باريس (أ ف ب)

  برحيلهما عن برشلونة ويوفنتوس هذا الصيف، صدم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو عالم كرة القدم، بانتظار صفقة ثالثة مدوية في حال انتقال الفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد.

 هل تكون الثالثة ثابتة؟ تحبس أوساط كرة القدم أنفاسها قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية منتصف ليل 31 أغسطس، وإذا كان مبابي البالغ 22 عاماً يرى نفسه في صفوف ريال مدريد الإسباني العريق، إلا أن سان جيرمان يتشبث ببطل العالم حتى الرمق الأخير.

 لعبة «الشطرنج، أو البوكر الكاذب» كما وصفتها صحيفة «ليكيب» الفرنسية السبت، تكون كلاسيكية في العادة مع انتهاء الصيف، لكن هذه المرّة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، نظراً لنوعية اللاعب والأندية المهتمة به.

 كما أن هذا الفصل يأتي بعد رحيل ميسي الصادم إلى سان جيرمان إثر انتهاء عقده مع الكتالوني، وتغيير رونالدو وجهته داخل مدينة مانشستر، من طرفها الأزرق سيتي إلى الأحمر يونايتد، الذي حمل ألوانه عندما كان يافعاً قبل 18 عاماً.

 وانفجرت القنبلة الأولى في برشلونة بعد أزمة مالية موروثة من إدارة جوزيب بارتوميو وديون ناهزت نصف مليار يورو تحمّلها الرئيس الجديد جوان لابورتا، ليجد نفسه مجبراً على التخلّي عن جوهرته المتوج بجائزة الكرة الذهبية 6 مرات (رقم قياسي)، لعدم تحمل راتبه الكبير ومخالفة القواعد المفروضة من قبل رابطة الدوري.

 بعمر الرابعة والثلاثين، بكى ميسي مغلقاً باب برشلونة ومتجهاً نحو مدينة الأضواء، التي تغيّر مصير فريقها قبل عشر سنوات عندما اشترته شركة قطر للاستثمارات الرياضية.

 بعد عشرين سنة في صفوف برشلونة والمجد تلو الآخر، وقع عقداً لسنتين مع باريس قابلاً للتمديد سنة ثالثة، مع راتب كبير.. بحجم «البعوضة».

 فيما انفجرت القنبلة الثانية في تورينو، بعد ثلاث سنوات من دون لقب دوري الأبطال في يوفنتوس، ترك الـ«دون» شمال إيطاليا، بحثاً عن فصل أخير في مسيرته الزاخرة التي شهدت إحرازه جائزة الكرة الذهبية خمس مرات.

 قبل سنة من انتهاء عقده، تأكد رحيل ابن السادسة والثلاثين من السيدة العجوز، عندما قال مدربها العائد ماسيميليانو أليجري إن ابن جزيرة ماديرا «لا نية لديه باللعب مجدداً مع يوفنتوس».

 وفيما كانت وجهته المرتقبة مانشستر سيتي للعب تحت إشراف المدرب الإسباني الفذ بيب جوارديولا للمرة الأولى في مسيرته، أعاده جاره وغريمه مانشستر يونايتد «إلى منزله»، حيث أحرز أولى كراته الذهبية وألقابه في دوري أبطال أوروبا عام 2008.

 عاد «الشيطان» إلى صفوف «الحمر»، بعد مسيرة زاخرة مع ريال مدريد التواق لخطف مبابي وتفجير ثالث القنابل المدوية.

 وتقاسم مبابي وقدوته عناوين الصحف الرياضية في إسبانيا، التي تحدثت عن «ميركاتو جنوني»، حالمة بفريق ملكي مترف مع مبابي.

 في الانتظار، وبعد تقديم ريال عرضين مغريين، لا يزال مبابي مرتبطاً مع سان جرمان حتى صيف 2022. عرض «البيت الأبيض» 160 مليون يورو، كما كشف مدير سان جيرمان الرياضي البرازيلي ليوناردو، معتبراً أن العرض ليس كافياً، فرفعه فلورنتينو بيريس إلى 170 زائد 10 ملايين كمكافآت بحسب تقارير.

 قال ليوناردو: هدفنا دوماً إلى تجديد عقد مبابي.. وإذا أراد الرحيل لا يمكننا إجباره على البقاء، لكن في الحالتين سيكون وفق شروطنا.

 وفيما وصفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي بـ«اللاعب الرائع»، كشف الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة: أحب أن يكون مبابي في فريقنا، واصفاً الفرنسي بـ«أفضل اللاعبين في العالم».

 وتابع: إذا كان ريال مدريد يملك المال، فليحصلوا عليه، لست قلقاً.

 وشارك مبابي في تمارين فريق العاصمة صباح السبت في «كان دي لوج»، لا يزال جمهور الفريق الباريسي يحلم بثلاثية ميسي-نيمار-مبابي يوم الأحد، عندما يحل فريقهم ضيفاً على رينس.