معتز الشامي (دبي)
أحيا منتخبنا الوطني آماله، في مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال 2022»، في الوقت المناسب، بعد الفوز الأول أمام لبنان بهدف، والذي جاء عقب سلسلة من النتائج غير الإيجابية في الدور الأول، منها التعادل مع سوريا ولبنان والعراق، والخسارة من إيران وكوريا الجنوبية، قبل أن يفتتح «الإياب» بالفوز على «منتخب الأرز» في عقر داره، ورفع رصيده إلى 6 نقاط، في المركز الثالث بالمجموعة الأولى.
وخدمت باقي نتائج مباريات «الجولة السادسة»، منتخبنا في العودة إلى الطريق الصحيح في التصفيات، حيث خسر العراق أمام كوريا الجنوبية بـ «ثلاثية»، وسوريا أمام إيران بالنتيجة ذاتها.
وستكون المواجهة المرتقبة يوم 27 يناير المقبل أمام سوريا على استاد زعبيل بنادي الوصل، المحطة الأبرز والأهم في مسيرة «الأبيض»، حيث يحتاج إلى الفوز، لتعزيز استمراره في الترتيب الثالث، بهدف خطف بطاقة التأهل إلى «الملحق الآسيوي»، وانتظار تعثر باقي منافسيه، حيث يواجه لبنان ضيفه كوريا الجنوبية، بينما يلتقي العراق مع إيران.
وعلى الجانب الآخر، يحتاج المنتخب إلى برنامج إعداد مختلف يراعي تلافي السلبيات التي ظهرت في المرحلة الماضية، ويستغل طول فترة التوقف عن اللعب الدولي، لتصحيح المسار وتوفير أفضل فرصة للتحضير والاستعداد، والوصول بـ «الفورمة» الفنية إلى الجاهزية المنتظرة.
وينوي الجهاز الفني بقيادة الهولندي مارفيك، إجراء بعض التعديلات على تجمعات المنتخب للتجهيز لمرحلة التصفيات في يناير ومارس، حيث يخوض «الأبيض» المواجهات الأربع المتبقية له في التصفيات، أمام سوريا على ملعبنا، والعراق وإيران «خارج القواعد»، وكوريا الجنوبية على ملعبنا.
ويحتاج المنتخب إلى خوض تجارب دولية عديدة لاستعادة الثقة، وزيادة الانسجام، وتأهيل لاعبيه، فضلاً عن زيادة أيام التجمع الدولية، وهي كلها عوامل يستفيد فيها المنتخب، من المشاركة في كأس العرب بالدوحة أواخر نوفمبر الجاري، ويدخل «الأبيض» تجمعه يوم 23 نوفمبر، ويخوض مواجهات قوية بالمجموعة التي تضم تونس وسوريا وموريتانيا، ويصعد أول وثاني كل مجموعة للدور التالي.
ويسعى مارفيك لتجهيز القائمة الموسعة التي يعتمد عليها دائماً منذ تولى المسؤولية، خاصة بعد شفاء وعودة الأساسيين المصابين، الذين غابوا مؤخراً، وبلغوا 10 لاعبين منهم 6 من التشكيلة الأساسية.
وينتظر أن تناقش لجنة المنتخبات خطة تحضير المنتخب للمرحلة المقبلة، خلال اجتماعها المرتقب، وبحث استغلال كأس العرب واعتبارها محطة إعداد واحتكاك قوي لتأهيل جميع اللاعبين دون ضغوط، وزيادة الانسجام، بجانب رفع مستوى بعض الدوليين الذين غابوا مؤخراً لأسباب مختلفة، ما يعيد رسم طريق ومشوار المنتخب في تصفيات «المونديال» لاحقاً، فيما لم يتحدد بعد ما إذا كان الجهاز الفني يحتاج إلى خوض تجربة ودية قبل انطلاق كأس العرب أم يكتفي فقط بالتدريبات قبل انطلاق البطولة، وهو ما يتحدد في الاجتماع المنتظر الأسبوع المقبل بين مارفيك ولجنة المنتخبات.
ووفق الوضع الحالي، وفي حالة نجاح الخطط الرامية للحفاظ على مسيرة المنتخب في باقي المشوار لخطف البطاقة الثالثة المؤهلة للملحق، يواجه منتخبنا في مباراة الملحق إما اليابان أو استراليا، حيث يملك الأول 12 نقطة في وصافة المجموعة الثانية التي يتصدرها الأخضر السعودي، بينما جمع أستراليا 11 نقطة في المركز الثالث، ووفق النظام الجديد يلتقي منتخبنا حال نجاحه في خطف بطاقة «الملحق القاري» أحد المنتخبين في مباراة واحدة، يصعد الفائز فيها إلى «الملحق العالمي» ذهاباً وإياباً في يونيو المقبل.
من جانبه، وجه البرتغالي فييرا مدرب العراق والكويت وبني ياس واتحاد كلباء سابقاً، عدة نصائح وصفها بالضرورية لتطوير مسيرة المنتخب، خلال الفترة الحاسمة من عمر التصفيات، واستغلال سقوط باقي المنافسين على الترتيب الثالث، في ظل فوز «الأبيض» للمرة الأولى بالمجموعة على حساب لبنان، وشدد على ضرورة التحضير القوي لمباريات ختام التصفيات، عبر التجمعات الكافية، وخوض أكثر من تجربة قوية، بهدف اكتساب الثقة، وزيادة الانسجام والتلاحم بين عناصر المنتخب.
ولفت إلى أن التأهل في الترتيب الثالث لن يكون صعباً، في ظل سقوط العراق ولبنان، وقوة المواجهات التي تنتظرهما، لكن في الوقت نفسه، يحتاج الموقف إعداداً مختلفاً للمنتخب والتعلم من درس سلبيات المرحلة الماضية، وأبرزها عدم العودة للتجمعات السريعة والقصيرة، ورفع لياقة اللاعبين دولياً، وخوض تجارب ودية قبل المباريات الرسمية.
وأضاف: يجب علاج السلبيات الماضية، خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلين، ليكونوا بمثابة فرصة جديدة، لخوض السباق كأنها ينطلق للمرة الأولى، لأن المرحلة المقبلة لا وقت فيها للتهاون أو إضاعة النقاط، والأمر بالفعل يتطلب مزيداً من التركيز والجدية والعمل والتنسيق، خاصة بعدما خدمتنا النتائج في باقي المباريات.