أنور إبراهيم (القاهرة)

في مفاجأة من العيار الثقيل، خرج منتخب فرنسا من دور الـ 16 لبطولة كأس الأمم الأوروبية، على إثر خسارته من منتخب سويسرا بركلات الترجيح 4-5، بعد أن كان الوقتان الأصلي للمباراة والإضافي قد انتهيا بالتعادل 3-3.

وتعالت نبرة الهجوم من الجماهير والصحافة الفرنسية على لاعبي المنتخب ومديرهم الفني ديدييه ديشامب، من جراء هذا الخروج المبكر من البطولة التي كان العالم كله يضع منتخب فرنسا كأبرز المرشحين للفوز بها.

ونال النجم الشاب كليان مبابي النصيب الأكبر من الهجوم والاستهجان، لفشله في ترجمة الفرص التي لاحت له خلال المباراة إلى أهداف، فضلاً عن إضاعته ركلة الترجيح الأخيرة لمنتخب بلاده، ليخرج «الديوك» خالي الوفاض من البطولة، التي كان الفرنسيون يمنون النفس بالفوز بها لتعويض خسارتهم للنسخة السابقة للبطولة والتي أقيمت على أرضهم عام 2016، وفاز بها منتخب البرتغال.

وتعرض ديدييه ديشامب لانتقادات شديدة بسبب قيامه بتغيير طريقة اللعب في شوط المباراة الأول، باللعب بثلاثي قلب دفاع، قبل أن يستدرك خطأه ويعود إلى طريقته المعتادة 4-3-3 في شوط المباراة الثاني والشوطين الإضافيين، ما جعل أداءه يتحسن كثيراً، لدرجة أنه كاد ينهي المباراة بنتيجة 3-1.

خروج «الديوك» طرح الكثير من الأسئلة حول أداء المنتخب وسوء إدارة ديشامب للمباراة وتعجله في إخراج اللاعب الدينامو أنطوان جريزمان، وحمله الكثيرون مسؤولية الهزيمة.

وكان من الطبيعي أن يكون السؤال الأكبر عن مدى إمكانية استمراره على رأس القيادة الفنية للفريق، وجاءت الإجابة على لسان ديشامب نفسه خلال مؤتمره الصحفي بعد المباراة؛ إذ قال: أعرف جيداً كرة القدم، فعندما يفوز المنتخب، فإن الإشادات تذهب إلى اللاعبين، وعندما يخسر، فإن المسؤولية تقع على عاتق المدرب، وأنا أقول إنني أتحمل هذه المسؤولية كاملة ولا أتنصل منها، ليست هناك مشكلة في ذلك، فأنا متضامن مع اللاعبين، وهم متضامنون معي، إنها لحظة عصيبة، حتى وإن كانت هذه هي كرة القدم.

وأضاف ديشامب قائلاً: كانت لدينا الرغبة والطموح والقدرة على مواصلة المشوار، ولكن للأسف الشديد توقفنا هنا. وشدد ديشامب على أن مسألة بحث مصيره ومستقبله مع «الديوك» ليست مطروحة، أوعلى الأقل ليس الآن، لأنه مرتبط بعقد مع المنتخب ينتهي بنهاية مونديال 2022.

ورداً على سؤال عما إذا كان هو شخصياً يرغب في الاستمرار، قال بابتسامة ساخرة: سوف نرى ذلك في شهر سبتمبر المقبل وعلى أية حال كل شيء متوقع.

جدير بالذكر أن المواجهات المقبلة لمنتخب فرنسا ستقام خلال شهر سبتمبر المقبل، حيث يلعب 3 مباريات في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، الأولى ضد البوسنة والهرسك والثانية فنلندا، والمباراتان على ملعب استاد دي فرانس، أما المباراة الثالثة فستقام خارج أرضه ضد منتخب أوكرانيا، ما يعني أن ديشامب أمامه الصيف كله لكي يقوم بتقييم الموقف برمته، ويقدم محصلة بما تحقق، ولكن بعض خبراء الكرة الفرنسية يرون، إن هذا الخروج المبكر قد يعجل بإقالة ديشامب قبل المونديال، بل ويطرحون البديل الجاهز ليحل محله وهو النجم زين الدين زيدان.