أنور إبراهيم (القاهرة)


سادت حالة من الهدوء النسبي داخل أروقة برشلونة الإسباني، وبين جماهيره، بعد إقالة الهولندي رونالد كومان المدير الفني لفريق كرة القدم، من منصبه، وتعيين سيرجي بارخوان مدرب «الرديف» بالنادي، خلفاً له بصفة مؤقتة لحين التعاقد مع مدير فني كبير، وجدير بقيادة «البلاوجرانا» خلال المرحلة المقبلة.
وشتان ما بين محصلة كومان لاعباً من عمالقة نجوم النادي، وكونه مدرباً ، فعندما انضم لـ «البارسا» عام 1989، كقلب دفاع، لفت إليه الأنظار بشدة طوال 6 مواسم لعبها مع برشلونة حتى 1995، وأسهم خلالها في حصول «الكتالوني» على 4 بطولات «ليجا» وبطولة كأس أوروبا للأندية الأبطال التسمية القديمة لدوري الأبطال «الشامبيونزليج»، والتي كان نجمها الأول، بعد أن نجح في تسجيل هدف الفوز «1- صفر» على سامبدوريا الإيطالي في الوقت الإضافي من المباراة النهائية لهذه البطولة، بتسديدة صاروخية من ضربة حرة مباشرة.
أما عودته إلى «البارسا» مدرباً في أغسطس 2020، فكان كارثياً ،على عكس الفترة المزدهرة التي عاشها لاعباً في تسعينيات القرن الماضي، وإن كان بعض المراقبين التمسوا له العذر، في ظل رحيل النجم الأسطورة ليونيل ميسي، ومن بعده الفرنسي أنطوان جريزمان، وتراجع مستوى الفريق، واضطراره إلى إشراك مجموعة من اللاعبين الشباب عديمي الخبرة، والذين يحتاجون إلى بعض الوقت للتأقلم والانسجام مع اللاعبين القدامى. 

ولم تكن الظروف العامة مهيئة لتقديم موسم جيد، بسبب تداعيات جائحة كورونا، والتي انعكست على الحالية الاقتصادية والمالية للنادي.
كل هذه الأسباب وغيرها حرمت الفريق - تحت قيادته - من تقديم كرة «البارسا» الجميلة والشهيرة بأسلوب «التيكي تاكا»، فتراجع الأداء من مباراة إلى أخرى، وحل الفريق ثالثاً في ترتيب أندية الدوري الموسم الماضي بعد أتلتيكو مدريد حامل اللقب وريال مدريد المنافس اللدود. 

ورغم ذلك نجح كومان في الحصول على كأس ملك إسبانيا، وهي بطولته الوحيدة، وتفاقمت أحوال الفريق هذا الموسم عندما تلقى هزيمتين موجعتين في الجولتين الأولى والثانية لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال «الشامبيونزليج»، من بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي، بالنتيجة نفسها صفر-3.
وتوالت بعد ذلك النتائج السيئة والمخيبة للآمال، وهو ما كشفت عنه أرقام هذا المدرب الهولندي خلال مسيرته التدريبية القصيرة مع الفريق، حيث حقق 40 فوزاً و16 هزيمة و11 تعادلاً، بمعدل نقاط يبلغ 96. 1 نقطة في المباراة الواحدة، وهو أسوأ معدل يحققه مدرب للفريق خلال العقود الأخيرة، إذ أن معدلات من سبقوه من المدربين كانت أعلى منه بكثير، وجاء في المقدمة لويس إنريكي الذي درب الفريق من 2014 إلى 2017، وحقق معدلاً قدره 41. 2 نقطة في المباراة، يليه تيتو فيلانوفا «2012-2013» بمعدل 39. 2 نقطة ، ثم بيب جوارديولا «2008- 2012» بمعدل 36. 2نقطة. ويأتي خلف هؤلاء الثلاثة على الترتيب كل من أرنستو فالفيردي «23. 2 نقطة»، وتاتا مارتينو «22. 2 نقطة» وكيكي سيتين «08. 2 نقطة»، وحتى مواطنه الهولندي فرانك رايكارد تقدم عليه بمعدل 99. 1 نقطة في المباراة.
وبقدر ما كانت إقالة كومان من منصبه، سبباً في حدوث جرح غائر في مسيرته مدرباً، وهو الذي ترك تدريب منتخب بلاده من أجل عيون «البارسا»، بقدر ما كانت مفيدة من الناحية المادية، حيث سيحصل على مبلغ 12 مليون يورو، تعويضاً عن هذه الإقالة قبل نهاية عقده!.