أنور إبراهيم (القاهرة)


كتب منتخب السنغال أجمل صفحة في تاريخه الكروي، بإحراز كأس بطولة أمم أفريقيا للمرة الأولى، بتغلبه على مصر، بعد مباراة «ماراثونية» امتدت إلى شوطين إضافيين لم ينجح خلالها أي منهما في تسجيل أي هدف، ليحتكم الفريقان في نهائية الأمر إلى ركلات الترجيح التي حسمها النجم ساديو ماني لمصلحة «أسود التيرانجا»، عندما سجل الركلة الأخيرة، ليخرج منتخب السنغال فائزاً 4-2، بعد أن سجل كوليبالي وديالو وبامبا دينج وماني ركلات «أسود التيرانجا»، في حين سجل زيزو ومروان حمدي للمنتخب المصري، بينما أخفق محمد عبد المنعم ومهند لاشين في التسجيل من ركلتيهما، إذ أنقذ القائم الأيمن ركلة الأول، بينما تصدى حارس السنغال ميندي بنجاح لركلة لاشين، لينطلق لاعبو السنغال في أرجاء الملعب فرحين بكأسهم الأولى، بعد أن أخفقوا مرتين من قبل في نهائي البطولة، خلال نسختي 2002 بمالي و2017 بالجابون.
استحق منتخب السنغال الفوز بالبطولة، بعد أن قدم نسخة استثنائية، ودانت له السيطرة في المباراة النهائية على معظم فترات الأشواط الأربعة، ولكن استبسال ورجولة لاعبي مصر، والتألق غير العادي للحارس محمد أبو جبل «جابسكي» حرم لاعبي السنغال من أحراز أي هدف خلال شوطي المباراة والشوطين الإضافيين.
وحصل أبو جبل على لقب أفضل لاعب في المباراة، بينما حصل ماني على أفضل لاعب في البطولة، والحارس إدوارد ميندي على لقب أفضل حارس في البطولة، رغم أن أبو جبل كان هو الأحق بالفوز بها، لأن ميندي لم يشارك منتخب بلاده في المباراتين الأوليين بسبب إصابته بفيروس كورنا.
وقاد البرتغالي كارلوس كيروش منتخب مصر من المدرجات، بعد طرده في مباراة نصف النهائي أمام الكاميرون، ونجح في إجراء تغييرات أدخلت الانتعاش على الفريق المصري، بنزول زيزو وتريزيجيه ومهند لاشين ومروان حمدي بدلاً من السولية ومرموش ومصطفى محمد وحمدي فتحي، فاستطاع أن يجاري السنغاليين في اللعب، وأن يشكل خطورة أكبر على دفاع «أسود التيرانجا»، واستمر الأداء في الشوطين الثالث والرابع سجالاً، هجمة هنا وهجمة هناك، إلى أن انتهت المباراة بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الجزء الترجيحية التي حسمها السنغاليون 4-2.
وتباينت المشاعر في نهاية المباراة، ما بين فرحة طاغية للاعبي السنغال وجماهيرهم، بإنجازهم القاري الأول، وحزن وبكاء ودموع لـ «كتيبة محمد صلاح» التي قدمت، بشهادة خبراء الكرة والاتحادين الأفريقي والدولي، بطولة رائعة حققوا خلالها رقماً قياسياً غير مسبوق في هذه البطولة الأفريقية بالنسبة لعدد المباريات المتتالية التي لعبوا في كل منها 120 دقيقة، إضافة إلى ركلات ترجيح، وهي على التوالي مباريات كوت ديفوار «دورالـ16»، والمغرب «ربع النهائي»، والكاميرون «نصف النهائي»، والسنغال «النهائي».