باريس (أ ف ب) 

تملك العاصمة الفرنسية باريس معالم أثرية شهيرة: برج إيفل، متحف اللوفر وقوس النصر، أما الآن فهي على وشك أن تملك أيضاً الأيقونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سيوقع في الساعات القليلة المقبلة عقد انتقاله رسمياً إلى صفوف نادي العاصمة باريس سان جيرمان.
أقلعت طائرته الخاصة من مطار «ال برات» في برشلونة ظهر الثلاثاء، تزامناً مع إزالة صورة عملاقة له في ملعب «كامب نو» الخاص بالنادي «الكتالوني».

وقالت صحيفة ليكيب الرياضية، إن ميسي اجتاز الفحص الطبي بنجاح، قبل توقيع العقد مع سان جيرمان لمدة عامين، ومن المرجح أن يعقد مؤتمراً صحفياً غداً «االأربعاء».
بالنسبة إلى «لا بولجا» وهو لقب ميسي ولبرشلونة، فإنها نهاية قصة حب استمرت 21 عاماً كانت مليئة بالإنجازات والنجاحات لابن مدينة روزاريو الأرجنتينية التي تركها بعمر 13 عاماً، قبل أن يسدل الستار على مسيرة في صفوف النادي الإسباني حصد فيها 35 لقباً.
قام النجم الأرجنتيني بتوديع فريقه «الأحد» خلال مؤتمر صحفي مؤثر، أشار فيه بأنه يعتبر أولاده «كتالونيين» أكثر منهم أرجنتينيين ليؤكد مدى تعلقه بهذه المدينة.
انتظر حتى بلوغ الرابعة والثلاثين من عمره، لكي يتوج ببطولة كوبا أميركا الشهر الماضي، بفوز الأرجنتين على البرازيل بقيادة صديقه نيمار بهدف وحيد في المباراة النهائية على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، وذلك بعد أن لازمه الفشل في المباراة النهائية ثلاث مرات في البطولة القارية، كما سقط أيضاً في نهائي مونديال البرازيل عام 2014.
نما ميسي في صفوف برشلونة حتى أصبح نجماً كروياً عالمياً حصد جائزة الكرة الذهبية ست مرات «رقم قياسي»، وبات احد افضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب على مر الأزمة، لكنه في السنوات الأخيرة بات يشكل عبئاً على برشلونة الذي يرزح تحت ديون طائلة، ولم يعد باستطاعته تأمين الأجر السنوي لنجمه العالمي، على الرغم من أن الأخير أكد أنه كان راضياً بتقاضي نصف راتبه، لكن برشلونة اصطدم أيضاً بسقف الأجور الذي وضعته رابطة الأندية الإسبانية، وبالتالي لم تعتمد الأخيرة الاتفاق الذي كان توصل إليه اللاعب وناديه.
وكان المدير الرياضي في برشلونة رامون بلانيس اعترف العام الماضي «الزواج بين ميسي وبرشلونة جلب الكثير إلى الطرفين، يجب أن نكن احتراماً كبيراً لما يمثله ميسي ولتاريخه أيضاً».
وحده ربما النجم الهولندي الطائر يوهان كرويف حظي بهذه الهالة العالمية والإرث الكتالوني، قاسم مشترك آخر بين كرويف وميسي: قبل عودته الى برشلونة مدرباً حصد النجاحات، لم يتمكن كرويف من إنهاء مسيرته في النادي الكتالوني.
وعلق زميل برشلونة السابق أندريس إنييستا على انتقال ميسي الى باريس سان جيرمان في حديث لوكالة فرانس برس «سيكون من الصعب رؤيته يدافع عن ألوان قميص آخر عن برشلونة، لقد عاش كل حياته في برشلونة، إنه لاعب ملهم لم أر في حياتي لاعباً مثله».
لم يعد ميسي المراوغ الذي لا يكل على أرضية الملعب كما فعل مثلاً خلال سلسلة مراوغاته في المباراة ضد خيتافي في 18 أبريل عام 2007، والذي اختير أفضل هدف في تاريخ النادي الكتالوني، لكنه يبقى ماكينة لتسجيل الأهداف وصناعتها.
يبقى ميسي افضل هداف في تاريخ برشلونة حيث سجل 672 هدفا في 778 مباراة، اللاعب الأكثر تهديفا خلال عام بأكمله «91 هدفاً عام 2012»، أو اللاعب الأكثر نيلا للألقاب في صفوف برشلونة بينها دوري أبطال أوروبا أربع مرات أعوام 2006 و2009 و2011 و2015.
إلى جانب الأرقام، يملك ميسي ذكريات ستظل ماثلة في أذهان أنصار برشلونة لا سيما في مباريات «الكلاسيكو» ضد الغريم التقليدي ريال مدريد وثلاثية الشهيرة خلال فوز فريقه الكاسح 6-2 في عقر دار الأخير ملعب سانتياجو برنابيو عام 2009، أو الفوز الشهير الآخر بخماسية نظيفة على ملعب كامب نو في العام التالي.
لطالما كان ميسي ركيزة نجاحات برشلونة على الرغم من انه كان محاطاً بلاعبين يملكون فنيان عالية أمثال إنييستا وتشافي والكاميروني صامويل إيتو، ثم لاحقاً البرازيل نيمار والأوروجوياني لويس سواريز.