عمرو عبيد (القاهرة)
يعود أتلتيكو مدريد إلى ملعب «أنفيلد» لمواجهة ليفربول في موقعة تُعيد إلى الأذهان ما حدث يوم 11 مارس 2020، عندما تمكن «الروخي بلانكوس» من إقصاء «الريدز»، حامل اللقب آنذاك، بالفوز عليه في عقر داره بنتيجة 3-2 بعدما لجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي عقب انتهاء الوقت الأصلي بتفوق أصحاب الأرض بهدف وحيد، وهي نتيجة مباراة ذهاب دور الـ16 في إسبانيا.
ولم تقتصر أحداث تلك المواجهة الأخيرة على فوز الضيوف، بل امتدت لتشمل آثارها توقف المسابقة تماماً عقب انتهاء اللقاء بسبب تفشي حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث امتلأ «أنفيلد» بأكثر من 52 ألف متفرج وقتها وسط ذروة أزمة «كوفيد 19»، ولا تزال تلك الهزيمة وذلك الإقصاء يلقي بظلاله على العلاقة بين المدربين، كلوب وسيميوني.
الأمر ظهر بوضوح في مباراة الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات في النسخة الجارية، إذ غادر الأرجنتيني ملعب «متروبوليتانو» عدواً بعد انتهاء المواجهة التي خسرها أمام جماهيره بالنتيجة ذاتها، 2-3، ويدرك جيداً أنه يتعين عليه تحقيق الفوز خارج الديار هذه المرة تأميناً لوضعه في المجموعة الثانية، في ظل ملاحقة بورتو البرتغالي الذي سيحل ضيفاً ثقيلاً على ميلان في «سان سيرو».
ويأمل «التنين» في استمرار تقدمه والحفاظ على حظوظه في التأهل، في حين يُقاتل «الشياطين» لاستعادة الأمل الضئيل في ملاحقة إحدى بطاقتي التأهل بشرط الفوز في المباريات القادمة، أو على الأقل يقتنص المركز الثالث طمعاً في استمرار المشاركة القارية، حتى لو عبر بوابة «يوروبا ليج»، باستخدام «فيتامين إبرا» حسب وصف صحيفة توتوسبورت الإيطالية في حديثها عن الأسطوري زلاتان.
على الجانب الآخر، يبحث «الريدز» عن رد الاعتبار لهزيمتي عام 2020 بتحقيق انتصار ثانٍ متتالٍ يضمن له قمة المجموعة والتأهل المُبكر، لكن الصحافة الإسبانية ترى صعوبة وضع «الأتليتي» الذي يُعاني من غيابات عديدة لأبرز أوراقه، ويأتي على رأسهم جريزمان الذي تلقى البطاقة الحمراء في المباراة السابقة، بجانب ليمار وسافيتش ولورينتي، بينما سيبحث النجم المصري محمد صلاح عن المزيد من الأهداف الأوروبية التي باتت «علامة مسجلة» باسمه في الفترة الحالية التي تشهد توهجه بصورة باهرة.
صحيفة أس الإسبانية لا ترى بديلاً عن فوز ريال مدريد على ضيفه شاختار، خاصة أن «المفاجأة» شيريف المولدوفي يتساوى معه في النقاط وينتظر أي سقوط «ملكي» للاستمرار في صناعة «المعجزة» التي يقوم بها حالياً، آملاً في اقتناص النقاط الكاملة خلال مواجهته إنتر ميلان، الساعي هو الآخر لخطف الفوز خارج الديار وانتزاع المركز الثاني من شيريف.
وسيكون على «الريال» التخلص من لعنة «البيرنابيو» الذي غاب عنه خلال الفترة الماضية بسبب إعادة البناء، لكن ذكرياته الأوروبية الأخيرة المتتالية لا تحمل له مؤشرات تفاؤلية بعد هزيمتين وتعادل في آخر 3 مباريات خاضها فوق ملعبه الرئيس، كان آخرها السقوط التاريخي أمام شيريف.
وبغياب رودريجو للإصابة، يجد أنشيلوتي الكثير من الحيرة في الدفع بأسينسيو أو منح هازارد فرصة أخيرة، وكلاهما يسير في اتجاه واحد رغم امتلاكهما الموهبة الكبيرة، لاسيما البلجيكي الذي يبدو قريباً من الرحيل عن «قلعة البلانكوس».
ومن جهة أخرى، لا يزال «الأفاعي» يبحث عن خريطة طريق النجاح منذ رحيل مدربه كونتي وأبرز نجومه، ساعياً لإنقاذ فرصته الأوروبية في التأهل إلى الأدوار الإقصائية وسط نتائج متوسطة على المستويين، القاري والمحلي، كان آخرها الفوز الصعب على شيريف الذي يستضيفه في مواجهة غير مأمونة العواقب!
أما «الثنائي اللامع»، مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، فكلاهما يثق في الحصول على بطاقتي التأهل من المجموعة الأولى حتى لو بقيت «مناوشات» كلوب بروج، الذي سحقه «البلومون» خارج ملعبه بخماسية في الجولة الماضية، ومن المتوقع ألا يجد صعوبة في تكرار الانتصار العريض في مباراة الجولة الحالية، بل إن «الأزرق والأسود» البلجيكي يخشى ردة فعل «السماوي» عقب الإقصاء أمام وستهام في كأس الرابطة، ثم الهزيمة المفاجئة على يد كريستال بالاس في «البريميرليج».
ويُدرك الجميع أن شخصية «سيتي بيب» لا تسمح باستمرار التعثر وأن الرد سيكون قاسياً ورُبما يصبح بروج هو الضحية، في حين يخرج باريس سان جيرمان لمواجهة لايبزج، المستسلم تماماً، صاحب المركز الأخير في المجموعة برصيد «صفر» من النقاط بعدما سكن مرماه 11 هدفاً مثل مالمو السويدي في المجموعة الأخيرة، وسط تأكيد من الصحافة الفرنسية على احتمال عدم مشاركة الأسطوري ليو ميسي في المباراة، بجانب غياب نيمار وعودة متأخرة لمبابي، وجميعها إصابات عضلية تثير الجدل والدهشة، خاصة إذا أضفنا لها حالة المدافع الأيقوني، راموس.
ورغم صدارة «الفريق الباريسي» في الدوري المحلي وكذلك مجموعته الأوروبية، إلا أن الأداء العام ونتائجه لا تلائم قيمة الفريق المالية أو الفنية، وهو ما يُهدد المدرب بوكيتينو ويزيد من الضغوط الملقاة على عاتقه هذا الموسم.