منير رحومة، مصطفى الديب (أبوظبي)

عندما تشير الساعة إلى الثامنة إلا ربعاً مساء اليوم، فإن جماهير كرة الإمارات على موعد مع مواجهة كبيرة بين الجزيرة وشباب الأهلي، على لقب كأس السوبر.
ويدخل «فخر أبوظبي» اللقاء بصفته حامل لقب الدوري، في حين يشارك «الفرسان» بصفته حامل لقب الكأس، وتعد المواجهة من اللقاءات القليلة التي تسجل رقماً جديداً، أياً كانت النتيجة، سواء فاز الجزيرة أو شباب الأهلي.
فوز الجزيرة يعني حصده للقب الأول من البطولة الوحيدة الغائبة عن خزائنه، حيث يملك ثلاث بطولات للدوري، ومثلها لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وواحدة لكأس الرابطة،
أما فوز شباب الأهلي يعني «فك الشراكة» مع العين، والانفراد بالرقم القياسي للفوز بـ «السوبر» بحصده اللقب السادس، حيث سبق أن فاز بالبطولة 5 مرات، وهو أكثر من فاز بها في عصر الاحتراف بأربعة ألقاب.
حاول الجزيرة في أربع مرات ماضية، حصد «السوبر»، وسبق وأن لعب أعوام 2011، 2012، 2016، 2017، إلا أن الفريق لم يحالفه التوفيق، وخسر البطولة في جميعها، لتكون الخامسة ثابتة في حال حقق الفوز هذا المساء.
أما شباب الأهلي سبق له أن حقق اللقب في «الاحتراف» أعوام 2008، و2013، و2014، 2015، ويسعى لحصد البطولة الخامسة له منذ تطبيق الاحتراف.
قمة اليوم ذات خصوصية شديدة أيضاً، خاصة أن وضع الفريقين في الدوري يعني أنهما بحاجة إلى حصد اللقب، ليكون الهدية الأولى للجماهير في العام الجديد، وبمثابة قوة الدفع لموسم طويل.
وينافس الجزيرة على 5 جبهات، حيث يشارك في دوري أبطال آسيا، وكذلك ينافس في «دوري أدنوك للمحترفين»، ولا تزال حظوظه قائمة في المنافسة على كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس رابطة المحترفين، بالإضافة إلى المشاركة في مونديال الأندية الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي الشهر المقبل.

الفوز بكأس السوبر يعني أن الفريق سيحصل على قوة دفع لمواصلة المشوار الطويل، وقبل الدخول في أجواء بطولة العالم للأندية التي يشارك فيها ممثلاً للإمارات بصفته حامل لقب الدوري.
على الطرف الآخر، يدافع شباب الأهلي عن حظوظه في مختلف البطولات، سواء الدوري أو الكأسين، وكذلك دوري أبطال آسيا، والفوز بكأس السوبر، يعني الابتعاد عن سهام النقد التي يتم توجيهها للفرق حالياً، بسبب تراجع المستوى، وفقدان النقاط، خصوصاً في «دوري أدنوك للمحترفين».
ويفتقد الجزيرة لمجهود نجمه وهدافه التاريخي علي مبخوت الذي يواصل الغياب للمباراة الخامسة على التوالي، وكذلك لم يتحدد موقف مشاركة المدافع خليفة الحمادي، في حين يشارك صانع الألعاب خلفان مبارك الذي عاد من الإصابة الأيام الماضية.
على الطرف الآخر، سيدعم الوافد الجديد ويلسون صفوف شباب الأهلي، بعد أن تم قيده، وربما تشهد المواجهة الدفع به، أو جلوسه على «الدكة»، ليكون ورقة رابحة يستخدمها المدرب مهدي علي في الوقت المناسب.

كايزر: حضرنا للفوز
أعرب الهولندي مارسيل كايزر مدرب الجزيرة عن سعادته البالغة، بوجود فريقه طرفاً في كأس السوبر، وقال: نحن هنا أبطالاً للدوري، وحضرنا للفوز، وثقتنا بلا حدود في لاعبينا، وفي قدرتنا على تحقيقه. وأضاف: الاستعدادات جيدة رغم الصعوبات على اللاعبين، بسبب ضيق «الفاصل الزمني» بين المباريات، إلا أننا لا نعاني من المشاكل البدنية.
وكشف كايزر عن استمرار غياب علي مبخوت نجم الفريق، مشيراً إلى وجود غيابات أخرى لكنه لا يفضل ذكرها حفاظاً على السرية. وأشار إلى أن خسارة الفريق لأربع نهائيات ماضية، ليس له أي حسابات ولا تأثير، وقال: بالنسبة لي هذه المرة الأولى، ونقاتل جميعاً من أجل العودة بالكأس.

