عمرو عبيد (القاهرة)


قفز الوحدة إلى المركز الثاني في جدول ترتيب «دوي أدنوك للمحترفين»، بعد غياب استمر منذ الجولة الأولى التي تصدر فيها القمة بفضل «رباعية البداية»، وبعدها تراجع «العنابي» رويداً رويداً متقهقراً من المركز الرابع حتى الثامن في الجولة السادسة، إلا أن 3 انتصارات متتالية صعدت به بسرعة نحو «الوصافة» مبتعداً عن «الزعيم» المتصدر بفارق 4 نقاط فقط.
الوحدة يملك ثالث أقوى خطوط الهجوم حالياً، بـ17 هدفاً تمثل معدل تسجيل 1.89 هدف في كل مباراة، بفارق هدف عن «الزعيم» و3 أهداف عن «العميد»، لكن الأهم أن دفاعه يُعد الأكثر صلابة بين جميع فرق «دورينا»، إذ استقبل 5 أهداف فقط بمعدل 0.56 هدف في المباراة، وخرج بشباك نظيفة في 44.4% من مباريات الجولات الماضية، وهو ما يختلف تماماً عن حصاده نهاية الموسم الماضي، بعدما احتل المرتبة الخامسة بين أقوى خطوط الدفاع، مستقبلاً 1.3 هدف في كل مباراة، ولم يخرج بشباك نظيفة إلا في 23% فقط من مبارياته.
ويملك «أصحاب السعادة» مقعدين متقدمين في قائمة أفضل 5 هدافين في «دورينا»، بعد مرور 9 جولات، حيث يحتل خربين وبيدرو بالتساوي مع تيجالي المرتبة الثانية بعد لابا كودجو، وسجل «ثنائي العنابي» 6 أهداف وضعتهما في تلك المكانة المتميزة، وإجمالاً، شارك 7 لاعبين بين صفوف الفريق في تسجيل وصناعة أهدافه الـ17، ويتصدر خربين أيضاً قائمة أفضل الصناع لدى «العنابي» بـ3 تمريرات حاسمة، في بداية رائعة للنجم السوري.
وسجل نجوم الوحدة الأهداف في جميع فترات المباريات من دون استثناء، حيث جاء 59% منها في الأشواط الثانية مقابل 41% للفترات الأولى، وبدا واضحاً أن آخر نصف الساعة من عمر مبارياته تشهد المعدل التهديفي الأفضل له، بإحراز 6 أهداف تمثل نسبة 35.3% من الإجمالي، وعلى الصعيد الفني، ظهر العمق الهجومي لـ «العنابي» بكفاءة كبيرة مُساهماُ في تسجيل 47% من الأهداف، ولحق به الطرف الأيمن بالمشاركة في 35.3% منها مقابل 17.7 للجبهة اليسرى التي لم تنطلق بكامل قوتها بعد.
يتصدر «العنابي» المشهد فيما يتعلق بتسجيل الأهداف خارج منطقة الجزاء، وهي نقطة قوة بارزة لدى الفريق، بعدما أحرز 4 أهداف بواسطتها تمثل نسبة 23.5% من إجمالي أهدافه، متفوقاً على «السماوي» و«النسور» التاليين له في تلك القائمة، كما جاء ثالثاً في ترتيب أفضل الفرق استغلالاً للضربات الرأسية وألعاب الهواء، بتسجيل 5 أهداف بعد كلٍ من «العميد» و«الزعيم»، كما أنه «الوصيف» بعد النصر فيما يتعلق بالتسجيل عبر اللعب المفتوح، بـ12 هدفاً، في حين أنه ثاني أفضل الفرق بلوغاً لشباك منافسيه من الركلات الثابتة، وتكرر ذلك 5 مرات.

ويُعد «أصحاب السعادة» الأفضل في تسجيل الأهداف من الركلات الحرة المباشرة، بواقع هدفين، أحدهما حمل توقيع عمر خربين والثاني للمخضرم إسماعيل مطر، وتميز أداء الوحدة بالتكتيك الجماعي الذي سمح له بتسجيل 14 هدفاً عبر الهجمات المنظمة مقابل 3 أهداف من مرتدات، وجمع الفريق بين طابعي السرعة والإيقاع الهادئ، مسجلاً 9 و8 أهداف على الترتيب، واستخدم العرضيات في هز الشباك 6 مرات بنسبة 35.3%.

 


التركيز «بداية ونهاية»


لم تستقبل شباك «العنابي» إلا هدفاً واحداً في آخر ربع ساعة من عمر المباريات، ومثله في أولى فتراتها، وهو ما يعكس إلى حد كبير التركيز الذهني في بداية ونهاية المباريات وكذلك الاحتفاظ بقدر جيد من اللياقة البدنية والتمركز التكتيكي الدفاعي الصحيح في الدقائق الأخيرة، مع العلم بأن الفترة بين الدقيقة 61 و75 شهدت اهتزاز شباكه مرتين، وهي النسبة الأكبر التي فقد خلالها لاعبوه التركيز.
وظهر العمق الهجومي لـ «أصحاب السعادة» بقوة واضحة عكس المواسم الماضي، إذ جاء هدف واحد فقط عبر هذه الجبهة، وهو ما ينطبق تماماً أيضاً على الطرف الأيمن الدفاعي، ليبقى الجانب الأيسر الأكثر تأثراً على المستويين الهجومي والدفاعي، وهو ما قد يحتاج إلى تعديل فني، ومن جهة أخرى لم تهتز شباك الوحدة إلا مرة واحدة عبر تسديدة بعيدة المدى، في تأكيد على حسن التمركز وتنفيذ الضغط الصحيح من قبل لاعبي الوسط والدفاع في مواجهة محاولات التسديد من المنافسين خارج منطقة الجزاء، والملاحظ ارتفاع نسبة نجاح دفاعه في التعامل مع الكرات الهوائية، لأنه لم يستقبل أي هدف من ضربات الرأس.
ورغم التزام الفريق بالتكتيك الهجومي المعتمد على الاستحواذ، حيث بلغ متوسط نسبته 59%، إلا أن دفاعه لم يهتز أمام الهجمات المرتدة لمنافسيه، واستقبل هدفاً واحداً فقط عبرها أيضاً، وهو ذات المعدل الذي تعرض له خلال تنفيذ الركلات الركنية أو الحرة غير المباشرة، وكلها أمور تؤكد التحسن التكتيكي الكبير الذي يعيشه «العنابي» حالياً على مستوى الدفاع، لكن تبقى ثغرته الوحيدة متمثلة في الكرات العرضية، التي تسببت في استقباله 80% من الأهداف في مرماه.