عمرو عبيد (القاهرة)
أطاحت هزيمة برشلونة الثانية على التوالي في «الليجا» أمام رايو فاليكانو، مدرب «البلوجرانا» رونالد كومان، بعد سلسلة من النتائج المُهينة والأداء المُخيّب، ليفتح الباب أمام الاستعانة بالأسطوري تشافي هيرنانديز الذي يأمل الجميع هناك أن يكون «الفارس المُنقذ» للقلعة الكتالونية.
وظهرت تقارير إعلامية في الصباح الباكر، مؤكدة أن إدارة برشلونة بدأت اتصالاتها مع تشافي قبل أسابيع، وستتواصل المحادثات اليوم لبحث كافة الأوضاع مع السد القطري، وربما لن يكون الإعلان عن التعاقد معه وشيكاً، لكن «أسطورة البلوجرانا» يريد تلك الوظيفة مع فريقه القديم، وتتوالى الأخبار والإشاعات بأن نجم خط وسط «الجيل الذهبي» مع «البارسا» سيعقد جلسة مع مسؤولي النادي القطري من أجل إنهاء تعاقده والتحوّل مباشرة إلى «كتالونيا»، وحال عدم إتمام ذلك الأمر سيتولى سيرجي بارخوان «مدرب برشلونة ب» المهمة الفنية المؤقتة للفريق الأول.
عشاق برشلونة حول العالم والمتخصصون يعتقدون أن قرار إقالة كومان تأخر كثيراً بعد الختام السيئ للموسم الماضي، والبداية الكارثية في النسخة الجارية، حيث خسر المدرب الهولندي 5 مباريات، وتعادل 3 مرات خلال 13 مباراة فقط، بنسبة نجاح بلغت 46% فقط، وربما لا تكمن مشكلة «البارسا» الحالية في المدرب وحده، لكن المؤكد أن الإدارة تتحمل الجزء الأوفر من «الكارثة الكتالونية» التي تُهدد بمحو تاريخ الفريق العظيم الذي صنعه منذ بداية القرن الحالي، بأجيال ذهبية ومدربين أفذاذ وروح «لاماسيا» التي سطرت أمجاداً لا تُنسى.
ورغم التفاؤل الذي صاحب عودة لابورتا إلى قيادة مجلس إدارة النادي، إلا أن الأزمات طاردته بعنف حتى سقط أمام «زلزال ميسي» قبل أن يفشل في إيجاد حلول مالية لمعالجة الأخطاء الفنية المتراكمة التي ورثها من مجلس بارتوميو، ويبدو أنه لا يملك «خريطة مستقبلية»، لأن الغريب أن لابورتا سار على نهج سلفه بتجاهل مشكلة برشلونة الواضحة في الخط الدفاعي، واهتم مؤخراً بمحاولة تجديد عقد عثمان ديمبلي الذي ينتهي في يونيو المقبل، رغم أن الفرنسي لم يلعب سوى 49.7% من المباريات التي كان يمكنه خوضها منذ انتقاله إلى «البارسا»، ولم يشارك بطل العالم مع منتخب فرنسا عام 2018 مع «البلوجرانا» بالصورة المطلوبة بسبب إصاباته المتتالية، التي كلفته الغياب عبر 676 يوماً بصورة متقطعة واكتفى بتسجيل 30 هدفاً في 118 مباراة بمعدل هدف كل 4 مباريات، وهبطت قيمته السوقية إلى 50 مليون يورو بعدما اشتراه النادي بـ135 مليوناً.
وبدا أن إدارة لابورتا تحاول القيام بأمر استعراضي لإقناع الجمعية العمومية بتغيير بنود قد تؤدي إلى رحيلها في الموسم المقبل، وظهر ذلك من خلال محاولة تضخيم دور أنسو فاتي وإقناع الجميع بأنه «خليفة ميسي» وضرورة تجديد عقده قبل «الكلاسيكو» الأخير، وأعلنت الصحافة «الكتالونية» صراحة أن هذا الأمر يحمل مردوداً نفسياً قبل أن يكون فنياً، لكنه لم يمنع الهزيمة أمام ريال مدريد، ولم يُقدم فاتي المردود المُنتظر، بل إنه تعرض لإصابة جديدة وغاب عن مباراة رايو فاليكانو التالية، التي أنهت مسيرة كومان وزادت الوضع تعقيداً.
ودأب الإعلام المساند لبرشلونة على وضع فاتي في مقارنة مع فينيسوس نجم الريال، ورغم امتلاك الإسباني الصاعد موهبة كبيرة، إلا أن الضغوط تبدو أكبر من عمره، مُكتفياً بالمساهمة في تسجيل وصناعة 3 أهداف في 6 مباريات هذا الموسم مقابل 12 هدفاً في 13 مواجهة للبرازيلي المُخيف، وصحيح أن الأزمة المالية التي يُعاني منها «عملاق كتالونيا» ليست هينة، إلا أن الإدارة تخلصت من جميع الأوراق الهامة التي كان يمكنها المساعدة في تحسين صورة الفريق، وآخرهم جريزمان، ولا تبدو البدائل قادرة على إنقاذ الفريق الذي يملك لاعبين مُستهلكين وآخرين بمستويات فنية أقل من قيمة «البارسا»، لتظهر إدارة لابورتا كأنها وجه آخر لذات العملة التي يتشارك فيها معه بارتوميو، ولن يدفع الثمن سوى عشاق «التيكي تاكا» التي باتت باهتة من دون هوية، لكن تشافي يبقى أملها الوحيد!