مهدي علي: الأوراق مكشوفة
كشف مهدي علي مدرب شباب الأهلي أن عمر عبدالرحمن انضم مساء أمس إلى التدريبات، إلا أن قرار مشاركته في كأس السوبر لم تتحدد إلى الآن، كما إن الدفع بالجدد، سواء النرويجي أولسن، أو الأرجنتيني العائد كارتابيا تبقى بيد إدارة النادي، وذلك بعد فتح باب الانتقالات الشتوية.

وأوضح أن كأس السوبر بطولة مهمة، لأنها أول ألقاب الموسم، و«الفرسان» إلى الاحتفاظ بلقبه، مؤكداً أن الأوراق مكشوفة بين الفريقين ولا توجد أسرار في المباراة.

أوبريت حفل الافتتاح 
أعلنت رابطة المحترفين عن اكتمال التحضيرات لتنظيم حفل افتتاح كأس السوبر، الذي يتصدره أوبريت، قامت الرابطة بإنتاجه، ويحمل نفس شعار الحدث «الإمارات ملتقى العالم»، من أشعار شاعر الوطن علي الخوار، وأداء النجمين أسماء لمنور وفيصل الجاسم .
ويشهد الحفل الافتتاحي، عدداً من العروض الخاصة، في ستاد هزاع بن زايد، والفقرات التي تواكب قيمة الحدث، الذي سيتم خلاله تتويج أول ألقاب الموسم.
وسيكون الأوبريت محور حفل الافتتاح، والذي يحمل كلمات معبرة عن الإمارات، التي تُعد أرض التسامح، ووطن جميع الجنسيات الذين يعيشون فيها بكل أمن وسلام ومحبة، وملتقى لشعوب العالم أجمعها، وستؤدى كلمات الأوبريت باللغتين العربية والإنجليزية .

«الترجيحية» عند التعادل في الوقت الأصلي  
عقدت رابطة المحترفين الاجتماع التنسيقي الفني لمباراة كأس السوبر برئاسة وليد الحوسني المدير التنفيذي للرابطة، وحضره ممثلو الجزيرة وشباب الأهلي، وإدارة الحكام، وشركة الأمن الخاصة، وفريق العمل من مختلف الإدارات المعنية بالرابطة واستاد هزاع بن زايد.
تم خلال الاجتماع استعراض الترتيبات اللوجستية للفريقين، والأمور الفنية، التنظيمية، والإعلامية، حيث سيكون الجزيرة على يسار المنصة، وشباب الأهلي على يمينها.

واستعرض ممثلو الفريقين أطقم المباراة، حيث يرتدي الجزيرة الأبيض كاملاً، بينما سيلعب شباب الأهلي بالطقم الأحمر كاملاً، وحسب المادة 15 من لائحة المسابقة، في حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، سيتم الاحتكام إلى ركلات الجزاء الترجيحية.
الجدير ذكره أن البوابات ستفتح للجماهير في 5:45 مساءً، وستكون الجماهير على موعد مع احتفاليات وعروض خارجية في محيط استاد هزاع بن زايد تنطلق من الرابعة عصراً، بالإضافة إلى سحوبات على جوائز عينية بين شوطي المباراة، وسحوبات على الجوائز المالية بقيمة 100 ألف درهم «50 ألف درهم لكل فائز»، سيتم تتويجهم قبل تتويج الفريق البطل.

«حوار استثنائي» في «القمة الكبيرة»!
سلطان آل علي (دبي)

تعد مباراة كأس السوبر بين الجزيرة وشباب الأهلي من المواجهات الاستثنائية بين فريقين أثبتا قيمتهما «السوبر»، خصوصاً في «عصر الاحتراف» الذي شهد تألقاً لافتاً وأرقاماً غير مسبوقة لكل منهما.
المواجهة تجمع بين ناديين كان أحدهما أو كلاهما طرفاً في 11 نهائي سوبر من أصل 14 في «عصر الاحتراف»، منها نهائي سوبر بينهما في موسم 2016-2017.
 ويعد كأس السوبر في ذلك الموسم أول بطولة سوبر محلية تُقام خارج الدولة، وذلك في مصر بالقاهرة، وفاز شباب الأهلي 2-1، ويشارك «الفرسان» في «السوبر» للمرة الثامنة في تاريخه، كأكثر الأندية حضوراً في «الاحتراف»، ويليه العين بـ6 مرات، والجزيرة بمشاركته الخامسة. 
ولم يحقق أي نادٍ البطولة أكثر من شباب الأهلي بـ5 مرات، وفي الجانب المقابل لم يخسر أي فريق البطولة أكثر من الجزيرة الذي لم يحققها إطلاقاً في 4 مشاركات سابقة.
وتحتوي المباراة على مجموع 24 بطولة محلية «17 لشباب الأهلي و7 الجزيرة»، من مجمل 50 بطولة في «عصر الاحتراف»، وهو ما يشكل 48% من البطولات!، وينعكس ذلك على الألقاب الكبرى، فقد حقق الفريقان معاً 6 من 12 لقب دوري بـ «المناصفة»، والرقم ذاته في كأس رئيس الدولة.

