معتز الشامي (دبي)


حذر خبير تسويق في الكرة الأوروبية، من أزمة كروية عاصفة، تقترب من عدد ليس بالقليل من أندية «القارة العجوز»، مشيراً إلى أن آثار «جائحة كورونا» لا تزال حاضرة بقوة، وتوقع أن تؤدي إلى إفلاس أغلب أندية العديد من الدوريات، خاصة الدوري الألماني والهولندي والبلجيكي خلال عام على الأكثر، بحسب وجهة نظره.
وأدلى محمد حمدي الهولندي من أصل مغربي، والرئيس التنفيذي لنادي أود دين هاج المنافس في دوري الدرجة الأولى الهولندي، بتصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، عن مستجدات الوضع في الكرة الأوروبية، وتعليقه على تطور الكرة الإماراتية عموماً، والجزيرة على وجه التحديد، عندما عمل به في منصب مدير التسويق، قبل أكثر من 4 سنوات.
وقال حمدي الذي يعمل مستشار الاستثمار والتسويق في أندية عدة لكرة القدم، وعضو لجنة الكرة بوزارة الرياضة الهولندية: هناك تأثيرات ضخمة للغاية ضربت الكرة الأوروبية والعالمية، بسبب «كوفيد-19»، خاصة بسبب غياب الجماهير عن المدرجات لفترة، الأمر الذي يمثل مصدر دخل كبير للعديد من الأندية، وحالياً هناك دوريات في أوروبا لا تمسح بالحضور الجماهيري إلى المدرجات مثل هولندا وبلجيكا وألمانيا، بينما باقي الدول تسمح بالجماهير، ولكن ليس أيضاً بالسعة الكاملة للملاعب، وبالتالي تتأثر تلك الدوريات بسبب قرارات منع الحضور وتعاني أنديتها بصورة كبيرة للغاية حالياً.
وأضاف: بعض الدوريات في أوروبا لديها دخل كبير للغاية من حقوق البث، يعوض غياب الجمهور مثل الدوري الإنجليزي، والأمر يختلف في هولندا وبلجيكا مثلاً، وأيضاً في ألمانيا، لذلك يمكن لأندية إنجلترا أن تبقى في الحدود الأمنة بسبب ذلك، والموقف صعب للغاية الآن في هولندا وبلجيكا وألمانيا.
وقال: عدم السماح بحضور الجماهير يحرم الأندية من مصدر دخل مهم، ربما يصل في المتوسط إلى 150 مليون يورو خسائر في الموسم، وإذا استمر ذلك خلال العام المقبل، فأنا متأكد من إفلاس عدد كبير من أندية أوروبا، خصوصاً أندية هولندا تحديداً بالإضافة إلى بلجيكا وألمانيا، وهناك حديث مستمر الآن في تلك الدول الثلاث للبحث عن حلول لفتح الملاعب لإعادة تدفقات الأموال، وإلا ستكون هناك أزمة تتسبب في تدمير أندية كبيرة هناك.
وفيما يتعلق بتجربته في الكرة الإماراتية قبل سنوات عدة، أشاد حمدي بالمستوى المتميز الذي وصل له الاحتراف في الكرة الإماراتية، ورغبة الأندية في مزيد من التطور، وقال: عملت في الجزيرة على رؤية شاملة محترفة، استفادة من خبرات مجموعة السيتي، التي وضعت لمسات ناجحة على مسيرة الجزيرة الذي يحصد وينافس بقوة على الألقاب، وأرى عملاً احترافياً كبيراً في الدوري الإماراتي منذ الفترة التي قضيتها هناك، وتابعت بعض التفاصيل مع إدارة الرابطة والمدير التنفيذي وليد الحوسني، الذي يقوم بجهد كبير، وهناك مشاريع تطوير فني وإداري مهمة للغاية، يتم تطبيقها في الكرة الإماراتية بالفعل.
وعن أهم التحديات التي توجه الكرة الإماراتية، قال: كرة القدم في أوروبا تحتاج إلى المزيد من الفاعليات الاجتماعية لجذب الجماهير، وهو التحدي الكبير الذي يواجه الأندية الإماراتية، إذا ما أرادت المساهمة بالفعل في تطوير اللعبة، لأنك لو لم تملك الدعم القوي من الجماهير مرتبطين بالنادي، ولم يكن لدى الأندية قائمة بيانات للجماهير وعلاقتها مع النادي، فإن هذا لن يفيد، لأن «قائمة بيانات» الأندية وجماهيرها، تعتبر سبباً في زيادة الدخل وجذب الرعاة، لأنها تكشف أيضاً قيمة القاعدة الجماهيرية للأندية.
وأضاف: أرى أنه على الأندية الإماراتية أن تعزز قائمة البيانات الخاصة بجماهيرها، وتبني علاقات متينة وقوية مع الجماهير، وتعيد رسم تلك العلاقة لجذب المشجعين والعائلات المقيمة أيضاً، لأنه عندما تمتلئ الملاعب، فهذا يعني أن حقوق البث والرعاية تتغير أيضاً، ما يجذب الرعاة للاستثمار في حقوق الدوري، وبالتالي ترتفع قيمته السوقية، ما يعني أن الأندية شريكة في ذلك، وعليها دور كبير، كما يحدث في أوروبا، لأنني لا زلت أرى فجوة في هذا الجانب بالدوري الإماراتي، رغم جهود رابطة المحترفين.