مصطفى الديب (أبوظبي)
لم يتخيل أي من عشاق سباقات الفورمولا-1 سيناريو سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى الذي استضافته أبوظبي على حلبة ياس، وحسم الهولندي فيرستابن سائق ريد بول اللقب في اللفة الأخيرة من السباق، بعد تصدر هاميلتون سائق مرسيدس للسباق من اللفة الأولى وحتى الرابعة والخمسين.
عند اللفة 54 كان هاميلتون على الصدارة بفارق 11.5 ثانية، أي أنه على وشك التتويج باللقب التاريخي الثامن لبطولة العالم، لكن نيكولاس لطيفي سائق ويليامز قلب الأمور رأساً على عقب، بحادث لم يكن في الحسبان ليتوقف السباق وتدخل سيارة الأمان.
هنا تبدلت الأمور وأصبح لقب هاميلتون في خطر وبين شد وجذب، وبقرار من مايكل ماسي مدير السباقات في الفورمولا-1، تدخل سيارة الأمان، ليحدث سيناريو أكثر من خيالي وتستمر السيارات خلفها حتى اللفة الأخيرة، وسمح لماسي بالتسابق ليخطف فيرستابن الصدارة من لويس في نصف اللفة الأخيرة، وتحديداً عند المنعطف الغربي، بين حسرة تاريخية لمرسيدس وهاميلتون وبين فرحة هيستيرية ونصر لا يصدق لريد بول وفيرستابن، كان المشهد الختامي الذي لن يمحى من ذاكرة البطولة بشكل عام، حيث إنه الأكثر إثارة من بين 71 بطولة للعالم للفورمولا-1.
ورغم أنها إثارة عجيبة لم تحدث من قبل، إلا أن الإثارة الأكثر كانت بعد نهاية السباق وتحديداً عندما تقدم مرسيدس باحتجاجين على النتيجة، الأول بسبب ما حدث في الترتيب العام وعدم السماح للمتأخرين بتجاوز سيارة الأمان، الأمر الذي أضر بالترتيب العام ومنع مبدأ تكافؤ الفرص، والثاني يعترض فيه على إعطاء الأفضلية لـ فيرستابن، رغم دخوله مرأب الصيانة وعودته للمركز الثاني.
هنا بدأت الحكاية المثيرة لحوالي 4 ساعات هزت العالم مسرح الأحداث فيها منطقة البادوك وأمام مبنى إدارة السباق «الريس كونترول» بحلبة مرسى ياس، حيث يتواجد مايكل ماسي وفريقه الذين قبلوا مناقشة احتجاجي مرسيدس واحداً تلو الآخر.
وسائل الإعلام لم ترحل وظلت مستمرة في عملها بالاستوديوهات التحليلية على القنوات العالمية، ولم تنته وظل الجدل مستمراً وبين شد وجذب وتوقعات بقبول أحد الطعنين، ظل الجميع واقفاً على أطراف أصابعه، عندما توجه البريطاني كريستيان هورنر مدير فريق ريد بول لجلسة الاستماع في مبنى التحكم، تحركت خلفه كافة وسائل الإعلام، ورغم ملامحه الغاضبة الواضحة بسبب الاحتجاجات، إلا أنه لم يصرح مطلقاً لتبقى التكهنات هي بطل الرواية.
أمام مبنى فريق مرسيدس يقف مجموعة من الإعلاميين، لكن الفريق لم يخرج ولم يتحرك أي مسؤول إلا عندما ذهب توتو وولف مدير الفريق لتقديم الاحتجاج لأسترالي ماسي مدير السباق.
أخيراً وبعد 4 ساعات، خرجت تغريدة على حساب الاتحاد الدولي للسيارات، تؤكد فوز فيرستابن باللقب، لكن سرعان ما تم حذفها لتزداد الأمور تعقيداً، لكن بعدها بدقائق يعلن حساب الفورمولا-1 الرسمي عدم قبول طعني مرسيدس، وتأكيد فوز ماكس فيرستابن باللقب، ليسدل الستار على أكثر السباقات إثارة وأهمها في تاريخ البطولة.