ميلانو (أ ف ب) 

حتّى وزير الاقتصاد الإيطالي دانييلي فرانكو الرصين الذي أشاد به أقرانه في بروكسل عقب فوز منتخب بلاده بكأس أوروبا لكرة القدم، يؤمن بذلك: من المتوقع أن يعود الانتصار الذي حققه «الأزوري» في المباراة النهائية على إنجلترا بركلات الترجيح بمنافع اقتصادية كبيرة لشبه الجزيرة.
لم يكتفِ فرانكو بهذا القدر، بل إن الأمور بالنسبة له واضحة «وضوح الشمس»، إذ شبّه فوز بلاده في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بـ «فوز أوروبا» على «الدولة التي قرّرت الخروج منها»، وأمل في أن يمنح هذا الانتصار الثقة لإيطاليا وأن يرخي بتداعياته الإيجابية على الاقتصاد.
أخرج اقتصاديون آلاتهم الحاسبة لتقييم الأثر الاقتصادي لفوز «الأزوري»، حيث يتوقع اتحاد كولديريتي، وهو الاتحاد الوطني للمزارعين، زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.7 في المئة، فيما رجحت الشركة الاستشارات «براند فايننس» تأثيراً فورياً بقيمة 4 مليارات يورو.
يستند اتحاد كولديريتي إلى دراسة أجراها مصرف «آيه بي أن- آيه أم آر أو» قدرت تأثير فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم عام 2006 بـ 0.7 في المائة من الناتج المحلي، حينها شهدت إيطاليا قفزة في صادراتها بنحو 10 في المئة في العام التالي، فيما انخفض معدل البطالة فيها بمقدار 0.7 نقطة إلى 6.1 في المئة.
ومن أجل الاحتفال بالفوز على منتخب «الأسود الثلاثة» بركلات الترجيح 3-2 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، توجّهت مجموعة من المزارعين للترحيب بـ «الآزوري» الأبطال خلال زيارتهم للقصر الرئاسي في روما الاثنين.
يحسم اتحاد كولديريتي، الشكوك حول أنّ هذا الانتصار «سيزيد من هيبة إيطاليا، وسيروج أكثر لـ (صُنع في إيطاليا) في الأسواق الخارجية».
يضاف إلى كل ذلك، جرعة من الأمل حيث من المرجح أن يمنح هذا الانتصار أجنحة للسياحة التي هي في حالة سقوط حر منذ بداية تفشي فيروس كورونا، لكنها أظهرت مذاك علامات التعافي.
كما من المتوقع أن يزداد عدد الزوار الأجانب بنسبة 32 في المئة في الشهر الحالي وفي أغسطس المقبل. لكنه يبقى أقل من مستوى ما قبل جائحة «كوفيد-19، بحسب تقارير صادرة من اتحاد الغرف التجارية.
«انتصار إيطاليا له أهمية كبيرة للأمة، خاصة بعد الأوقات الصعبة للوباء، حيث إن معنويات المستهلكين ترتفع»، علّق قائلاً ماسيمو بيتسو مدير «براند فايننس» إيطاليا.
ومن المتوقع أن تزيد النشوة المحيطة بالفوز الإنفاق، لا سيما في قطاعي الطعام والشراب، مع زيادة متوقعة في استهلاك في الترفيه والفنادق، وفقاً لاستطلاعات الشركة الاستشارية.
لكن حذار الخلط بين الأمر، إذ حذّرت سيمونا كاريكازولو خبيرة الاقتصاد الرياضي في جامعة لويس في روما: «يجب أن نكون حذرين مع الأرقام، فمن المؤكد أن الناتج المحلي الإجمالي سيرتفع، لكن علينا أن نضع الأمور في نصابها، فسيكون أيضاً تأثير الانتعاش بعد الوباء».
وأضافت: «إنها رسالة أمل عظيمة بعد الوباء، هي عرض استثنائي للعالم، بالتأكيد سيكون هناك تأثير إيجابي على الصادرات والسياحة». نمو لا يقل عن 5 في المئة


قدّر دانييلي فرانكو أن النمو في إيطاليا، ثالث أكبر دولة اقتصادية في القارة الأوروبية، قد يتجاوز 5 في المئة هذا العام، بعد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.9 في المئة في عام 2020.
وضمن السياق ذاته، أشارت كاريكازولو إلى واقع بيع قمصان المنتخب الإيطالي على أنه مصدر دخل «يشتري المشجعون قميص الآزوري» لأنهم يشعرون أنهم جزء من الانتصار».
فُقدت القمصان الزرقاء الرسمية للمنتخب الوطني التي تنتجها شركة «بوما» للأدوات الرياضية وتباع مقابل 140 يورو، من الأسواق في اليوم التالي للنهائي، وفي بعض المتاجر حتّى قبل الموعد النهائي للعرس الكروي.
أما بالنسبة للاعبين الـ 26 ضمن قائمة المدرب روبرتو مانشيني، فضمن الفوز لهم نيل مكافأة قدرها 250 ألف يورو لكل منهم، وذلك بعد حصول الاتحاد المحلي للعبة من الاتحاد القاري «الويفا» على مبلغ قدره 28.5 مليون يورو جراء الفوز بكأس أوروبا.
وبحسب شركة «براند فاينناس»، من المتوقع أن تنمو عائدات رعاية «سكوادرا أتزورا» بمقدار 13 مليون يورو لتصل إلى 59 مليوناً سنوياً.
تابع المباراة النهائية على ملعب ويمبلي الشهير الّتي سلطت الضوء على بلدين حيث كرة القدم هي «الملك»، أكثر من 20 مليون مشاهد في إيطاليا، أو واحد من كل ثلاثة أشخاص، مقابل 30 مليوناً في إنجلترا.