عمرو عبيد (القاهرة)


حسم الأهلي المصري لقب الدوري المحلي رسمياً، وهو صاحب جميع الأرقام القياسية الخاصة بالنسخة الحالية، حيث يملك الهجوم الأقوى، وكذلك الدفاع الأكثر صلابة، بجانب كونه الفريق الوحيد الذي لم يعرف الخسارة حتى الآن في البطولة، ويلتقي الفريقان اليوم «الخميس» في الدوري المصري.
وعلى الجانب الآخر، عانى الزمالك كثيراً طوال الموسم، مُبتعداً عن المنافسة بفارق نقطي كبير، إلا أنه استعاد تماسكه مؤخراً، وتوقفت نتائجه السلبية خلال آخر 8 مباريات.
وبعيداً عن كل الظروف المحيطة بـ«عملاقي القاهرة»، فإن «الديربي المصري» اعتاد الخروج بإثارة وندية كبيرين في أغلب مبارياته عبر التاريخ، ومع ذلك تميل لغة الأرقام والإحصاءات لمصلحة «المارد الأحمر» هذا الموسم، إلا إذا كان لـ «الفارس الأبيض» رأي آخر!
وخلال جميع البطولات التي خاضها الأهلي هذا الموسم، محلياً وقارياً وعالمياً، سجّل لاعبوه 98 هدفاً، واستقبل مرماه 28 هدفاً فقط، وهي أرقام عامة «مُخيفة» تكشف كفاءة السويسري مارسيل كولر الذي توهج هذا الموسم مع «النسور»، في حين أن الزمالك أحرز 80 هدفاً في جميع البطولات، بمعدل مرتفع هو الآخر، لكن شباكه اهتزت 50 مرة، في إشارة إلى حالة دفاعه «السيئة» هذا الموسم، وإن كان يُحسب للكولومبي خوان كارلوس أوسوريو التحسن الذي طرأ على حصاد الفريق في آخر 8 مباريات بجميع البطولات، حيث سجل الفريق 20 هدفاً، واستقبل 6 أهداف، وخرج بشباك نظيفة 3 مرات.
وتشير الإحصاءات الفنية إلى جماعية الأهلي التكتيكية، حيث سجّل 73.5% من أهدافه عبر التمريرات الحاسمة بين لاعبيه، كما تقاربت معدلات التهديف عبر جبهاته الهجومية الـ3 بصورة واضحة، وأعاد كولر اكتشاف الجبهة اليُمنى الهجومية باختلاف كبير عن حصاد المواسم السابقة، حيث أنتجت 37.7% من أهداف الفريق مقابل 35.7% عبر العمق الهجومي، و26.6% من الطرف الأيسر، كما أحرز «الشياطين» 17% من الأهداف عبر ألعاب الهواء والتسديدات الرأسية، وإذا كانت أغلب الأهداف أتت عبر اللعب المتحرك بنسبة 74.5%، فإن بصمة كولر كانت واضحة فيما يخص تحسن حصاد الركلات الثابتة التي أنتجت رُبع عدد الأهداف، خاصة الركلات الركنية والحرة غير المُباشرة بإجمالي 14 هدفاً، مقابل 10 ركلات جزاء، وركلة حرة مُباشرة!
وفي ظل حالة عدم الاستقرار الإداري والفني، التي ضربت «القلعة البيضاء» هذا الموسم، تظهر الإحصاءات مدى أهمية مهارات العناصر الفردية التي صنعت الفارق في بعض الفترات، حيث أحرز الزمالك ما يزيد على 16% من الأهداف عبر التسديدات بعيدة المدى خارج منطقة الجزاء، كما أجاد استخدام الكرات العرضية بصورة جيدة جداً، إذ أنها تُعد أبرز أسلحته الهجومية التي أنتجت 35% من إجمالي الأهداف، وكذلك قدرة لاعبيه على تسجيل الأهداف بالرؤوس لتبلغ نسبتها 22.5%، ولا خلاف على أن الركلات الثابتة أسهمت في زيادة الحصيلة التهديفية، بعدما شاركت في تسجيل 32.5% من الأهداف.
والمؤكد أن أي مقارنة رقمية تخص وضع دفاع الفريقين ستكون غير منطقية، في ظل التفوق الكبير الذي أظهره «الدفاع الأحمر» هذا الموسم، إلا أنه يُمكن وضع عدة خطوط عريضة تخص أبرز نقاط الضعف لدى دفاع «عملاقي القاهرة»، حيث يبدو العمق الدفاعي للأهلي هو الحلقة الأضعف في ترسانة الخط الخلفي، حيث استقبل عبره 50% من الأهداف التي سكنت مرماه، وكذلك تسببت الهجمات المرتدة والسريعة في اهتزاز شباكه بنسبة تكاد تقترب من ثُلث الأهداف.
وتجدر الإشارة أولاً إلى أن الزمالك استقبل 4 أهداف عبر «النيران الصديقة»، وإذا أضفنا الأخطاء الفردية أو الجماعية «المُباشرة» التي كلفت الزمالك أهدافاً، فإن هذا يعني اهتزاز «الشباك البيضاء» 21 هدفاً عبر تلك الأخطاء الكارثية بنسبة 42%، وهي معدلات لم يعرفها «الفارس الأبيض» في السنوات الأخيرة، ويتفق وضع العمق الدفاعي لدى الزمالك مع الأهلي في أنه نقطة الضعف الأبرز، حيث تسبب في استقبال 48% من الأهداف، وتظهر أخطاء التمركز والرقابة واضحة في التعامل مع الهجمات المتحركة أو الركلات الثابتة على حد سواء، كما أن التمريرات البينية والثنائيات ضربت دفاعات الزمالك بنسبة 24%، وهي نفس نسبة التأثر السلبي بتمريرات المنافسين العرضية.