لم يكن يوماً عادياً بل كان يوماً إماراتياً حافلاً في نيويورك.. هكذا كان ماراثون زايد الخيري رسالة وفاء وسفيراً للإنسانية في احتفالية عيد الاتحاد الخمسين، نجاح فاق التوقعات وسط مشاركة الآلاف ضمن يوم الإمارات في نيويورك الذي تم تخصيصه بناء على طلب من السيناتور كيفين توماس عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك، من أجل مشاركة الإمارات احتفالاتها بعامها الخمسين واليوبيل الذهبي للتأسيس.
كانت دولة الإمارات تنبض بحب أميركا وأميركا تتنفس برئة حب مليئة بالإمارات في حديقة «بروسبيكت بارك بمنطقة بروكلين»، وجسد المشاركون لمسافة 5 كلم لوحة استثنائية تحمل كل قيم الخير والجمال والإنسانية، ركض الجميع خلالها في حب الإمارات وأميركا.

حضر المنافسات الشيخ محمد بن خليفة بن حمدان آل نهيان، مسؤول أول دبلوماسية الابتكار في سفارة الدولة بالولايات المتحدة الأميركية، والشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان، والفريق الركن «م» محمد هلال الكعبي رئيس اللجنة المنظمة العليا المنظمة للماراثون، ولانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، وآمنة المهيري القنصل العام للدولة في نيويورك، والسيناتور توماس كيفين عضو مجلس الشيوخ الأميركي، وبنجامين باركر نائب حاكم ولاية نيويورك، وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، ومحمد علي عامر المنسق العام لماراثون زايد الخيري.
في السياق ذاته أكد بنجامين باركر نائب حاكم نيويورك على عمق العلاقات بين الإمارات ومدينة نيويورك وتعدد محاورها في مجالات الاستثمار والصناعة والتجارة والابتكار والاستدامة، مشيرا إلى أن هذه المناسبة للشراكة في الاحتفال بيوم تاريخي للإمارات في مدينة نيويورك تعكس حجم التقدير لدولة الإمارات، وقوة التأثر بتجربتها الثرية في مجالات عدة، أبرزها مساعدة الفئات الفقيرة والمهمشة في كافة دول العالم، وعون المحتاجين بكل القارات، إلى جانب التوازن والمصداقية في الشراكة والتعاون مع كافة دول ومدن العالم. وتوجه باركر بالشكر لكل المسؤولين عن الماراثون وكل القائمين على تطوير وتدعيم العلاقات المتميزة بين الإمارات ومدينة نيويورك، متمنياً التوفيق واستدامة النمو والتعاون في كافة المجالات.
من ناحيته قدم الفريق الركن «م» محمد هلال الكعبي الهدايا التذكارية إلى السيناتور توماس كيفين، ونائب الحاكم بنجامين باركر، عبارة عن مجسمات لمسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الكبير في أبوظبي، وقصر الحصن في أبوظبي، وكتب تحمل سيرة ومسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وأسفرت المنافسات في الماراثون الخيري الذي أقيم لمسافة 5 كم عن فوز جون كامبين بالمركز الأول لفئة الرجال، وأندرو يانج بالمركز الثاني، ودييجو ألباراسين بالمركز الثالث، وفي فئة المتسابقات السيدات فازت هيروت جيانجول بالمركز الأول، وجاءت تشيلسي ميلر في المركز الثاني، وبي سيرسي في المركز الثالث. 

وأقيمت مراسم تتويج الفائزين عند نقطة نهاية الماراثون في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والفرح والنشاط، بحضور الفريق الركن «م» محمد هلال الكعبي، والسفيرة لانا نسيبة وآمنة المهيري، والسيناتور توماس كيفين، وتم التقاط الصور التذكارية، وتوزيع التذاكر المجانية المقدمة من طيران الاتحاد لزيارة الإمارات والإقامة بها لفترة، على الفائزين في السحب الذي أقيم على هامش الحدث

 

