معتز الشامي (دبي)

تشهد قمة الجزيرة والعين، في الجولة العاشرة لدوري أدنوك للمحترفين، الظهور الثالث للأطقم الأجنبية التي تدير مباريات «دورينا» هذا الموسم، بعد القرار التاريخي لمجلس إدارة الاتحاد، بالسماح بوجود الحكم الأجنبي في مباريات «المحترفين» بواقع «طاقمين لكل نادٍ» خلال الموسم، بتكلفة تصل إلى 170 ألف درهم لكل منها.
واتفقت الآراء على وجود «مؤشرات أولية»، يمكن وصفها بـ«الإيجابية»، تدلل على نجاح تجربة الحكم الأجنبي، بعدما تم تكليف التركي شاكيري بإدارة مباراة شباب الأهلي والجزيرة في الجولة السابعة، والألماني توبياس ستيلير بقيادة مباراة الشارقة والوحدة في الجولة التاسعة لـ«دوري أدنوك للمحترفين»، وقدم الطاقمان أداءً متميزاً، خاصة في القرارات الحاسمة، وفي التعامل مع كافة الحالات داخل الملعب، ما رفع مستوى الأداء التحكيمي بشكل عام في كلتا المباراتين.
وطالب النقاد والمحللون بضرورة الاستفادة من استدعاء تلك الأطقم، بزيادة دورها ووجودها ليس فقط لإدارة المباريات، ولكن لحضور الدورات ومشاركة «قضاة ملاعبنا» في التدريبات المجمعة و«البرلمان الأسبوعي» الذي يشهد مراجعة وتحليل الحالات.
وأشارت مصادر لجنة الحكام لصحيفة «الاتحاد»، إلى أن اللجنة بالفعل وضعت خطة للاستفادة من وجود أطقم عالمية، ضمن صفوة القضاة في «اليويفا» و«الفيفا»، مثل شاكيري وستيلير، لمنح قضاتنا المتميزين فرصة للاحتكاك بالتدريب والتجهيز للمباراة ومعايشة هؤلاء الحكام الكبار.
وألمحت المصادر إلى أن اللجنة تدرس استدعاء تلك الأطقم قبل وقت كافٍ من المباريات مستقبلاً، بما يتيح حضورها ورشاً وندوات ودورات للتحكيم، بجانب مشاركة قضاتنا للتدريبات والبرلمان الأسبوعي بالفعل، بما يعزز خبرات جميع الأطقم الإماراتية ويطور من مستوياتها.
ووفق النظام الحالي يحضر الطاقم لمدة 3 أيام في الدولة، حيث يشارك في تدريب قبل المباراة بيوم، مع العناصر المكلفة بمشاركة الطاقم الأجنبي من «قضاة الإمارات»، بينما يحضر مراجعة للمباراة في اليوم التالي قبل السفر، ما يعزز خبرات قضاة ملاعبنا.
وأكد سالم الشامسي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، رئيس لجنة الحكام، أن هناك ردة فعل إيجابية من مختلف الأطراف حول أداء الأطقم الأجنبية، ما يعتبر مؤشراً جيداً وإيجابياً على تلك التجربة، والتي ستخضع بالكامل للتقييم مع نهاية الموسم، ورفع توصية لمجلس الإدارة للوقوف على كل ما تحقق من إيجابيات للعمل على تعزيزها، وأيضاً من ناحية النقاط السلبية، للعمل على تفاديها.
ولفت الشامسي إلى أن اللجنة بالفعل تأخذ في الحسبان ضرورة استفادة الأطقم الإماراتية من تواجد أطقم يمكن وصفها بأنها «نخبة النخبة» العالمية، لإدارة مباريات دورينا، حتى الآن، حيث يتم الاستفادة بخبراتهم خلال الأيام الثلاثة لوجودهم في الدوري، لتبادل الخبرات مع الحكام المكلفين بمعاونة الطاقم الأجنبي.
وقال: الطاقم يحضر قبل يوم من المباراة، ويؤدي تدريبات واجتماعات قبلها، وهناك أيضاً اجتماعات بعد المباراة لمراجعة الحالات وغيرها، بحضور الطاقم المكلف بمعاونة الأجانب، وكلها عوامل تساعد مع الوقت في زيادة خبرات أطقمنا الوطنية، ويمنحها الثقة في التعامل مع المباريات المقبلة في المستقبل.
