رضا سليم (دبي) 
تشهد علاقات الإمارات والهند تميزاً كبيراً على المستوى الرياضي، وهي ممتدة على مدار سنوات طويلة، ووصلت إلى تنظيم أحداث وفعاليات رياضية للهند في أبوظبي ودبي، ومختلف إمارات الدولة، بجانب إقامة العديد من الشراكات والاتفاقيات على المستوى الرسمي بين الاتحادات والأندية بين البلدين، والمباريات الودية بين المنتخبين الإماراتي والهندي.
وكشفت جائحة «كوفيد 19»، قوة ومتانة العلاقة بين البلدين، بعدما استضافت الإمارات مباريات الدوري الهندي للكريكيت 2020، والذي أقيم بتنظيم مجلس الكريكيت الهندي بالتعاون مع مجلس الإمارات للكريكيت، وأندية اللعبة في الدولة، حيث استضافت ملاعب الإمارات 60 مباراة في البطولة خلال 56 يوماً، من دون حضور جماهيري ووفق إجراءات احترازية وتدابير وقائية بأعلى معايير السلامة، بواقع 20 مباراة في أبوظبي و24 في دبي، و12 في الشارقة، إلى جانب مباريات الأدوار الختامية، كما أقيم جزء من منافسات الدوري الهندي موسم 2014 في دبي وأبوظبي والشارقة، نظراً لتداخل المنافسات حينذاك مع الانتخابات في الهند.
وتبلغ قيمة الاستثمار في الدوري الهندي للكريكيت 6.7 مليار دولار، وتابع نسخته الماضية التي أقيمت في الهند 462 مليون مشاهد.
كان الحدث الكبير في استضافة كأس العالم للكريكيت للرجال «تونتي 20» عام 2021، على استاد دبي الدولي للكريكيت بمدينة دبي الرياضية، والتي شهدت قمة المليار متابع في مباراة الهند وباكستان والتي تابعها أكثر من 20 ألفاً في ملعب مدينة دبي الرياضية، وأكثر من مليار متابع عبر الشاشات التلفزيونية، وهو اللقاء الذي استمر لأكثر من 3 ساعات حافلة بالإثارة، خاصة أنها الأولى التي تجمع بين الهند وباكستان منذ أكثر من عامين، حيث كانت آخر مواجهة بينهما في بطولة كأس العالم للكريكت 2019، وأقيمت في إنجلترا، كما مثلت المباراة قمة التنافس في رياضة الكريكيت، نظراً للشعبية الكبيرة لهذه الرياضة لدى الدولتين، ما أسهم في جعلها أكثر المباريات تشويقاً ومتابعة عالمياً، حيث تحظى بمتابعة أكثر من مليار شخص حول العالم، كما أن مواجهات الهند وباكستان يتابعها أكثر من 90% من مشجعي الكريكيت في العالم.
وتشهد أبوظبي ودبي سنوياً احتفالية الجالية الهندية باليوم العالمي لليوجا، وهو مبادرة أطلقها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عليها في 11 ديسمبر عام 2014، معلنةً يوم 21 يونيو من كل عام يوماً عالمياً لليوجا، وتنظم هذه الفعالية العالمية السفارات والقنصليات الهندية في مختلف أنحاء العالم، وشعار هذه الدورة هو «ممارسة اليوجا للصحة»، وتقام الفعالية سنوياً بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الدولة وحشد من المواطنين والمقيمين والطلاب وأبناء الجالية الهندية المقيمة بالدولة.
وتشارك الهند في تنظيم فعاليات عالمية في الإمارات، حيث نظمت مجموعة ماهيندرا الهندية بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، الدوري العالمي للشطرنج والذي شارك فيه نجوم اللعبة وأبطال العالم والمصنفون الأوائل في مقدمتهم النرويجي ماجنوس كارلسن بطل العالم للشطرنج 5 مرات متتالية من 2013 حتى 2022، والصيني دينج لي رن بطل العالم الحالي، والروسي إيان نيبومنياشتشي وصيف بطل العالم 2021 في دبي، والصينية هو ييفان بطلة العالم للشطرنج 4 مرات، والروسية كارتينا لاجنو وصيفة بطلة العالم 2018 وبطلة الشطرنج السريع 2014. وتم بثه إلى 600 مليون مشاهد في 160 دولة. 
