معتز الشامي (دبي)

تحول الكويتي عبد الله المطيري، مدرب منتخب نيبال، إلى «بطل شعبي» بالنسبة لهذه الدولة البعيدة في القارة الصفراء، بعدما نجح في بناء منتخب قوي يعتبر الأفضل في تاريخ البلاد من واقع الإنجاز الذي حققه بعد وصوله لنهائي بطولة جنوب آسيا لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخ البطولة منذ 28 عاماً، وهي البطولة التي يسيطر عليها كل من الهند وجزر المالديف، فضلاً عن تأهل المنتخب للمرة الأولى إلى الدور الثالث للتصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2023، بمقعد مباشر بعد الفوز على تايوان في بطولة جنوب آسيا. وتمكن المطيري من تغيير فلسفة اللاعبين في نيبال، بعدما نجح في بناء توليفة من اللاعبين والهبوط بمعدل الأعمار وزيادة الخبرات الدولية للجيل الحالي، كما نجح في تحقيق إنجازات لمنتخب يعاني ضعف اللعبة، في ظل سيطرة لعبة الكريكيت على الشعب النيبالي، قبل توليه المسؤولية، حيث نجح في لفت أنظار الشعب النيبالي، بعدما حقق إنجاز الوصول لنهائي الكأس الذهبية لجنوب أسيا، وخسر بصعوبة أمام منتخب الهندي البطل المتوج بلقب البطولة 8 مرات.
وكشف المطيري عن سعادته بما حققه مع لاعبيه، خاصة وأنه عند تولى المسؤولية غامر بكل شيء، وقرر أن يثبت إمكاناته وقدراته في تحدٍ جديد بعيداً عن بلده، أملاً في بدء مشوار تدريبي مختلف، وقال: «في البداية كانت الظروف صعبة، خاصة في التكيف مع بلد جديدة وظروف مختلفة، في لعبة ليست هي اللعبة الشعبية الأولى قبل وصولي، ودوري لا يستمر لأكثر من شهر في نيبال، وهي كلها صعوبات كبيرة، كانت تستدعي عملاً شاقاً، وكان هناك تنسيق وتفاهم مع الاتحاد النيبالي، الذي وفر كل شيء، كما دخلنا معسكرات طويلة لتحضير الفريق واللاعبين».
وتابع: «كانت مغامرة بالنسبة لي، لكني فخور بها، رغم أنني تعرضت للتنمر في بداية مسيرتي مع الكرة النيبالية، على منصات التواصل خليجياً، حيث تهكم البعض على تولي مسؤولية منتخب لدولة بعيدة تماماً عن اللعبة، ورغم ذلك حققت إنجازاً، وتقدم المنتخب في التصنيف العالمي، فضلاً عن وصوله لنهائي كأس جنوب آسيا، والآن بات لدينا منتخب قادر على تحقيق مزيد من النجاحات، ثم تحول التنمر في بداية المشوار، إلى إشادة الآن، خصوصاً في الكويت والخليج، بعد كل ما تحقق، وتسلمت مئات رسائل الإشادة والدعم من الجميع».
وعن الاستمرار في المنصب قال: «كان الاتحاد النيبالي يطلب استمراري 4 سنوات، خاصة بعد إنجاز كأس جنوب آسيا، ولكنني فضلت أن تكون 3 سنوات فقط، مع بعض الشروط أبرزها زيادة الدوري لـ6 أشهر على الأقل في السنة وليس شهراً أو شهراً ونصف الشهر كما كان سابقاً، وتخصيص ميزانية ثابتة برواتب شهرية للاعبين الدوليين في القائمة طوال العام، وغيرها من الاشتراطات اللوجستية الخاصة بالمعسكرات والتجمعات وغيرها، وقد تكفل مكتب رئاسة الوزراء في نيبال باللعبة وتطويرها، وتم تخصيص 5 ملايين دولار لتطوير الكرة النيبالية».