أبوظبي (الاتحاد)

 شهدت رياضة الجوجيتسو في الدولة خلال العقد الأخير نقلة نوعية انتقلت بها إلى مصاف دول العالم الأكثر تقدماً على صعيد هذه الرياضة، وقد ساهمت رؤية القيادة الرشيدة وجهود اتحاد الجو جيتسو بترجمة تلك الرؤية إلى واقع ملموس، في إفساح المجال أمام تألق أبناء وبنات الإمارات على الساحة الرياضية بشكل عام والجو جيتسو بشكل خاص.

 وتبقى بطلة الإمارات ريم عبد الكريم الهاشمي، التي نجحت في الفوز بالميدالية الذهبية في النسخة الـ11من عالمية أبوظبي لمحترفي الجو جيتسو في أبريل 2019 كأول بطلة عالم إماراتية وعربية تحقق هذا الإنجاز، نموذجاً يعكس ذلك.

 وتؤكد ريم عبدالكريم الهاشمي بطلة الجو جيتسو وطالبة هندسة الفضاء في جامعة خليفة، أن المثابرة والصبر والإصرار وتحديد الأهداف وعدم اليأس، هي أهم مفاتيح النجاح وتحقيق المستحيل.

 وتقول الهاشمي أن رحلتها مع الجوجيتسو بدأت من صفوف الدراسة، مفضلة إياها على الكثير من الرياضات الأخرى، كونها تعتمد على الذكاء، والرشاقة، والليونة، كما تعزز الصحة النفسية والجسدية، وتضيف: اخترت أن أواصل هذا الطريق والانتقال من النشاط المدرسي إلى الاحترافي عبر بوابة الأندية، ومنها إلى المنتخب الوطني ومن ثم إلى منصات التتويج الدولية.

 وتقول الهاشمي أن رياضة الجو جيتسو تناسب جميع الأعمار والفئات وبشكل خاص الفتيات، كما أنها أسلوب حياة، لا سيما أنها لا تصنف ضمن الرياضات العنيفة بل تعتمد على الذكاء والتقنيات التي تتيح التعرف إلى نقاط ضعف الخصم والتفوق عليه باستخدام العقل وقوة التركيز.

 وتتطرق الهاشمي إلى مسألة مهمة تشكل تحدياً لمحترفي الجو جيتسو وقد اختبرتها بشكل شخصي، وهي تكمن في مشاعر التوتر التي تسيطر على اللاعبين قبيل النزالات، واهتزاز الثقة بالنفس خصوصاً في المنافسات التي يتخللها حضور جماهيري يشكل ضغطاً إضافياً وقد يؤثر على الأداء العام.

 لكن خبرة النزالات والاحتكاك مع اللاعبين الدوليين والتواجد الدائم في البطولات العالمية يساعد على مواجهة هذه التحديات على النحو الأمثل وتحويلها إلى فرص لمنافسة الخصم والتفوق عليه.

  وتفتخر الهاشمي بنجاحها في رفع اسم الإمارات عالياً في مجموعة من المحافل وتحقيقها لإنجازات فريدة، من أبرزها ذهبية بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، وبرونزية آسيا في عشق آباد، تركمانستان، حيث سجّلت أول إنجازاتها في منافسات الحزام المفتوح.

 وعلى الصعيد الدراسي والمهني، وكما توّلد لديها عشق رياضة الجو جيتسو، اتجه شغف الهاشمي نحو دراسات الفضاء وقد شجعها على ذلك والدها، وساهم في تنمية هذا الحب لمجال علمي سيرسم ملامح العالم خلال العقود القادمة.

 وتشدد الهاشمي على أنها تريد أن تساعد وطنها من خلال تخصصها في احتلال مكانة متقدمة بين الأمم على صعيد علوم الفضاء.وتبين الهاشمي أن الجو جيتسو وعلوم الفضاء يتقاطعان في الكثير من الخطوط وكلاهما يشكل بالنسبة إليها أسلوب حياة، وباستطاعتها أن توازن بينهما بما ينعكس إيجابا على مسيرتها في مختلف مناحي الحياة.

 وتقول الهاشمي أن الله منّ عليها بدعم الأهل والأحبة الذين وقفوا معها في كل خطوة من خطوات مسيرتها العلمية والرياضية، وساهموا بشكل حثيث في نجاحاتها بل هي تعتبرهم جزءا أساسيا في رحلة النجاح. أما عن طموحها وأهدافها المستقبلية فتتمثل في الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الفضاء، والحصول على الحزام الأسود في رياضة الجو جيتسو ومواصلة تمثيل الوطن وتشريفه على الدوام.