معتز الشامي (دبي)

استيقظ الشارع الرياضي على وقع التراجع التاريخي، في تصنيف «دورينا» على قارة آسيا، حتى وصل إلى الترتيب التاسع والخامس على الغرب، للمرة الأولى، منذ اعتماد نظام المعيار الفني للتقييم، والقائم على نتائج مشاركات الأندية الممثلة للدوريات المحترفة، في دوري الأبطال بشكل تراكمي، كل 4 سنوات، والمطبق منذ 2013.
وحل «دورينا» في الترتيب التاسع خلف أوزبكستان «السابع»، وتايلاند «الثامن»، وكلاهما احتل موقعاً متقدماً للمرة الأولى منذ تطبيق الاحتراف، وقفزا على مركزنا السابق «السابع قارياً والرابع على الغرب»، والذي حصدنا بسببه مقعدين مباشرين في «الأبطال»، ومثلهما في التصفيات لـ «نسختي 2021 و2022».
وغير الاتحاد الآسيوي نظام التقييم، بدلاً من كل عامين، إلى إصدار سنوي يختص بـ «نسخة» وحيدة فقط وليس نسختين، كما كان الوضع سابقاً، وبناء على التوجه الجديد، سيكون الإعلان الرسمي عن تصنيف ومقاعد «نسخة 2021» هو المحدد لمقاعد الدوريات المشاركة في «نسخة 2023»، بينما يحدد تقييم الأندية المشاركة في «نسخة 2022 المقبلة»، عقد مقاعد الدوريات في «نسخة 2024» وهكذا.
وبالنظر إلى المراكز التي احتلها «دورينا» منذ إطلاق نظام «التقييم الفني» للمشاركة في دوري الأبطال، حل «دورينا» في 2014 بالترتيب السابع قارياً، والرابع على الغرب بـ 57.792 نقطة، وحصلنا في «نسخة 2015» على مقعدين في دور المجموعات، ومثلهما في «التمهيدي» ووقتها فشل الوحدة والجزيرة في التأهل للمجموعات، ومثلنا في البطولة شباب الأهلي «وصيف البطولة»، بالإضافة إلى العين.
أما تقييم 2015، جاء «دورينا» في الترتيب الرابع آسيوياً، والثالث على الغرب بـ77.153 نقطة، وفي عام 2016 حل في المركز الثاني آسيوياً، والأول على الغرب بـ87.55 نقطة، وفي عام 2017 حل في الصدارة للمرة الأولى، كما كان الأول على الغرب «95.94 نقطة»، وهو أكبر عدد من النقاط تحققه أنديتنا، بفضل وصول شباب الأهلي ثم العين، إلى نهائي دوري الأبطال «نسختي 2015 و2016».
بعدها بدأ التراجع، حيث سقطت أنديتنا في الاختبار القاري منذ عام 2017، ولم تترك بصمة، ولم تنجح في الوصول إلى النهائي منذ 2016، وصدر تصنيف عام 2018، وتراجع دورينا للترتيب الرابع آسيوياً والثاني على الغرب بـ84.536 ولكنه حافظ على عدد مقاعده 3+1، قبل أن يستمر التدهور في المشاركة والخروج المبكر، ويصدر تصنيف 2019 بـ 61.87 نقطة ليحل دورينا في الترتيب السابع قارياً والرابع على الغرب ويبدأ في فقد المقاعد، هبوطاً من 3+1 إلى 2+ 2.
وفي ترتيب 2020، حل «دورينا» بالمركز التاسع آسيوياً، والخامس على الغرب، ولكن تم إلغاء تقييم «نسخة 2020» بسبب تداعيات جائحة «كوفيد-19»، قبل أن يستمر التراجع مع إعلان نتائج تقييم «نسخة 2021»، والتي تحدد مقاعد «نسخة 2023»، والتي شهدت احتلال «دورينا» التصنيف التاسع قارياً، والخامس على الغرب 55.544 نقطة، وبالتالي يحصل على مقعد واحد مباشر في دور المجموعات لنسخة 2023 لبطل الدوري، بالإضافة لمقعدين في التصفيات لبطل الكأس ووصيف الدوري.
وبنظرة سريعة على مسيرة مشاركات ممثلينا في المحفل القاري، نكتشف أن أنديتنا كانت بمثابة «حصالة» مجموعاتها، ولم تقدم بصمة واضحة تحفظ هيبة الكرة الإماراتية في القارة، وهو ما أثر كثيراً على التصنيف الذي سيصدر رسمياً خلال ساعات من الاتحاد القاري، بسبب إلغاء نقاط عام 2017 وعام 2020، والاكتفاء باعتماد نقاط أعوام 2018 و2019 و2021 في المجموع الكلي للمشاركات، وهي السنوات التي شهدت حضوراً متواضعاً لأنديتنا، بجانب نتائج سلبية للغاية، منها خسارة الوحدة بخماسية ثم رباعية في دور المجموعات الذي خرج منه باقي ممثلينا، بينما خرج الجزيرة من دور الـ 16.