وأعرب الفريق الركن «م» محمد هلال الكعبي عن سعادته الكبيرة بالنجاح اللافت الذي حققه اليوم الإماراتي في مدينة نيويورك، والماراثون الخيري الذي أقيم بتلك المناسبة، مشيراً إلى أن الإقبال الكبير بالآلاف على المشاركة هو أكبر دليل على وصول رسالة الإمارات للشعب الأميركي، وأن الحضور المميز من السيناتور توماس كيفين ونائب الحاكم للولاية يعكس مدى الاستجابة الرسمية للمسؤولين في مدينة نيويورك، وتجسد عمق العلاقات مع دولة الإمارات.
وقال: «الماراثون حقق كل أهدافه، وصنع حالة إماراتية في مدينة نيويورك، تفاعل معها المجتمع بشكل كبير، وتجسدت في تواجد شعار عام الخمسين على الحافلات العامة في المدينة، وإعلانات عن عام الخمسين وأبرز المعالم السياحية في دولة الإمارات على الشاشات العملاقة في ميدان تايم سكوير الذي يعد واحداً من أشهر الميادين في العالم، فضلا عن المشاركة الواسعة من مختلف شرائح المجتمع الأميركي بالماراثون الاستثنائي الذي استجاب لفكرة أطلقها السيناتور توماس كيفين واستجابت لها سلطات المدينة بتخصيص يوم للإمارات في المدينة بمناسبة عام الخمسين».
وأضاف: «ننتهز تلك الفرصة ونتوجه بالشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صاحب فكرة ماراثون زايد الخيري، والداعم الأول له منذ انطلاقه في عام 2001، ثم تحوله إلى العالمية في مدينة نيويورك ليقام بشكل سنوي فيها اعتباراً من عام 2005، ونؤكد أن البذرة التي وضعها سموه في مجال العمل الخيري من خلال هذا الماراثون آتت ثمارها، وساهمت في علاج الكثير من الحالات لمرضى الفشل الكلوي، ووفرت الدعم للكثير من الأبحاث التي أجرتها مؤسسة كيدني فاونديشن المتخصصة في علاج وأبحاث مرضى الكلى». 

ووجه الشكر لسفارة الدولة في الولايات المتحدة الأميركية والقنصلية العامة في نيويورك، والطلبة الإماراتيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية وحضروا للمشاركة في الماراثون. 

 

آمنة المهيري: علاقات متميزة

أشادت آمنة المهيري القنصل العام للدولة في نيويورك بالنجاح اللافت لماراثون زايد الخيري وتوجهت بالشكر للجنة المنظمة على تحضيراتها المتميزة والدقيقة، وجهودها الكبيرة لإخراجه في أفضل صورة.
وثمنت الدور الكبير الذي قام به السيناتور توماس كيفين لتتحول الفكرة إلى حقيقة بتخصيص يوم للإمارات في مدينة نيويورك لإتاحة الفرصة أمام سكان ومسؤولي مدينة نيويورك لمشاركة دولة الإمارات في احتفالاتهم باليوبيل الذهبي للتأسيس.
ووجهت الشكر إلى كل المتسابقين في الماراثون لحرصهم على مشاركتهم لشعب الإمارات في الفرحة بهذه المناسبة التاريخية المتميزة.. مؤكدة أن العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية بشكل عام ومدينة نيويورك على وجه التحديد قوية، ومتينة، وتزداد عمقا في كل يوم عن سابقه، متمنية التوفيق للجميع في السباق. 

 

 

أفضل صورة
أكد محمد علي عامر منسق الماراثون أن كل الأمور صارت كما خطط لها، وأن الجوانب التنظيمية خرجت بأفضل صورة، وأن الإقبال الكبير على المشاركة يعكس القوة الناعمة للإمارات خارج حدودها، معبرا عن فخره واعتزازه بترديد السلام الوطني الإماراتي في مدينة نيويورك، وبرفع العلم الإماراتي خفاقا بنيويورك في تلك المناسبة التاريخية التي تعيشها دولة الإمارات، وبالنجاحات المتراكمة التي يحققها الماراثون مناسبة بعد أخرى والإرث الكبير الذي يتركه في نفوس مختلف الشرائح بمدينة نيويورك. وقال عامر: «المتابعة الحثيثة لكافة التفاصيل من الفريق الركن «م» محمد هلال الكعبي رئيس اللجنة المنظمة العليا للماراثون، والتعاون الكبير من قبل سفارة الدولة في الولايات المتحدة الأميركية والقنصلية العامة في نيويورك والرعاة والشركاء، كل ذلك ساهم في الخروج بالحدث في أبهى صورة». 

