معتز الشامي (دبي)
فتحت صدمة التعادل «المر» 3-3 أمام العروبة الذي أوقف سلسلة انتصارات العين، أمس «الخميس»، ملف الأخطاء التكتيكية التي يرتكبها «الزعيم»، ولم تظهر بوضوح خلال الجولات الأربع الأولى من عمر «دوري أدنوك للمحترفين»، نظرا للانتصارات المتتالية التي أعادت الثقة بالفريق واللاعبين، ووضعته على صدارة الجدول منذ الجولة الأولى، قبل أن يهدر نقطتين سهلتين في الشوط الثاني، ويفشل في الحفاظ على تقدمه بـ «ثلاثية» في الشوط الأول.
وجاءت المباراة لتعيد القلق إلى جماهير «البنفسج»، من ضياع النقاط في المباريات السهلة، خاصة إن «الأمة العيناوية» تنتظر عودة الفريق إلى منصات التتويج، ما يتطلب اللعب بروح قتالية عالية في جميع المواجهات، وعدم الاعتماد على «الثقة الزائدة»، التي رأى بعض المحللين أنها سبب ما حدث من «سيناريو عجيب» يكاد لا يتكرر إذا التقى نفس الفريقين أكثر من مرة.
وحرم «الأخضر» ضيفه «البنفسج» من رقم تاريخي لم يسبق أن سجله «الزعيم» في «الاحتراف»، وهو الفوز في أول 5 مباريات متتالية بالدوري، حيث كان قريباً من تحقيقه حتى الدقيقة 99 من المواجهة التي شهدت تسجيل هدفاً قاتلاً من تسديدة البحريني علي بدن.
أما الأرقام الخاصة بالمواجهة، تثبت أن العين تسيد اللقاء من الناحية الهجومية، إلا أنه اكتفى بتسجيل «ثلاثية لابا»، حيث وصلت نسبة الاستحواذ إلى 67.6% مقابل 32.4% للعروبة، وحصل «البنفسج» على 11 ركنية، مقابل «ركنية وحيدة» لأصحاب الأرض طوال 102 دقيقة هي عمر المباراة بالوقت المحتسب بدلاً من الضائع في الشوطين.
ودفاعياً قام أصحاب الأرض بـ21 عملية تشتيت للكرة من منطقة، بخلاف 11 اعتراضاً للكرة، أما هجومياً، تمكن «الزعيم» من شن 30 هجمة انتهت بـ 24 تسديدة، منها 8 على المرمى يمكن احتسابها فرص لأهداف، وسجل منها 3 أهداف فقط، وأضاع 5 فرص محققة للتسجيل.
مقابل 12 تسديدة للعروبة، منها 3 تسديدات فقط على المرمى، سجل منها الفريق الأهداف الثلاثة للتعادل، وألغى الحكم هدفاً للعروبة بداعي التسلل، رأى المحلل التحكيمي فريد علي أنه «صحيح».
ورغم السيطرة والتحكم من جانب العين في مجريات المباراة خلال الشوط الأول، إلا أن الشوط الثاني غابت الرغبة والحماس، واختفت الروح القتالية بشكل جماعي لدى تشكيلة «الزعيم»، مقابل قتالية عالية لفريق العروبة الذي أجاد لاعبوه ولم يستسلموا وحاولوا حتى تحقق سيناريو لم يكن يتوقعه أحد، بإدراك التعادل بعد التأخر بـ «ثلاثية»، ليمضي «الأخضر» على طريق الأندية الكبيرة في «الريمونتادا» الاستثنائية.
وسهل الأوكراني سيرجي ريبروف مدرب العين، مهمة أصحاب الأرض، بتغييراته التكتيكية، خاصة بعد إخراج ثلاثي الخطر الهجومي، بندر الأحبابي ورحيمي ولابا، ما أفقد العين قدراته الهجومية، ودفع العروبة إلى الضغط من منتصف الملعب، والتقدم إلى الأمام، حتى أدرك الفريق التعادل في وقت قاتل.
من جانبه، قال ريبروف «أعتقد أننا مررنا بتجربة غير جيدة، ومطالبون بمراجعة أنفسنا، لنرى عدد المحاولات الهجومية التي قمنا بها خلال الشوطين، عموماً سنحلل الأداء بالصورة المطلوبة بهدف تصحيح أخطاءنا والتحضير الجيد لمباراتنا القادمة».
وأضاف «لعبنا مباراة من شوطين مختلفين، وقد تحدثت مع اللاعبين بين شوطي اللقاء، وطالبتهم بالتركيز، خصوصاً في التعامل مع المحاولات الهجومية المعاكسة للمنافس، وعندما تتسنى لنا الفرص أمام مرمى العروبة».
ووصف ريبروف المباراة بـ «التجربة السيئة» التي يجب ضمان عدم تكرارها، وقال «نعمل على مضاعفة جهودنا خلال المرحلة المقبلة.
على الجانب الآخر، أكد عبد الله علي مشرف فريق العين، أن «الزعيم» لم يلعب كرة قدم بشكل عام بسبب كثرة توقف المباراة والرجوع إلى «الفار»، وقال «كان يفترض أن نكون أفضل في الشوط الثاني، حتى الشوط الأول نحن لم نلعب كرة قدم أساساً، صحيح سجلنا 3 أهداف ولكن فعليا نحن لعبنا فقط 12 دقيقة، التوقفات أثرت على «رتم» المباراة وتركيز الفريق، بسبب العودة المبالغ فيها إلى «الفار»، وإيقاف المباراة بشكل كبير، وعموماً حدث في كثير من المباريات، أن تراجع الأداء في الشوط الثاني، وهذا كان يحتاج إلى مجهود ذهني أكبر من اللاعبين، لأن الفوز الكبير قد يكون خادعاً، ويسبب التراخي أمام المنافس، وهذه تجربة مررنا فيها، ونعمل على الاستفادة منها، وعدم تكرارها مستقبلاً».