل من يوفنتوس وميلان، إلا أن «الثنائي» يمر بفترة عدم استقرار إداري وفني، وهو ما يؤثر بوضوح على رؤيتهما في سوق الانتقالات، بينما تبدو خيارات التغيير محدودة أمام إنتر ميلان، الذي أنهى مسيرة المهاجم دجيكو ويرغب في ضمان بقاء لوكاكو معه.


«الأمراء» تائهون!
كعادة كل عام، يتصدر باريس سان جيرمان قائمة الأندية الباحثة عن «نيو لوك» بعد كل فشل يعاني منه، وجاء رحيل ميسي وراموس والرغبة الواضحة في التخلص من نيمار، ليؤكد أن إدارة «الأمراء» تحاول البحث عن طريق واضح للسير فيه من أجل بناء «حقيقي» لفريق قادر على أن يكون بطلاً لأوروبا، ولا تُعتبر فكرة تكوين فريق حول النجم مبابي جيدة هذه المرة، إذ يُمكن أن يرحل كليان فجأة هذا الموسم أو في العام المقبل، وهو ما يعني فشل «المشروع الباريسي الجديد»، ويبدو أن قرار التعاقد مع المدرب المُنتظر، لويس إنريكي، يؤخر انطلاق «الأمراء» في سوق الانتقالات، حيث توقف الحديث فجأة عن انتقال أسينسيو، لكن المؤكد أن قدوم المدرب الإسباني سيُغيّر صورة سان جيرمان الفنية تماماً.


«مجزرة الشياطين»!
وتحدثت الصحف الإنجليزية عن «المجزرة» التي يُعد لها مانشستر يونايتد، الذي كان قريباً من المنافسة على كثير من البطولات في الموسم الماضي، واقتنص كأس الرابطة في النهاية، حيث يُعد تن هاج قائمة تتكون من 12 لاعباً للدفع بهم في سوق الانتقالات، بينهم ماجواير وسانشو ومارسيال وماكتوميناي وفريد وفان دي بيك، وفي المقابل يُقاتل «الشياطين» بقوة من أجل الحصول على ماسون ماونت، بجانب الحديث عن رابيو والإكوادوري كايسيدو نجم برايتون، ولا يأمن الحارس دافيد دي خيا ما يضمر له المدرب الهولندي، الذي يبحث عن البطولات والأمجاد ويكره الخسارة والأخطاء بشدة!