 

30000

منذ انطلاق الماراثون لأول مرة في أبوظبي عام 2001، وانتقاله إلى العالمية بالتحول إلى مدينة نيويورك في عام 2005، وهو يحظى بالإقبال والمتابعة والاهتمام من مختلف القطاعات، لأن أهدافه تعدت أن تكون مجرد حدث رياضي للجري والتسابق ليصبح حدثا إنسانيا نبيلا، وأصبحت مدينة نيويورك تنتظر الحدث سنويا وما يجمعه ويضمه من مشاركين للمساهمة في فعل الخير وتوجيه رسالة إنسانية لكل من يهمه الأمر. 

واستطاع الماراثون عبر سنوات إقامته أن يثبت وجوده ودوره ومكانته، وأن يحقق أهدافه كاملة من خلال الدور الإنساني الذي يقدمه، وهو ما جعل أكثر من 30 ألف متسابق من كل الأجناس والأديان يشاركون في آخر نسخة له أقيمت في نيويورك. 

 

 

رسالة إنسانية

شهد الماراثون خلال السنوات الماضية عمليات تطوير وتحديث كبيرة كانت بمثابة نقلة نوعية كما وكيفا من جميع الجوانب، فبات أحد ثوابت مدينة نيويورك وحدثا ينتظره الجميع سنويا فضلا عن مؤسسة «كيدني فاونديشن» التي يخصص ريعه وتبرعاته لصالحها، وعبر هذه السنوات قدمت هذه المؤسسة العريقة بإسهام الماراثون الكثير من الخدمات الطبية والإنسانية بالمجان لكثير من المرضى غير القادرين. 

 

أسس متينة
تجمع دولة الإمارات وولاية نيويورك علاقات تجارية قوية إلى جانب عدد من الشراكات في مختلف المجالات منها الفنية والرياضية والتعليمية، تقوم جميعها على أسس متينة وطويلة الأمد.

 

 


السيناتور توماس كيفين من الإمارات وإلى الإمارات

أعرب السيناتور توماس كيفين عن سعادته بالمشاركة في احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، مشيراً إلى أن علاقته الشخصية بدولة الإمارات تنطوي على الكثير من الذكريات الجميلة، التي رسخت في وجدانه قيماً رفيعة حيث إنه ولد بالإمارات، وتلقى تعليمه الأولي فيها، حينما كان والده يعمل في دبي، وأنه تابع عن تجربة شخصية التعايش السلمي وتقبل الآخر واحترام ثقافات الشعوب، بل وانصهارها جميعاً في بوتقة واحدة تعكس قيم التسامح، والسلام، وترفع شعار الأخوة الإنسانية، وأنه على اتصال دائم بدولة الإمارات وزيارات مستمرة للإبقاء على ذكرياته الطيبة فيها، واستلهام أفكاراً ونماذج مضيئة من تجربتها في المساهمة بتنمية وازدهار الحضارة الإنسانية، ولا سيما في ظل تسارع الخطى في التطور بكل المجالات، وقدرة حكومتها على استشراف المستقبل، وترك بصمة قوية واضحة على كل ملف تتولى العمل فيه، سواء كانت منفردة أو بالشراكة مع الآخرين.
وقال كيفين: «تقدمت باقتراحي لاعتماد يوم للإمارات في نيويورك بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها من منطلق قناعتي بالنجاح الكبير والإرث المتميز الذي تركته الإمارات في الخمسين عاما الماضية، والثقة الهائلة في قدرتها على استدامة التميز، ومواصلة الانطلاق في الخمسين عاما المقبلة، وأشكر كل الجهات المختصة في نيويورك لتحويل مقترحي إلى حقيقة، كما أشكر اللجنة المنظمة العليا لماراثون زايد الخيري، وقنصلية دولة الإمارات في نيويورك على الجهد الكبير الذي بذلوه ويبذلونه في رعاية ودعم المشروعات الخيرية التي يخصص ريعها لأغراض إنسانية، كما أشكر المتسابقين على الاستجابة لدعوة المشاركة، والإقبال الكبير لإنجاح الماراثون».