ومن المفارقات التاريخية أن الناديين تواجها في نهائيات كل المنافسات المحلية الممكنة، بدءاً من نهائي كأس رئيس الدولة 2001-2002 وفاز شباب الأهلي 3-1، ثم نهائي كأس الاتحاد في 2006-2007 وفاز الجزيرة 4-1، ونهائي كأس الخليج العربي في 2013-2014 وفاز شباب الأهلي 2-1، وفي نهائي السوبر 2016-2017 وفاز شباب الأهلي 2-1، ولا يمكن نسيان موسم 2008-2009 والمنافسة بينهما، حيث لم يتوّج شباب الأهلي بلقب الدوري إلا في الجولة الأخيرة وبفارق نقطة واحدة عن الجزيرة فقط.
ويضم الفريقان كوكبة من ألمع النجوم المواطنين والأجانب، وبالنظر إلى قائمة كل فريق، نجد أن هناك 37 لاعباً دولياً من 46 لاعباً منهم 4 أجانب، وهذا يشكل ما تتجاوز نسبته 80% من القائمتين، وجود العدد الكبير من الدوليين يعكس قيمة شباب الأهلي بالحرس القديم ذي الخبرة والجزيرة بالجيل القادم ذي الحماسة.
ولا يمكن الحديث عن الأسماء الدولية، من دون ذكر حضور أكبر 3 أسماء إعلامياً في العقد الأخير، والمصادفة أن جميعهم لعبوا للجزيرة، وهناك علي مبخوت، هداف المنتخب وكل المنتخبات العربية التاريخي وخامس هدافي العالم بـ80 هدفاً، وهناك عمر عبدالرحمن أفضل لاعب في آسيا لعام 2016، وأحمد خليل أفضل لاعب شاب في آسيا 2008 وأفضل لاعب في آسيا 2015، غير أنّ الإصابات قد تغيّبهم جميعاً عن النهائي الكبير.
وإذا ما تحدثنا عن حراس العرين، فقد لا يعرف الكثيرون أنّ علي خصيف وماجد ناصر وصلا إلى 500 مباراة بدوري المحترفين منذ انطلاقه، حيث شارك خصيف في 276 مباراة وماجد في 224 مباراة، وفي الوقت ذاته لا يوجد لاعبان أكبر سناً من خصيف «35 عاماً» في الجزيرة وماجد «38 عاماً» في شباب الأهلي.

فييرا: الغيابات تفتح باب الاحتمالات
مراد المصري (دبي)

أكد المدرب البرازيلي جورفان فييرا، أن الغيابات التي يعاني منها الجزيرة وشباب الأهلي، تجعل المواجهة بينهما في «كأس السوبر»، مفتوحة على جميع الاحتمالات، مع وجود تكافئ كبير بينهما ورغبة لحصد أول ألقاب الموسم.
ويرى فييرا أن هناك غيابات مؤثرة وواضحة للعيان في الفريقين، لكن ربما خوض المباريات خلال الأسبوع الماضي، جعل كل مدرب يسعى لتجربة الأوراق المتاحة، ودراسة الخيارات التي يمكن الاعتماد عليها قبل اللقاء الذي سيكون قوياً للغاية، وهو ما شاهدناه في المباراة الأخيرة بينهما في «دوري أدنوك للمحترفين»، حيث كانت الكفة تميل في كل وقت لأحدهما بغض النظر عن النتيجة النهائية.

وأشار فييرا إلى أن شباب الأهلي يملك أفضلية نسبية بحكم خبرة عدد كبير من لاعبيه الحاليين، في خوض المباريات النهائية، وبطولات الكؤوس التي لم يعرف الخسارة فيها إلى الآن تحت قيادة مهدي علي، وعلى الجانب الآخر فإن حيوية شباب الجزيرة ورغبتهم بإثبات أنفسهم تجعلهم قادرين على الخروج بالانتصار أيضاً، ما يجعل من اللقاء متكافئاً إلى درجة كبيرة للغاية.
وتوقع فييرا أن كل مدرب أصبح يعرف نقاط ضعف وقوة الآخر، وبالتالي لا يمكن منهما إلا التحضير الجيد للقاء، والدفع بأفضل تشكيلة مناسبة بحسب الظروف داخل الفريق وجاهزية اللاعبين وقدرتهم على تنفيذ الخطط الفنية.