ونظم الهندي راجيش بناجا رئيس «وورلد بادل ليج»، بطولة الدوري العالمي للبادل بالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، والهندي أميت شارما الشريك المؤسس للحدث، في كوكاكولا أرينا دبي الشهر الماضي، وقدمت «وورلد بادل ليج» جائزة نقدية إجمالية قدرها 826 ألف درهم للفرق الفائزة.
مهد الجو جيتسو
نشأت لعبة الجو جيتسو في أرض الهند وتطورت وتعدلت قوانينها في البرازيل، قبل أن تزدان بمرورها على أرض الإمارات، وتؤكد المصادر الرسمية المعنية برياضة الجو جيتسو ومن بينها الاتحاد الإماراتي للعبة، أن هذه الرياضة ظهرت أولاً في الهند، وكانت تلعب بالأسلحة، لكن طورت حركاتها التي أصبحت تركز على التوازن والقوة الجسمانية، وتلاشى استخدام السلاح فيها، لكنها انتقلت بعد ذلك إلى اليابان والصين، ووجدت شعبية ضخمة هناك، لتبدأ اللعبة في التبلور وأخذ شكل معين بقوانين معينة، فيما كانت انطلاقتها في الإمارات عام 1997.

قميص في سماء دبي
كشف نادي راجستان رويال الهندي للكريكيت عن قميصه الجديد من سماء دبي بطريقة تسويقية مبتكرة على هامش استعداداته للمشاركة في الدوري الهندي الممتاز الذي استضافته الإمارات خلال الفترة من 19 سبتمبر الجاري إلى 10 نوفمبر 2020.
وأظهر مقطع فيديو مصور قفزة لأسطورة القفز المظلّي الإسباني داني رومان من طائرة فوق جزيرة النخلة، حاملاً معه حقيبة راجستان رويال ليرسم خلفه خطاً من الدخان في الأجواء قبل أن يهبط بالمظلة على الشاطئ نحو لاعبي الفريق، ويلقي حقيبة مليئة بقمصان راجستان رويال لموسم 2020، لتكون بعد ذلك في متناولهم.

الإقامة الذهبية لـ«سفير الجولف»
انضم جيف ميلكا سينج، لاعب الجولف الهندي، إلى قائمة الحاصلين على الإقامة الذهبية، والتي تتسع يومياً منذ إطلاقها في 2019، وتم تكريم سينج، سفير لعبة الجولف الهندية، لإنجازاته المتميزة في اللعبة ومنحه الإقامة الذهبية المرموقة، ليصبح أول لاعب جولف محترف يُمنح هذا الشرف.
كان سينج على علاقة طويلة بدبي، حيث شارك في العديد من البطولات وكوّن العديد من العلاقات في المدينة، وحصل سينج، الفائز بأربعة ألقاب في الجولة الأوروبية، وأربعة ألقاب في جولة اليابان للجولف، وستة في الجولة الآسيوية، على «البطاقة الذهبية» لمدة 10 سنوات لكونه رياضياً محترفاً من النخبة.
ويتقدم قائمة الحاصلين على إقامة دبي الذهبية، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والهندي سانيا ميرزا، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، ومواطنه لويس فيجو، وميراليم بيانيتش (البوسنة)، بول بوجبا (فرنسا)، وروبرتو كارلوس (البرازيل) وروميلو لوكاكو (بيلجيكا) وشعيب مالك (باكستان) وسانجاي دوت (بوليوود) وشاه روخ خان (بوليوود).
وأصبح سينج الذي احترف في عام 1993، بعد مسيرة رائعة للهواة تضمنت تمثيل الهند في كأس أيزنهاور عامي 1988 و1992، أول هندي يتأهل للجولة الأوروبية وجولة اليابان للجولف، كما أصبح أول لاعب من بلاده يلعب جميع البطولات الأربع الكبرى، وأصبح رقم 1 في آسيا مرتين.

«الكابادي» لعبة الجماهير
الكابادي تعتبر من أكثر الرياضات الجماعية الشعبية في الهند، وتسمى رياضة الجماهير لبساطتها، لأنها لا تحتاج إلى أي أدوات أو ملاعب خاصة لممارستها.
تأسس الاتحاد الهندي للكابادي عام 1950 وتأسس الاتحاد الآسيوي للكابادي عام 1978، في الهند، وتم تنظيم أول بطولة آسيوية في كلكتا عام 1980 وفازت بها الهند، وأقيمت أول بطولة عالم رسمية في مومباي بالهند عام 2004، كما كانت لعبة الكابادي حاضرة في أولمبياد برلين عام 1936 كلعبة استعراضية، تم إدراجها رسمياً في دورة الألعاب الآسيوية بكين 1990 بالصين، تلعب المباراة بفريقين، كل فريق مكون من 12 لاعباً (سبعة أساسيين وخمسة احتياطيين).
