مدريد (أ ف ب) 

بعد فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث سنوات متتالية، أمضى ريال مدريد الإسباني ثلاث سنوات دون أن يقترب من معانقة الكأس مجدداً، وأوكلت المهمة الآن إلى المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لإعادة النادي الملكي إلى مكانه المناسب في المسابقة القارية العريقة.
بلغ ريال مدريد الدور نصف النهائي الموسم الماضي، لكنه خرج على يد تشيلسي الإنجليزي الذي حسم المواجهة 3-1 في مجموع المباراتين، وكان بإمكانه تسجيل غلة كبيرة لولا إضاعة مهاجميه لمجموعة من الفرص في مباراة الإياب.
قبل ذلك، أقصي النادي الملكي على يد مانشستر سيتي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي من الدور ثمن النهائي في خروج مؤلم بالنسبة لفريق سيطر على المسابقة بظفره بأربعة ألقاب في خمسة أعوام وتحديداً في الفترة بين 2014 و2018.
أربعة ألقاب في نصف عقد من الزمن بينها ثلاثة متتالية بقيادة أسطورته ولاعب وسطه السابق مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، جعلت ريال مدريد في قمة أوروبا، حتى لو استمر غريمه التقليدي برشلونة في السيطرة على اللقب المحلي.
لكن جيلاً مبدعاً كبر في السن وغادر الكثيرون الآن، مع رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو والقائد الأسطوري سيرجيو راموس والمدافع الفرنسي رافايل فاران، أي العمود الفقري للفريق، إلى جانب زيدان.
وتنتظر بديله أنشيلوتي، العائد بدوره إلى الإدارة الفنية للنادي بعد الفترة بين 2013 و2015، مهمة صعبة في استعادة لقب الدوري الإسباني من جاره أتلتيكو مدريد الذي احتفظ بجميع لاعبيه الأساسيين، بل عزّز تشكيلته بعودة جناحه الدولي الفرنسي أنطوان جريزمان على سبيل الإعارة من برشلونة.
لكن مهمة استعادة لقب دوري أبطال أوروبا تبدو أكثر صعوبة في حال سقط «الميرنجي» في طريق الفرق الإنجليزية مثل مانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد، أو باريس سان جيرمان الفرنسي، وهي جميعها مرشحة بقوة للقب هذا الموسم.

تتمثل مهمة أنشيلوتي الآن في إدارة الموسم بدون مبابي لقيادة الحقبة التالية، بقيادة المخضرمين من الجيل الذهبي بقيادة الفرنسي كريم بنزيمة والكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس.
يعول المدرب الإيطالي على لاعبين واعدين وموهوبين مثل البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريجو في الهجوم والشاب ميجيل جوتييريس في مركز الظهير الأيسر. 

وأظهر كامافينجا البالغ من العمر 18 عاماً في أول مشاركة له يوم الأحد بقميص ناديه الجديد، عندما سجل بعد ست دقائق فقط من دخوله بديلاً، أنه يمكنه المساهمة في وقت أقرب مما يعتقد الكثيرون، في عودة ريال مدريد إلى منصات التتويج.
كما أنه إذا تمكن أنشيلوتي من إعادة الدولي البلجيكي إدين هازارد إلى مستواه المعهود، عقب تراجعه بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرض لها منذ انتقاله الى ريال مدريد قادماً من تشيلسي، فقد يكون لدى النادي الملكي أفضل صفقة جديدة في المجموعة.
ومع ذلك، فإن الاحتمالات مكدسة ضد أنشيلوتي، حيث إن قاعدة القوة - من حيث الثروة والموهبة والتكتيكات - تبتعد بشكل حاسم عن إسبانيا، في اتجاه مانشستر وباريس.
ربما كان تعيين أنشيلوتي بمثابة قبول لهذا التحول: مدرب يتمتع بشعبية، قادر على تحقيق أقصى استفادة مما لديه من لاعبين وثقة في عدم طلب المزيد.
ظهر ذلك واضحاً في بداية الموسم، حيث سجّل النادي الملكي 13 هدفاً في أول أربع مباريات، وقال أنشيلوتي: «لقد تغيرت كرة القدم في السنوات الخمس الماضية: أصبحت أكثر قوة، وأكثر قتالية، وأكثر تنظيماً، حتى إن بعض القواعد تغيرت».
وأضاف: «لكن الفكرة هي نفسها دائماً في ريال مدريد: كرة قدم هجومية ومذهلة لأن هذا هو ما يطلبه تاريخ هذا النادي ويريده المشجعون».
لكن كما أظهرت السنوات الأخيرة، فإن الفوز في الدوري الإسباني ليس هو نفسه الفوز في أوروبا، وسيكون إنتر ميلان الإيطالي في سان سيرو غداً «الأربعاء» أول اختبار لريال مدريد في المسابقة هذا الموسم.