عمرو عبيد (القاهرة)


لم ينجح منتخبنا في إيقاف هجوم «نمور آسيا»، ليخسر مباراة جديدة في التصفيات المونديالية، ظل خلالها «الأبيض» مدافعاً أمام هجوم كوري كاسح، حيث امتلك الكرة بنسب كبيرة جداً في الشوط الأول مسيطراً على مقاليد الأمور، وبلغت نسبة استحواذه 60% مقابل 40% لمنتخبنا، كما كان متوقعاً قبل اللقاء بحسب أداء «شمشون» منذ انطلاق المرحلة الثالثة من التصفيات.
ونفذ أصحاب الأرض الضغط العالي بصورة مُخيفة، مع قدرة هائلة على استعادة الكرات بسرعة بالغة، وضعت «الأبيض» دائماً تحت الضغط، لدرجة أن عدد هجماتنا بلغ في الشوط الأول 6 فقط، بينها هجمة وحيدة مكتملة، في حين أن المنافس نفذ 21 هجمة، اكتمل 52% منها في مشهد هجومي مُخيف، لتتوالى الفرص التهديفية لمصلحة الكوريين في شوط يُعد الأضعف لمنتخبنا في تلك التصفيات.
وإجمالاً، حصل «نمور آسيا» على 44 هجمة في مجمل المباراة، بتوازن واضح على مدار الشوطين، واكتمل 21 منها بنسبة 47.7%، في حين تحسّن أداء «الأبيض» بنسبة طفيفة في الشوط الثاني، ولكن بقيت النتيجة كما هي، حيث نفذ 23 هجمة، لم يكتمل منها بصورة حقيقية سوى 3، بنسبة نجاح 13% فقط.
ونوّع منتخب كوريا الجنوبية هجماته بين الطرفين والعمق، بمعدل 11 عبر قلب الهجوم، و15 من الطرف الأيسر، و18 من الجبهة اليمنى، بينما اختفت أطراف «الأبيض»، خاصة الأيمن الذي اعتمد عليه كثيراً في مواجهات سابقة، مكتفياً بشن 5 هجمات فقط، عبره مقابل 6 من اليسار، الجبهة التي تحركت قليلاً في هذه المباراة، و12 من العمق لم يكتمل منها سوى واحدة!
الحصاد الهجومي الكوري كان خطيراً بعدما سدد 22 كرة على مرمى منتخبنا بمعدل محاولة واحدة في كل 4 دقائق لعب، منها 6 بين القائمين والعارضة، أنقذ علي خصيف 5 منها، ليكون أفضل لاعبي منتخبنا في تلك المواجهة، كما ارتدت 3 تسديدات من إطار المرمى للنجم العالمي، سون هيونج مين، وسدد «شمشون» 16 كرة من توغل واختراق سهل لمنطقة جزاء منتخبنا مقابل 6 محاولات خارجها، واستخدم ألعاب الهواء في تسديد 6 كرات برؤوس لاعبيه، بينما صوّب لاعبونا 4 كرات فقط طوال المباراة، 3 منها خارج منطقة الجزاء، وتصدى الدفاع لتسديدتين غير مؤثرتين من كايو، مقابل محاولة وحيدة دقيقة لطحنون الزعابي كادت تصنع مفاجأة حسب سير المباراة.
وصنع أصحاب الأرض 12 فرصة تهديفية مؤكدة بمعدل واحدة/ 7 دقائق متماشياً مع استمرار الضغط الهجومي، بينما لم يحصل «الأبيض»، إلا على فرصتين فقط بواقع واحدة في كل شوط، بعدما أخفق في محاولة اللعب على المرتدات، إذ مرر 60 كرة طويلة، لكن دقة تمريراتنا في نصف ملعب المنافس لم تتجاوز 66%، ولم ينجح منتخبنا في استغلال العرضيات مكتفياً بإرسال 5 كرات فقط بنسبة دقة «صفر»، في حين لعب المنتخب الكوري عرضيات خطيرة بلغ عددها 17 بدقة 59%، كما ارتفعت نسب دقة تمريراته في نصف ملعبنا لتتجاوز 84%.
والحقيقة أن الكوريين تفوقوا على أنفسهم في هذه المباراة، بعدما مرروا 529 كرة بدقة 89.4%، وكانوا الأكثر نجاحاً في الثنائيات بنسبة 59.5%، بجانب 73.7% لألعاب الهواء التي لم ينجح لاعبونا في التعامل معها إلا بنسبة 26.3% فقط، مقابل 40.5% في الثنائيات، ومرر لاعبونا 355 كرة بدقة 80% جاء أغلبها بعيداً عن مناطق الخطورة لدى المنافس، حتى على مستوى الالتحامات، نجح «شمشون» بنسبة 63.6% منها مقابل 55.6% لمنتخبنا، الذي حصد ركلة ركنية واحدة مقابل 7 للمنافس.