وفي «نسخة 2019» خرج النصر من «التمهيدي»، وفي المجموعات خسر الوصل بخماسية ذهاباً وإياباً وخرج بصحبة العين من الدور نفسه، بينما ودع الوحدة من دور الـ 16، وفي «نسخة 2021» لم يتأهل العين من «التمهيدي»، وودع شباب الأهلي من المجموعات، والشارقة من دور الـ16، بينما خرج الوحدة بالخسارة في ربع النهائي أمام النصر السعودي.
وبحسب مصادر الآسيوي، فقد تفوقت الأندية الأوزبكية على أنديتنا في التصنيف الأخير، بسبب نجاح ممثليها في احتلال مراكز متقدمة في دور المجموعات، وعدم تكبد خسائر ثقيلة، حيث يحصد الفريق المشارك نقاطاً نظير الفوز والتعادل، بينما لا يحصل على نقاط بسبب الخسائر، وبالتالي كانت تخسر أندية أوزبكستان في النسخ الأخيرة، أقل كثيراً من ممثلينا الأربعة، رغم قلة الأندية الممثلة لأوزبكستان في المحفل الآسيوي مقارنة بأنديتنا.
واتفقت آراء خبراء الاتحاد القاري، بأن التقليص لمقاعد أنديتنا يعد بمثابة تحذير لما وصلت إليه من تواضع في النتائج، رغم توفير كل متطلبات المشاركة سواء من حيث الجدولة الجيدة للدوري، ومساعدة الأندية المشاركة خارجياً عبر مشاريع تطوير أطلقتها رابطة المحترفين، منها توفير دعم مالي للأندية التي تتأهل إلى الأدوار التالية للبطولة.
ويحتاج دورينا لأن تقاتل أنديتنا في «نسخة 2022» التي تنطلق فبراير المقبل، لبلوغ الدور النهائي للمحفل القاري، أو على أقل تقدير التأهل بأقدر عدد من الأندية إلى لأدوار النهائية وتقديم أداء مشرف، على عكس ظهورها في آخر 5 نسخ.
واتفقت الآراء على أن السبب الرئيسي في التراجع يعود إلى خروج شباب الأهلي والعين وصيفي «نسختي 2015 و2016» في النسخ التالية لوصولهما إلى النهائي، حيث لم يكن هناك استمرارية لنفس المسيرة الناجحة في النسخ التي أعقبت 2015 و2016، مثلما تفعل الفرق السعودية التي تتواجد في النهائي بآخر 5 سنوات بشكل متكرر، خاصة الهلال السعودي حامل لقب 2019 ووصيف نسخي 2014 و2017 ثم كرر الوصول إلى النهائي في «نسخة 2021»، وتلك الاستمرارية تغيب عن أنديتنا التي لم تصل للنهائي إلا 3 مرات في آخر 16 سنة، عندما وصل العين «نهائي 2005»، وحل وصيفاً، ثم شباب الأهلي «وصيف 2015»، ثم العين مجدداً «وصيف 2016».

المطلوب خطة للمستقبل
ماهاجان: الدوريات تمر بـ «صعود وهبوط» فنياً 
أكد ماهاجان ناير مدير إدارة الاحتراف بالاتحاد الآسيوي، أن التصنيف القاري للدوريات، يقوم على المستوى الفني، عبر رصد مشاركات الأندية بشكل تراكمي، وبالتالي يكون مطلوباً من جميع الأندية، ضرورة تحقيق نتائج إيجابية، حتى ولو لم توفق في الفوز باللقب، ولكن يجب أن يتأهل ناديان أو أكثر إلى الأدوار النهائية، وألا تأتي الأندية في قاع المجموعات، ما يعطل تحصيلها للنقاط بالصورة المتوقعة.
ووجه ماهاجان نصيحة للأندية الراغبة في التطور، بضرورة وضع خطط للمستقبل، وأن يكون لديها أهداف من المشاركة القارية، تتجاوز فكرة «التمثيل المشرف»، أو الخروج بأقل خسائر من دور المجموعات، وشدد على أن عدم نجاح الأندية في التأهل من التصفيات يعتبر عاملاً سلبياً في نقاط التقييم، ويؤثر على نظام النقاط أيضاً.
وأشاد ماهاجان بنظام الاحتراف الإماراتي، والدور الكبير الذي تقوم به إدارات الأندية في نظام التراخيص، والحفاظ على الحوكمة المحترفة لإدارة المنظومة في الأندية ورابطة المحترفين، لافتاً إلى أن هناك تطوراً في الجوانب الإدارية المحترفة في الدوري، وتحتاج إلى أن يواكبها تطور فني أيضاً في المشاركة في المحفل القاري.