الدوحة (أ ف ب)
بقذيفة يسارية عانقت شباك السودان ولدغة ماكرة سكنت المرمى الأردني، حصد المصري أحمد رفعت إعجاب جماهير منتخب بلاده، المدجّج بنجوم الأهلي والزمالك، خلال كأس العرب لكرة القدم التي يشارك بها «الفراعنة» بغياب محترفيه في أوروبا وبلغ فيها نصف النهائي، حيث يلاقي تونس الأربعاء في الدوحة.
بالأساس، لا يُعدّ الجناح رفعت، البالغ 28 عاماً، غريباً عن قطبي الكرة المصرية، إذ بدأ رحلته بعمر التسع سنوات مع الأهلي. لجأ إليه بعدما أخفق في اختبارات الزمالك! لكن مع الأهلي «تعلّمت أساسيات الكرة في الملعب والانضباط خارجه».
وبحكم انتماء عائلته بالكامل إلى نادي الزمالك، بكى أحمد، حين رُفِضَ في ميت عقبة، فحوّل وجهته مباشرة إلى الغريم التقليدي.
تدرّج في صفوفه قبل أن يذهب إلى تجربة طويلة وغنية مع نادي إنبي. خاض رفعت أولى مبارياته الرسمية مع الفريق الأول بعمر 16 سنة ونصف السنة، كما ارتدى قميص المنتخب لأوّل مرة في لقاء ودي أمام أوغندا عام 2013. بقي هاجس العودة إلى الزمالك يطارده حتى وجد ضالته عام 2016، لكن مسيرته لم تكن مستقرّة فنياً، فأعير محبطاً إلى الاتحاد السكندري قبل أن ينتقل إلى المصري البورسعيدي، حيث أعاد اكتشاف نفسه من جديد ومنه إلى فيوتشر مطلع الموسم الحالي.
شأنه شأن الكثير من اللاعبين العرب، قد تفتح البطولة المقامة في الدوحة، نافذة لترجمة حلم رفعت بالاحتراف في أوروبا، بعدما لمع نجمه خاطفاً أنظار النقاد والمتابعين. وطالب حازم إمام نجم الكرة المصرية سابقاً والمحلل الحالي، البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري بمنح الفرصة لرفعت لخوض المباريات كأساسي، بعدما أثبت جدارته في البطولة.
يبدو أحمد منفتحاً أمام عروض قد تشرّع له أبواب الاحتراف: «من الطبيعي إذا حصلت على عروض. كل لاعب يتمنى أن ينتقل إلى مستوى أفضل، عندها يمكن أن يدرسها النادي، فالقرار ليس بيدي، بل بيد النادي». يبدو رفعت الذي تألق شاباً مع المنتخب المتوج بلقب كأس أفريقيا 2013 على حساب غانا، مقتنعاً بموهبة أبناء وطنه، «المواهب عندنا أقوى بكثير من أي مكان آخر».
انطباعه هذا لم يأت من فراغ، بل كوّنه من خلال تجربة معايشته مع نادي بازل السويسري خلال الفترة التي سبقت مشاركة منتخب مصر في كأس العالم للشباب في تركيا صيف 2013. يقول عن تلك المرحلة: «خضت فترة معايشة مع ناديي بازل السويسري وإشبيلية الإسباني.. رأيت وقتذاك أن المواهب عادية جداً في بازل، لكن الفارق كان يكمن في التنظيم».
وعن عدم احترافه في حينها، يقول: قُدِّم لي عرضان من بازل وإشبيلية لكن إنبي رفض، وقالوا لي حينها إن عروضاً أفضل ستأتي بعد كأس العالم. ويضيف اللاعب الذي أثرّ المدرب بدر رجب على مسيرته خلال بدايتها في الأهلي: لم أكن أعلم أن باب الانتقالات يغلق خلال شهر أغسطس، أي بعد نهاية كأس العالم مباشرة. لكن أحمد يبدو مُعتزاً بتجربته الحالية مع فيوتشر الذي لا يملك باعاً طويلاً في الكرة المصرية. يقول: ألعب مع ناد كبير على فكرة، واللاعبون الذين تم اختيارهم للفريق على أعلى مستوى ونريد تقديم موسم جيّد، وهذا ما حصل بالفعل حتى الآن.
يحتل فريقه راهناً المركز العاشر من أصل 18 بعد ست مباريات على انطلاق الدوري المصري. يُقدر أحمد عالياً دور الجماهير المصرية في الدوحة:«هي التي تمنحنا الدافع»، ويأمل بأن يُسعد المنتخب الجماهير، مؤكداً أن فريق المدرب كيروش يفكّر في كل مباراة على حدة. وعن مواجهة النشامى الأخيرة التي انتهت بعد التمديد 3-1 والتي دخلها بديلاً في الشوط الإضافي الأول، يؤكد رفعت أن الشكّ لم يساوره للحظة بأن منتخبه سيفوز:«بالنسبة لي، لم أخض في حياتي أية مباراة، معتبراً أن الخصم سيفوز. أبقى مركزاً حتى النهاية».