أنور إبراهيم (القاهرة)

منذ أن وطأت قدماه الأراضي الفرنسية في أغسطس الماضي، ليستقر في باريس سان جيرمان ناديه الجديد، لم يخف الأرجنتيني ليونيل ميسي طموحاته، إذ أعلن في أكثر من مناسبة أنه جاء أساساً، من أجل الفوز بدوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، البطولة التي لم يفز بها منذ 6 سنوات، وتحديداً عام 2015، عندما كان نجماً متألقاً في برشلونة الإسباني.
سجل ميسي 6 أهداف وصنع 4 أهداف، في 14 مباراة لعبها مع فريقه الجديد حتى الآن، وهى بداية يراها الكثيرون من خبراء الكرة الأوروبية باهتة، ولا تليق بنجم كبير لمع اسمه في سماء الكرة العالمية، على امتداد أكثر من 15 عاماً، وجعلته محل جدل ونقاش شديدين في أوساط الكرة الدولية، بل وشككت في أحقيته في الفوز بالكرة الذهبية السابعة التي حصل عليها هذا العام .
وعندما نجح سان جيرمان في الفوز بصفقة ميسي، وانتزاعه من «منطقة نفوذه» و«واحة راحته» بـ «الكامب نو» معقل «البارسا»، كان يدرك تماما ً أنه حقق صفقة كبيرة، ولكنه كان يعرف أيضاً أن عليه الانتظار حتى يتأقلم «البرغوث» على الأجواء الباريسية، وأسلوب اللعب في الدوري الفرنسي «ليج آن»، حيث وجد ميسي نفسه خلال الأشهر الأولى تحت «ميكروسكوب» النقد والهجوم أحياناً، وتواتر الحديث عن كونه صفقة فاشلة، وإنه أبداً لن يستعيد المستوى الذي كان عليه في برشلونة. 

واعترف ميسي بأن حياته كلها وحياة أسرته انقلبت رأساً على عقب، وطرأ عليها تغيير شامل، لأنهم كانوا يعيشون لفترة طويلة في مكان واحد، هو مدينة برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا الإسباني، وفجأة ومن دون حسابات مسبقة، وجدوا أنفسهم في مكان آخر مختلف تماماً، الأمر الذي احتاج إلى كل هذه الأشهر، للتأقلم والانسجام على الحياة في الأجواء الفرنسية بوجه عام، والإندماج مع زملائه في سان جيرمان، والتعود على اللعب معهم بصفة خاصة.
واعترف بأنه حظي بمساندة كبيرة من جانب مواطنيه زملائه في منتخب الأرجنتين، أنخيل دي ماريا وباراديس، وأيضاً استفاد بصداقته للبرازيلي نيمار دا سيلفا زميله السابق في برشلونة، والفرنسي الرائع كليان مبابي الذي نجح، مباراة تلو الأخرى، في أن يصنع معه ثنائياً متفاهماً، في معظم المباريات التي لعبها ميسي، سواء في الدوري الفرنسي أو دوري الأبطال.
وبمرور الأيام، شعر ميسي بالارتياح، وتأقلمت أسرته الصغيرة بدرجة أسرع منه على الحياة في باريس، وبدأ ذهن ميسي يصفو للتفرغ للمهمة الحقيقية التي جاء من أجلها، وهي السعي للفوز بدوري الأبطال، وكان له دور مؤثر في أغلب مباريات مرحلة المجموعات لهذه البطولة، وأسهم بشكل إيجابي في تأهل الفريق إلى دور الـ 16، ليفاجأ بأن القرعة أوقعته مرة أولى في مواجهة العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد، ثم أعيدت بسبب خطأ إداري، ليقع في المرة الثانية في مواجهة منافسه القديم وعدوه اللدود ريال مدريد الإسباني، الذي لطالما تلاعب بدفاعاته، وسجل العديد من الأهداف في مرماه، ولكنه يعرف جيداً أيضاً أن الريال هذا الموسم أصبح أكثر قوة وتماسكاً واعتاد على الفوز بالبطولة «13 مرة»، ويتعين عليه أن يتخطى هذه العقبة الكبيرة في مباراتي الذهاب والعودة خلال فبراير ومارس القادمين، الأولى في ملعب «حديقة الأمراء» بالعاصمة الفرنسية باريس، والثانية في «سانتياجو برنابيو» بالعاصمة الإسبانية مدريد، فهذا هو «الاختبار الحقيقي» الذي ينتظره ناديه الفرنسي، لمعرفة مدى جدوى الصفقة التي فاجأت عالم الكرة في الصيف الماضي.