«فخر أبوظبي» أقوى هجومياً و«الفرسان» أفضل دفاعياً
عمرو عبيد (القاهرة)

خاض الجزيرة وشباب الأهلي 15 مباراة، في مختلف البطولات المحلية هذا الموسم، وحقق كلاهما الفوز 8 مرات، بنسبة نجاح متساوية بلغت 53.3%، ويتفوق «الفرسان» في عدم التعرض للخسارة إلا مرتين بنسبة 13.3%، محافظاً على نظافة الشباك في 46.6% من المواجهات، مقابل 4 خسائر لـ «فخر أبوظبي» بنسبة 26.6%، وخرج بشباك نظيفة بنسبة 40%، إلا أن الجزيرة يملك قوة هجومية أفضل نسبياً من غريمه في تلك المواجهة «السوبر»، حيث سجل بمعدل 1.66 هدف في كل مباراة، ولم يعجز عن التسجيل إلا بنسبة 6.6% فقط، في حين أن شباب الأهلي هز الشباك بمعدل 1.13 هدف في المباراة، ولم ينجح في بلوغ مرمى المنافسين في 20% من المباريات.
وعلى المستوى التكتيكي، يرغب العملاقان دائماً في امتلاك الكرة بمتوسط نسب كبيرة يبلغ 62% لـ «فخر أبو ظبي»، مقابل 57% لـ «الفرسان»، مع وضوح سرعة نقل الكرة بهجمات عالية الإيقاع، من جانب الجزيرة الذي سجل 73% من أهدافه عبر هذا الأسلوب، بجانب هز الشباك عبر المرتدات الخاطفة بنسبة 21%، في حين يميل شباب الأهلي للعب الهجمات المنظمة التي منحته 84% من إجمالي أهدافه، وبينها 61% بنقلات سريعة للكرة، و39% بإيقاع هادئ وتمرير غزير.

سجل الجزيرة 79% من أهدافه عبر اللعب المتحرك، مقابل 21% لأهداف الركلات الثابتة، وهو ما لا يبعد كثيراً عن معدلات شباب الأهلي الذي هز الشباك بنسبة 69% من الحركة و31% بركلات ثابتة، إلا أن الجزيرة كشف عن خيارات تكتيكية متنوعة، بعدما هز الشباك بنسبة 26% بواسطة الكرات العرضية، و15.8% من التمريرات الطولية خلف دفاعات المنافسين، و21% عبر التمريرات البينية والثنائيات، وفي المقابل اعتمد شباب الأهلي على المهارات الفردية بصورة أكبر إذ سجّل 7.7% من الأهداف من العرضيات.
ويملك الفريقان جبهة يسرى قوية متساوية في حصادها الهجومي إلا أن عمق «فخر أبوظبي» كشّر عن أنيابه التهديفية بصورة أكبر من مثيله لدى «الفرسان»، حيث سجّل الأول 47.4% من إجمالي أهداف الجزيرة، مقابل 30.7% لنظيره مع شباب الأهلي، كما لم يعتمد الفريقان كثيراً على أهداف الألعاب الهوائية، وظهرا بنسب متقاربة جداً على مستوى تسجيل الأهداف من تسديدات بعيدة خارج منطقة الجزاء.
وعلى الصعيد الدفاعي، ظهرت الجبهة اليمنى لدى «فخر أبوظبي» بأداء فني أقل من المتوقع إذ جاء 53.3% من الأهداف في مرماه عبرها، في حين لم يكن الطرف الأيسر هو الأفضل لدى «الفرسان» بعدما تسبب في استقباله 41.4% من الأهداف، وتميّز دفاع الفريقين بصعوبة تجاوزه بواسطة التسديدات بعيدة المدى، في حين تأثر بأخطاء تكتيكية تكاد تكون متقاربة خلال الركلات الركنية للمنافسين، ووقع الدفاع «الأحمر» ضحية الكرات العرضية، بنسبة 41.6% مقابل 25% لألعاب الهواء والتسديدات الرأسية، بينما كانت التمريرات البينية السبب الأكبر في اهتزاز «الشباك البيضاء»، بنسبة 40% مقابل 13% من تمريرات طولية.