عمرو عبيد (القاهرة)

خفتت أضواء أولمبياد طوكيو وتقلص الاهتمام الإعلامي به في مواجهة «خبر القرن»، عقب إعلان برشلونة عدم استمرار الأسطوري ميسي في صفوفه، وهو ما يفتح الباب أمام الحديث عن الفائزين والخاسرين بعد هذه المفاجأة الصادمة.

ولا خلاف على أن برشلونة هو «الخاسر الأكبر»، بعد رحيل عقله المُفكّر ونجمه الأول وأسطورته التاريخية، خاصة أن أهداف ميسي وتمريراته الحاسمة في السنوات الأخيرة، كانت «الملاذ وطوق النجاة» للفريق الذي فقد رونقه وأسلوبه وعناصره الفذة!

رونالد كومان يعلم أيضاً أنه سيعاني مع «البارسا» من دون ليو، بعدما وضع عليه آماله في إعادة بناء الفريق خلال الموسم المقبل، ويدرك حجم الخسارة التي ستلحق بمشروعه بعد فقد العنصر المحوري الأساسي، الذي تدور حوله كل العوامل الأخرى في «كتالونيا.

كما خسر سيرجيو أجويرو الكثير بسبب رحيل صديقه المفاجئ، لأن الكل يعلم أن نجم السيتي السابق انتقل إلى صفوف «البلوجرانا» ليجاور مواطنه بناءً على نصيحة وتوجيه الأخير، الذي كان يحتاجه الهداف القدير في خطواته الأولى من تجربته الجديدة.

وقد يكون جريزمان أحد الفائزين بنسبة ضئيلة، لأنه سيصبح النجم الأبرز في خط الهجوم «الكتالوني»، ويمكنه الحصول على الدور التكتيكي المركزي الذي قدمه بصورة مثالية مع «الديوك»، لكنه افتقده في برشلونة حسب رأي مدربه ومواطنه ديشامب.

والغريب أنه يمكن اعتبار الإدارة الاقتصادية في برشلونة أحد الرابحين بنسبة ما في هذا الأمر، الذي سيرفع الكثير من الأعباء المالية عن كاهل النادي في ظل ضغوط إدارة «الليجا»، رغم موافقة ميسي على تقليص راتبه.

وإذا كان مسؤولو الدوري الإسباني وضعوا الكثير من العراقيل في طريق بقاء «البرغوث»، إلا أن خسارة «الليجا» ستكون مؤكدة برحيل آخر عناصر الجذب العالمية لها بعد رونالدو، حيث يُنتظر تراجع معدلات مشاهدة مبارياتها بصورة لم يسبق لها مثيل، وهو ما سيلحق بـ«الكلاسيكو» أيضاً، التي جذبت آخر مبارياته أكثر من 650 مليون مشاهد حول العالم، كما أن جماهير برشلونة قد تعزف عن حضور مباريات فريقها في «كامب نو»، وهو ما يعني المزيد من الخسائر المالية.

على جانب آخر، يبدو ريال مدريد أحد أكبر الفائزين من رحيل ليو عن صفوف غريمه الأزلي، سواء باحتمال سهولة الفوز بالألقاب المحلية أو حال انتقال «البرغوث» إلى باريس سان جيرمان، وهو ما يعني وقتها أن حصوله على خدمات مبابي ستكون مسألة وقت فقط.

كما سيستفيد أتلتيكو أيضاً من هذا الأمر ويضمن ابتعاد برشلونة عن منافسته بقوة، خاصة أنه قد يتمكن من مواصلة النجاح الذي بدأه بحصد لقب «الليجا»، في ظل تراجع مستوى «جاره العاصمي»، وفقده مدربه زيدان والكثير من عناصره المتميزة.

كريم بنزيمة واجه صعوبة بالغة في إزاحة ميسي عن طريق «الحذاء الذهبي» في الدوري الإسباني خلال آخر 3 مواسم، حيث حلّ مهاجم فرنسا وصيفاً للأرجنتيني في كل مرة، وبعد رحيله مع رونالدو سيكون هداف الريال أقرب كثيراً من لقب الهداف.

وربما ينضم صديقا ميسي، نيمار وسواريز،إلى قائمة الرابحين إذا التحق ليو بصفوف الفريق الفرنسي ليقاتل مع البرازيلي من أجل تحقيق حلم دوري الأبطال، بينما يمكن القول أن هداف «الروخي بلانكوس» سيحقق انتقامه كاملاً بمشاهدة انهيار «البارسا».

ومن المحتمل أن يخسر هاري كين كثيراً إذا عاد مانشستر سيتي إلى اهتمامه بضم «البرغوث»، لأن أندية قليلة جداً يمكنها الحصول على خدماته، ويأتي على رأسها العملاق الإنجليزي الذي يعرف الكل اهتمامه الكبير بضم مهاجم إنجلترا الأول، لكن ظهور ليو المباغت قد يقلب الأمور كلها رأساً على عقب.