عمرو عبيد (القاهرة)


سطع نجم الكرة الفرنسية بشدة عام 1998، وزاد توهجه منذ مطلع القرن الحالي، ليحصد المنتخب الأول لقبي كأس العالم 1998 و2018، بجانب وصافة نسختي 2006 و2022، كما فاز بكأس «يورو 2000»، وحل ثانياً عام 2016، ونجح في ضم بطولة دوري الأمم الأوروبية إلى خزائنه عام 2021.
وخلال تلك السنوات، برزت مئات المواهب الفرنسية، لتخطف الأضواء العالمية داخل ملاعب الكرة، لكن منهم من بات «وجبة دسمة» لا تتوقف وسائل الإعلام العالمية عن تناولها يومياً، خاصة في الفترة الأخيرة، لدرجة أنهم أصبحوا بمثابة «ديوك مزعجة»!
ومنذ 5 سنوات، لم يتوقف «الصاروخ» كليان مبابي عن إثارة الجدل، بداية من انتقاله «القياسي» إلى باريس سان جيرمان، بقيمة 180 مليون يورو، مروراً بأزماته العديدة مع «فريق الأمراء»، التي بدأت مُبكراً جداً، بعد أقل من عامين، حيث اشتعل الأمر بينه وبين مدربيه ومسؤولي «سان جيرمان»، لرغبته في الرحيل إلى ريال مدريد، وواجه مبابي انتقادات لاذعة، لاسيما من قبل جماهير «الفريق الباريسي»، حتى قام بتجديد عقده، بصورة أكثر إثارة للجدل، بعد تدخل «رئاسي» ومبالغ هائلة.
إلا أن عاماً واحداً فقط، كان يكفي لعودة مبابي إلى «تمرده»، مما فجّر الوضع بينه وبين «سان جيرمان»، ليصل إلى «الحالة المعلقة» الحالية، ولا تتوقف أخباره اليومية فوق أغلفة الصحف العالمية، تارة يرفض عرضاً «خيالياً» من السعودية، وأخرى يبدو قريباً من ريال مدريد، وظهر ليفربول مؤخراً في الصورة، ليزيد الأمر «إثارة وبلبلة»، وربما يرغب ملايين من عشاق الكرة الأوروبية، أن يحسم مبابي أمره، لينتهي هذا «المسلسل المزعج» المُستمر منذ 5 سنوات!
ويبدو أن باريس سان جيرمان يرفض العيش وسط أجواء عادية «هادئة»، حيث أشعل «العاصمي» أزمة جديدة مع برشلونة، الذي لم ينسَ له أبداً ما فعله مع نجمه السابق، نيمار، وتسبب في دخول «البارسا» دوامة إدارية وفنية طويلة، ويتصدر اسم النجم الفرنسي، عثمان ديمبيلي، أغلفة الصحف الإسبانية، خاصة «الكتالونية»، بعد محاولة «سان جيرمان» التعاقد معه وخطفه من «البلوجرانا» باستخدام الشرط الجزائي في عقده، رغم المبلغ الهائل الذي أنفقه برشلونة للتعاقد معه عام 2017، قادماً من بروسيا دورتموند مقابل 105 ملايين يورو.
وقام ديمبيلي بالتمرد على فريقه الألماني، من أجل إجباره على مُباركة رحيله، لكنه سُرعان ما أبدى عدم التزام داخل صفوف «البارسا»، ولم يظهر بصورة جيدة خلال أغلب سنوات لعبه، وكاد يرحل لولا تمسّك المدرب تشافي به، ورغم تصريحات الأخير عن شعور ديمبيلي بالراحة، ومحاولته الضغط عليه من أجل البقاء، إلا أن الجناح الفرنسي بالغ في طلباته المالية مؤخراً لتجديد عقده، رغم «الوضع المالي الصعب» الذي يعيشه برشلونة، وتتحدث الصحف عن اقتراب ديمبيلي من الرحيل نحو باريس، وهو ما قد يدفع «البارسا» لملاحقة النادي الفرنسي بشراسة!
وبالطبع، يأتي مواطنهما بول بوجبا في صدارة قائمة «الديوك المزعجة»، بعد رحيل جدلي من صفوف مانشستر يونايتد عام 2012، وعودة أكثر جدلاً في 2016 كلّفت «الشياطين» 105 ملايين أيضاً، وبين الفترتين لم يُقدّم بوجبا ما يستحقه «اليونايتد»، بل كان مصدراً للأزمات والمشاكل المُستمرة، ورغم أنه لاعب هادئ يملك مهارة وموهبة فائقة، إلا أن أنطوان جريزمان رفض فجأة وضعه المُستقر في صفوف أتلتيكو مدريد، وانتقل إلى برشلونة عام 2019، في صفقة صنعت العديد من المشاكل، حيث دفع «البارسا» 120 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقده، وهو الأمر الذي رفضه «الأتليتي» وحاول ملاحقة «البارسا» قضائياً.
ولم ينجح جريزمان مع «البارسا»، وزاد من مشاكله الفنية والإدارية، ليعود بسرعة إلى أتلتيكو، الذي تلاعب بـ«البلوجرانا» عبر التحكم في عدد دقائق لعب المهاجم الفرنسي معه حسب بنود العقد، قبل أن تُحسم تلك «الأزمة المزعجة» نهائياً في أكتوبر 2022، لكن جريزمان أهدر الكثير من وقته وموهبته خلالها!
«البلوز» في ساحات القضاء!
وهناك نجوم فرنسية أخرى تسببت في كثير من «الإزعاج» داخل الوسط الكروي في السنوات الماضية، كان أبرزها الهداف القدير كريم بنزيمة، الذي أقحم نفسه داخل ساحات القضاء عدة مرات بسبب مشاكل عائلية أو تصرفات غير مسؤولة مع زملائه في منتخب فرنسا، ورغم نضجه لاحقاً ووضع كامل تركيزه داخل ملاعب الكرة، خاصة مع ريال مدريد، إلا أنه تسبب في أزمة كبيرة خلال كأس العالم الأخيرة، «قطر 2022»، بعد تبادل الاتهامات مع مدربه ديشامب عقب ضمه ثم استبعاده من «المونديال» بداعي الإصابة، قبل أن يعلن اعتزاله دولياً.
وسبقه نيكولاس أنيلكا عام 2010، عندما تسبب في أزمة «هائلة» داخل معسكر «الديوك» في كأس العالم بجنوب أفريقيا، وكان أحد أسباب خروج فرنسا «المُهين» من الدور الأول آنذاك، قبل أن يتم إيقافه لمدة 18 مباراة دولية، إلا أنه سبق الجميع وأعلن اعتزاله الدولي هو الآخر، كما قام مانشستر سيتي بالتخلص من الظهير الأيسر الفرنسي، بنيامين ميندي، الذي كان أحد أغلى المدافعين في العالم عام 2017، إلا أن كثرة إصاباته وأزمته القضائية «المسيئة» سرّعت برحيله عن «السيتي»، وانتقاله إلى لوريان الفرنسي، ويبدو أن مسيرته لن تكتمل بصورة جيدة، خاصة أنه يبلغ حالياً 29 عاماً!