رضا سليم (دبي)
أحرز شباب الأهلي لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، في نسخته الـ 44 للمرة العاشرة في تاريخه، بعد فوزه على النصر 2-1، في المباراة النهائية التي جرت بينهما، باستاد هزاع بن زايد في العين، وهي المباراة التي شهدت عودة الجماهير إلى المدرجات، بعد 443 يوماً، في احتفالية كبيرة بأغلى البطولات، وتقدم كارتابيا لـ «الفرسان» بالهدف الأول، من ضربة جزاء في الدقيقة 43، وتعادل مهدي عبيد للنصر في الدقيقة 77، وعاد كارتابيا ليرجح كفة شباب الأهلي من ضربة جزاء أيضاً في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني، وجاءت المباراة مثيرة، وكانت الكلمة العليا فيها للقرارات التحكيمية وتقنية الفار في احتساب الأهداف الثلاثة التي شهدها النهائي.
ويعد شباب الأهلي صاحب أول لقب وآخر لقب، والأكثر حصولاً على لقب «أم البطولات»، بعدما تُوج بالكأس أعوام 1975 و1977 و1988 و1996 و2002 و2004 و2008 و2013 و2019 و2021.
جاءت المواجهة تكتيكية من المدربين، وهو ما جعل اللعب ينحصر في وسط الملعب، من دون أن تكون هناك خطوة حقيقية على المرميين في ضربة البداية، لأن الأوراق مكشوفة من جانب رامون دياز مدرب النصر، ومهدي علي مدرب شباب الأهلي، بالإضافة إلى خبرة اللاعبين في التعامل مع النهائيات، إلا أن الصورة اتضحت بعد مرور ربع ساعة، حيث ظهر اعتماد «الفرسان» على كارلوس إدواردو وإيجور جيسوس، بينما كان «الدينامو» كارتابيا الذي يتحرك في الوسط، ويأتي من الخلف ويخترق الصفوف، في اتجاه مرمى «العميد» مع تحركات جلال الدين ماشاريبوف، وهو ما تسبب في سيطرة «الفرسان» على مجريات اللعب، وتراجع النصر للخلف، وتحمل الخط الخلفي ضغطاً كبيراً.
وقابل دياز ضغوط «الفرسان» باللعب على الهجمات المرتدة، مستغلاً انطلاقة تيجالي، وتسديدات ضياء سبع، والذي كان الأفضل بين اللاعبين مع جابرييل، وتقدم مهدي عبيد، مع تحركات حبيب الفردان في الوسط، وكاد تيجالي أن يفعلها في الدقيقة 29، عندما لعب كرة رأسية من الركلة الركنية، مرت فوق العارضة، وهي أخطر فرصة في الشوط الأول، وبعدها سدد في يد ماجد ناصر حارس «الفرسان».
وتظهر تقنية «الفار» في «الكادر» لاحتساب ضربة جزاء لـ «الفرسان»، وينجح كارتابيا في تسجيل الهدف الأول لفريقه في الدقيقة 43، وقبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، وهو أول أهدافه في الكأس، وسط اعتراض رامون دياز مدرب «العميد» والإداري صلاح جلال، وقام عمار الجنيبي بطرد دياز الذي أدار الفريق من المدرجات، ويعود الاعتراض من جانب لاعبي النصر الذي طالبوا بضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة، إلا أن الحكم الذي لم يتلق إشارة من غرفة «الفار»، وأشار إلى استكمال اللعب، وينتهي الشوط الأول بتقدم «الفرسان» بهدف وسط اعتراض نصراوي.
وبدأ «العميد» الشوط الثاني بشكل مختلف، بعدما زاد من الضغط على دفاع «الفرسان»، وتبدلت الصورة، حيث تحول لاعبو النصر للهجوم، واعتمد شباب الأهلي على الهجمات المرتدة، وكاد أن يفعلها إدواردو بتسديدة قوية، لولا يقظة أحمد شمبيه حارس النصر، واصطدم تيجالي مع وليد عباس داخل منطقة «الفرسان» وأشار الحكم باستمرار اللعب، ويسجل إدواردو هدفاً ويتم إلغاؤه بداعي التسلل.
وتأتي الدقيقة 77، لينجح مهدي عبيد في تسجيل هدف التعادل لـ «العميد»، وهو الهدف الرابع للاعب مع الفريق هذا الموسم، ويعترض لاعبو «الفرسان» باعتبار أن الكرة لمسة يد على اللاعب، ويأتي القرار من تقنية «الفار» باحتساب الهدف، ويدخل الفريقان في آخر 10 دقائق من المواجهة.
وقبل نهاية المباراة بدقيقتين يحتسب الجنيبي ضربة جزاء جديدة لـ «الفرسان»، إثر عرقلة إدواردو، ويلجأ الحكم إلى «الفار» للتأكيد على احتساب الضربة التي نجح كارتابيا في تسجيل الهدف الثاني في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ويعود بفريقه للمقدمة في الأمتار الأخيرة، ويحافظ «الفرسان» على حظوظه إلى صافرة النهاية، ليرسخ العقدة مع النصر الذي خسر أمامه في نهائي كأس الخليج العربي.