عمرو عبيد (القاهرة)

خسر مانشستر يونايتد للمرة الثالثة خلال آخر 4 مباريات وفقد فرصة المنافسة على كأس الرابطة الإنجليزية، لتبقى أمامه 3 بطولات أخرى في الموسم الحالي الذي لن يقبل البرتغالي رونالدو الخروج منه «صفر اليدين» لأنه لم يعتد ذلك الأمر إلا نادراً، وتلقى مانشستر يونايتد هزيمة مفاجئة في عقر داره أمام أستون فيلا في الجولة السادسة من «البريميرليج»، وهو ما حرمه من فرصة استغلال نتائج منافسيه والقفز نحو القمة، ليكتفي بالمركز الرابع الذي قد يفقده حال فوز برايتون على كريستال بالاس.

ومن المؤكد أن كريستيانو رونالدو لن يقبل بهذا الوضع لأنه اعتاد حصد البطولات والمنافسة الشرسة على الألقاب حتى النهاية، ولهذا خرج مباشرة عقب تلك الخسارة موجهاً رسالة قوية وواضحة لزملائه عبر إنستجرام، مطالباً بضرورة استعادة قوتهم والحفاظ على حظوظهم في المنافسة على لقب الدوري، ومن المعروف أن «الدون» لم يتوقف عن الصعود إلى منصات التتويج عبر 20 عاماً مع جميع الفرق التي لعب لها إلا في موسمين فقط، ويملك رقماً مذهلاً بعدما حصد بطولة واحدة على الأقل في كل موسم خلال العقد السابق بداية من نسخة 2010-2011 حتى 2020-202.

وكان الأسطوري البرتغالي قد فجّر مفاجأة بالعودة إلى ناديه القديم «اليونايتد» في «الميركاتو الأخير»، إلا أن هذا لا يعني قبوله خوض تجربة خالية من البطولات لأنها رُبما تكون الأخيرة في مسيرته الباهرة، التي بدأها في 2002-2003 بحصد كأس السوبر البرتغالية بديلاً مع سبورتينج لشبونة في عمر 18 عاماً، وامتلك «الدون» في جعبته بطولتين قبل أن ينهي عامه الـ19 بعدما أضاف لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في ظهوره الأول مع «الشياطين» خلال 2003-2004، لكن الموسم التالي 2004-2005 شهد خروجه من دون أي تتويج لأول مرة، وعادت عجلة بطولات «صاروخ ماديرا» للدوران من دون توقف منذ 2005-2006 حتى 2008-2009، وشهد الموسمان الأخيران مع «يونايتد» حصد 3 بطولات في كل مرة بينها «ثنائية البريميرليج» وكذلك لقب «الشامبيونزليج» وآخر في «مونديال الأندية». موسمه الأول مع ريال مدريد في 2009-2010 كان صادماً بعدما أخفق في الحصول على أية بطولة رغم خروجه هدافاً للفريق بـ33 هدفاً في جميع المنافسات، لكنه كان «الموسم الصفري» الأخير في مسيرته حتى الآن حيث انتفض بعدها ليجمع 15 لقباً مع «الملكي»، وبداية من نسخة 2010-2011 لم يتوقف «الدون» عن التتويج ببطولة واحدة على الأقل في كل موسم مع «الميرنجي» أو يوفنتوس، واستهل رقمه المذهل قبل 11 عاماً بحصد كأس الملك الإسبانية ثم أتبعها في الموسم التالي بـ«الليجا» وبعدها السوبر الإسباني.

وجاءت أفضل مواسم رونالدو على الإطلاق مع «الريال» في النهاية، عندما فاز بـ3 بطولات في نسخة 2016-2017 وأتبعها بـ«رباعية» في 2017-2018، منها لقبان في الشامبيونزليج«ومثلهما في كأس العالم للأندية بجانب«الليجا» والسوبر القاري، وجمع كريستيانو 5 ألقاب مع«السيدة العجوز» خلال 3 مواسم متتالية، حيث بدأها بثنائية«سيري آ» والسوبر الإيطالي في 2018-2019 واكتفى بلقب الدوري في النسخة التالية قبل أن يحصد بطولتي الكأس والسوبر في 2020-2021. هذا الحصاد المتتالي النادر يواجه أزمة سلبية يعيشها«يونايتد» منذ 4 مواسم لم يتمكن خلالها من الفوز بأي لقب، ويرتفع الرقم إلى 5 بإضافة«الموسم الصفري»2014-2015، وهو ما يختلف تماماً عن«سلسلة الدون الذهبية» التي صنعها في العقد السابق، حيث حصد«عملاق أولد ترافورد» 9 ألقاب فقط خلال آخر 11 عاماً، بينها«رباعية» الدرع الخيري ومكتفياً بلقبين في«البريميرليج» وتتويج وحيد بـ «يوروبا ليج»، وفي المقابل فاز أسطورته العائد بـ20 لقباً في الفترة ذاتها بينها 9 تتويجات قارية وعالمية، ويبقى السؤال حول قدرة أيهما على جذب الآخر إلى وضعه الحالي !