وأضاف: هنا تتحقق الاستفادة المرجوة، كما أننا نختار الحكام الشباب فترة المعايشة القصيرة للأطقم الأجنبية، لأننا ننظر للبناء للمستقبل، بجانب مراعاة اللجنة لوضع خطط مستقبلية أيضاً، يمكنها أن توفر فرصاً للاستفادة من خبرات أهم قضاة على الساحة العالمية، والذين سيتم استقدامهم لإدارة مباريات دورينا خلال الموسم الجاري.
وقال: نسعى لبحث إمكانية زيادة مدة بقاء الطاقم الأجنبي المكلف بإدارة المباريات لفترة أطول، بهدف حضور البرلمان الأسبوعي، والمشاركة في التدريبات الجماعية والدورات النقاشية وغيرها، بما يسهم في نقل الخبرات والاحتكاك مع أكبر قدر من القضاة المحليين.
وحول الارتياح من مردود التجربة الحالية، وفق الآراء المتخصصة، سواء المحللين في القنوات الرياضية، أو حتى في الشارع الرياضي عموماً، قال: كل تلك المؤشرات الإيجابية، تعني أن التجربة تسير في الطريق الصحيح، وحالياً نوفر القضاة الذين تتم المطالبة بهم من الأندية، بواقع طاقمين لكل نادٍ خلال الموسم، قبل التقييم النهائي أواخر الموسم الجاري.
وأوضح الشامسي أن لجنة الحكام، تركز على زيادة القضاة الشباب وفق خطط للتطوير، وزيادة قضاة المراحل السنية أيضاً، واستغلال فترات التوقف الدولي، لزيادة ورش العمل لحكام الفار والساحة وغيرهم بدعوة نخبة من المحاضرين العالميين، بما يسهم في زيادة قدرات جميع الأطقم.
وعن رأيه في مستوى الأداء بالنسبة للأطقم المحلية منذ بداية الموسم، قال: هناك ارتياح كبير للمستوى، وإن كنا ننتظر الأفضل دوماً، ولكن مقارنة بالمواسم السابقة، أعتقد أن الموسم الحالي يشهد أداءً متميزاً في جميع المباريات، وقلة نسبة الأخطاء المؤثرة بشكل عام.
وأكد إبراهيم المهيري المحلل التحكيمي بقنوات دبي الرياضية، أن قرار الحكام الأجانب يحتاج لمزيد من التوظيف لمصلحة قضاة ملاعبنا المواطنين، مشيداً بالمستويات التي قدمها الطاقمان الأجنبيان، سواء التركي أو الألماني، وقال: نعم التجربة جيدة، وفي بعض الملاحظات كان يجب الاستفادة منها، حيث رأينا كيف يدير حكام النخبة الأوروبية المباريات وكيفية تعاملهم مع المواقف المختلفة ومع اللاعبين، وهي كلها أمور تزيد من تراكم الخبرات لدى أطقمنا.
وأضاف: مقارنة بالمستويات الأوروبية بالنسبة لدورينا، بالتأكيد ستجد أن هناك فارقاً كبيراً من السرعات والأداء، ما سهل مهمة هؤلاء الأطقم الأوروبية المصنفة ضمن النخبة العالمية، لأن مستوى مبارياتنا كان في حدود المتوسط سواء من تعامل اللاعبين أو غيره، وبالتالي كانت تعتبر مباريات سهلة للأطقم الأجنبية، ولكن يمكننا الاستفادة من هكذا خبرات وقدرات، مثل التمركز والتحركات والتعامل مع مختلف المواقف، ومن الأمور التي يجب التركيز عليها، هو ضرورة إحضار الأطقم قبل وقت مبكر لإشراكهم في تدريبات الحكام وحضور البرلمان الأسبوعي.
وقال: ندرك أن ظروف دورياتهم عادة ما تكون صعبة، وقد تعيق بعضهم عن الحضور والبقاء لفترة طويلة في الدوري هنا، ولكن حتى تتحقق الفائدة، ولنستثمر في وجود هؤلاء القضاة، يجب البحث عن حلول تضمن وجودهم لفترة أكبر من مجرد 3 أيام لإدارة مباراة، ولذلك أتمنى في المستقبل أن يتم التعاقد مع الحكم الأجنبي مدة أسبوع أو اثنين، لتحقيق الاستفادة وتبادل الخبرات بالفعل لتطوير الحكام المواطنين.