عمرو عبيد (القاهرة)


أفردت أغلب الصحف البريطانية أغلفتها لمتابعة كل ما يتعلق بالمعركة المرتقبة بين مواطنها الأسطوري، لويس هاميلتون، وغريمه الهولندي ماكس فيرستابن، في آخر سباقات الجائزة الكبري لـ «الفورمولا-1» هذا العام في حلبة ياس بأبوظبي.
ووصف صحيفتا الجارديان وتيلجراف السباق الإماراتي بمسرح «صراع الأجيال»، حيث يبحث هاميلتون عن لقبه الثامن التاريخي، بينما يأمل فيرستابن في حفر اسمه للمرة الأولى في تاريخ اللعبة.
ولم تُخطئ الصحيفتان في ذلك الوصف، لأن لويس تجاوز عمره الـ36 عاماً ودخل عالم سباقات «فورمولا- 1» الكبرى قبل 14 عاماً، عندما كان ماكس يبلغ من العمر وقتها 10 سنوات، وها هو الآن يُقارع أحد أساطير اللعبة في عمر الـ24 عاماً، بعدما انطلق للمرة الأولى في حلبات السباق عام 2015!

 


وكتبت صحيفة الجارديان عن سباقات «السرعة والغضب»، على غرار سلسلة أفلام الحركة العالمية الشهيرة، بينما تناولت تيلجراف السباق من زاوية فنية، لتوضيح كيف يمكن لمواطنها هاميلتون الفوز باللقب والتحليق بقمة الأساطير منفرداً للمرة الأولى، بعد معادلة رقم مايكل شوماخر العام الماضي.
أما ميرور وديلي ميل وكذلك ستار سبورت، فقد حذرت لويس من حيل ماكس وطريقة قيادته المتهورة التي حصل معها على «ضوء أخضر» من رئيس فريقه، ليفعل كل ما في استطاعته لإيقاف غريمه البريطاني، وحصد اللقب بأي ثمن، وهو ما حاول مسؤولو مرسيدس إبرازه أمام الاتحاد الدولي للعبة، لكي يخرج السباق نظيفاً، ويفوز من يستحق في النهاية، ليأتي الرد من جانب ريد بول، بأن ما يُقال يأتي ضمن حملة تشويه متعمدة لإجهاض آمال ماكس في حصد لقبه الأول.

 


وفي هولندا، أجرت صحيفة دي تيلجراف الشهيرة حديثاً خاصاً مطولاً مع بطلها المُنتظر، فيرستابن، الذي أطلق تصريحاته النارية على الفور، قائلاً إنه لو امتلك سيارة مثل سيارة منافسه الحالي، لحسم جائزة العام الحالي لمصلحته قبل جولات كثيرة سابقة، مؤكداً أنه لا يشعر بالقلق أو التوتر على الإطلاق قبيل انطلاق السباق الإماراتي الحاسم، لأن ما يحدث داخل الحلبة لا يترك أي تأثير على حالته الذهنية أو النفسية، وأشار إلى أنه قضى عدة أيام رائعة في دبي، واستمتع كثيراً بوقته مع أفراد أسرته.
ورداً على سؤال حول إدراكه اهتمام الكثير من الهولنديين بهذا السباق، واقترابه من الفوز بلقب عالمي، قال إن هذا أمر رائع يحمل الكثير من الحماس، ويدفعه لبذل قصارى جهده من أجل تحقيقه، لكنه لا يقرأ أو يتابع تلك التعليقات كثيراً حيث يُركّز فقط على أدائه.
وقال ماكس إنه بالفعل بدأ يتجاهل ذكر اسم منافسه وفريقه بعد الحملة القوية الموجهة ضده من قبلهم، حيث يرى أن كثيراً من الوجوه قد كّشفت خلال هذا الموسم على حد تعبيره، وأكد أنه لا يخاف من هاميلتون مثلما لن يعترف الأخير أبداً بهذا، ورداً على اتهامات له بالعدوانية والتهور في القيادة، قال إن البعض يراه كذلك وآخرون لا يعتقدون هذا الأمر، وأشار إلى أن سيارته أبطأ من سيارة منافسه، ولهذا يلجأ لاستخدام تكتيك مختلف للتفوق عليه، وإلا لم يكن ليدخل سباق حلبة ياس متساوياً معه في النقاط، وأخيراً كان ماكس جريئاً عندما قال إن بعض القرارات التحكيمية أتت في مصلحة هاميلتون خلال الموسم بصورة يرفضها ولا يفهمها، لكنه لم يتجاوب مع السؤال المباشر من الصحيفة حول ما إذا كان اتحاد سباق السيارات يفضل فوز البريطاني بلقبه الثامن!