تألق الأذكياء 
يشارك عدد كبير من أبناء الجالية الهندية المقيمة في الإمارات في بطولات الشطرنج التي تقام داخل الدولة، وهي من أكبر الجاليات التي تشارك في اللعبة، وتعد المدرسة الهندية للشطرنج من المدارس التي لها خبرة كبيرة وباع طويل، ويشاركون في مهرجان أبوظبي الدولي للشطرنج وبطولة دبي المفتوحة وبطولة الشارقة ماسترز، وكان آخر الألقاب، فوز الأستاذ الدولي الكبير، الهندي أرافيند شيتامبارام، بلقب النسخة الـ23 من بطولة دبي المفتوحة للشطرنج، حيث احتفظ باللقب للمرة الثانية على التوالي.
العملاق النائم
تعد كرة القدم الرياضة الشعبية الثانية في الهند بعد الكريكيت، بدأت الهند تحاول في السنوات الأخيرة استعادة مجدها، فقامت بتأسيس الدوري الهندي «آي –ليج» في 2007 في محاولة لإضفاء الطابع الاحترافي على المحلية، وعززت هذه الخطوة في 2013 بإطلاق الدوري الممتاز بـ 8 فرق لتعزيز وجود الكرة الهندية والانطلاق نحو العالمية، ونجح الدوري الممتاز في تحقيق نقلة نوعية في اللعبة.
وارتكزت سياسة الاتحاد الهندي لكرة القدم على تشجيع رجال الأعمال على «الاستثمار في الكرة الهندية» من خلال تأسيس وإدارة الأندية وإتاحة الفرصة أمام هذه الأندية للمشاركة في البطولات المرموقة المنظمة تحت مظلة الاتحاد الآسيوي.
واستضافت الهند مونديال الناشئين تحت 17 عاماً في 2017 وحققت حضوراً جماهيرياً قياسياً بلغ 1.347.133 متفوقة بذلك على الصين التي حققت حضوراً جماهيرياً في نسخة 1985 وصل إلى 1.230.976 متفرج. 
وتعتبر سنوات 1951 إلى 1962 الفترة الذهبية للكرة الهندية تحت قيادة المدرب سيد عبدالرحيم الذي شكلت وفاته نقطة تحول في تاريخها وبعد رحيله أفل نجمها، وظل العملاق الهندي نائماً لأكثر من نصف قرن، قبل أن يبدأ في ترميم نفسه وإعادة رسم خريطة جديدة لكرة القدم حتى تستقطب الاهتمام إلى جانب الكريكيت في بلد يعدّ سكانه أكثر من 1.339 مليار نسمة.
أكبر ملعب في العالم
يعتبر ملعب ناريندرا مودي في الهند هو أكبر ملعب في العالم من حيث السعة الاستيعابية للجمهور، وصلت سعته الاستيعابية للجلوس إلى 132000 شخص، ويُعرف هذا الملعب عادةً باسم استاد Motera نسبة إلى المكان الذي يقع فيه.
شهد الملعب تطورات بعد إعادة إعماره التي حدثت في فبراير عام 2020، فقد تم إغلاق الملعب وهدمه ثم إعادة بنائه بالكامل بتكلفة تقديرية تبلغ 110 ملايين دولار، تم بناء هذا الملعب للمرة الأولى في عام 1983، وقد استخدم بشكل أساسي لاستضافة مباريات الكريكيت، بما في ذلك مباريات كأس العالم للكريكيت 1987 و1996 و2011.
حلم 2036
تعتزم الهند الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2036، وستعمل جاهدةً من أجل الترويج لملفها خلال اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في سبتمبر المقبل في بومباي، وتسعى حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى ترسيخ مكانة الهند كقوة رياضية عالمية، وأنفقت أموالاً طائلة في البنية التحتية المحلية.
وستكون مدينة أحمد آباد بولاية جوجارات مسقط رأس مودي، المدينة الهندية المرشحة لاستضافة الأولمبياد، يوجد أكبر ملعب في العالم وقد افتتح في 2020 وأطلق عليه اسم رئيس الوزراء، وإذا نجح ملف الهند، فستصبح رابع دولة آسيوية تستضيف الألعاب بعد اليابان وكوريا الجنوبية والصين، وسبق أن استضافت الهند دورة ألعاب الكومنولث في عام 2010.