معتز الشامي (دبي)


مباراة «مجنونة» و«غريبة الأطوار»، جمعت العين والعروبة، وانتهت بالتعادل 1-1، ضمن «الجولة 18» لـ «دوري أدنوك للمحترفين»، وهي النتيجة التي عطلت قطار «الزعيم»، عندما أوقفت سلسلة انتصارات، بتعادل «حرق الأعصاب»، في «السباق المشتعل» على قمة البطولة.
ضياع نقطتين ثمينتين من «البنفسج»، صب في مصلحة الوحدة الذي لا يزال يبحث عن المزيد من الضغط على العين، عبر التمسك بتضييق فارق النقاط، حيث يملك «الزعيم» 43 نقطة في «المقدمة»، بينما لدى «العنابي» 39 نقطة في «الوصافة»، والنقاط الأربعة التي أصبحت تفصل بين الأول والثاني، تنبيء باشتعال الصراع على «الصدارة» التي يحتلها العين منذ بداية الموسم إلى الآن.
شهدت مباراة العين والعروبة، سيطرة سلبية لـ «الزعيم» طوال الشوط الأول على مجريات اللعب، حيث غابت الحلول الفردية، وسيطر «التسرع» و«العصبية» تارة، أو «الرعونة» أمام المرمى تارة أخرى، ما أضاع أكثر من فرصة سهلة محققة، لا يمكن أن تضيع من نفس اللاعبين، إذا التزموا الهدوء، والتركيز في اللمسة الأخيرة.
استحوذ العين على 74% من مساحة اللعب، مقابل 26% فقط للعروبة، الذي ترك الملعب، واكتفى بإعادة لاعبيه للتكتل أمام المرمى داخل «مربع العمليات»، ليشكل الفريق الصاعد إلى دوري المحترفين «قبة حديدية» أمام حارس مرماه، خاصة بعد التقدم بهدف مبكر في الدقيقة 38 عن طريق علي مدن اللاعب المتميز لعباً وأداءً.
فعل العين كل شيء في كرة القدم، ولكن غابت اللمسة الأخيرة المتقنة التي ميزت «الزعيم» طوال الموسم، كما سيطرت حالة من العشوائية على الهجوم والاستسلام للدفاع المتكتل عبر العرضيات إلى داخل المنطقة، حتى شهدت المباراة إرسال 62 عرضية، وهي أكثر مباراة يلعب فيها العين بأسلوب الكرات العرضية على الإطلاق هذا الموسم.
وعطل الدفاع المتكتل فاعلية أخطر ثلاثي في «دورينا» هذا الموسم «لابا ورحيمي وجوانكا»، ما أدى إلى ميل رحيمي وجوانكا تحديداً، إلى النزعة الفردية أو ما يطلق عليه «الأنانية الفنية» في أكثر من كرة، ما وضع «الثلاثي» تقريباً خارج الخدمة خلال 90 دقيقة، شهدت المواجهة سباقاً لا يهدأ من إضاعة الفرص السهلة، والكافية للخروج بـ «العلامة الكاملة»، وهو الأمر الذي تكرر مع باقي اللاعبين الذين تقدموا إلى الهجوم للقيام بالمساعدة المطلوبة، ولكن لم تسفر المحاولات عن أهداف، رغم توجيه 28 تسديدة نحو المرمى مقابل تسديدتين فقط للعروبة جاء منها هدف التقدم.
وفي صناعة الفرص استطاع الخط الأمامي أن يصنع 4 فرص محققة للتسجيل، ولكنها أسفرت عن هدف واحد فقط، كما تصدى القائم لتسديدة جوانكا، ومرر العين الكرة 502 تمريرة بنسبة دقة بلغت 85.5%، إلا أن التسرع والرعونة حالا دون ترجمة التفوق الفني والسيطرة الهجومية إلى أهداف تضمن مزيداً من الابتعاد بالنقاط عن الوحدة الذي عبر شباب الأهلي.
ومن جانبه، أكد الأوكراني ريبروف المدير الفني للعين، أن الفريق عابه «افتقاد الثقة» أمام المرمى، بجانب التسرع في اللمسة الأخيرة، مشيراً إلى أن «الزعيم» ليس «ماكينة للفوز فقط»، وإنما يقاتل في كل مباراة يدخلها للفوز، وفي كرة القدم، من الطبيعي أن يحدث التعادل أو حتى الخسارة، إلا أن الأهم هو استعادة سكة الانتصارات سريعاً.
وينتظر أن يلتقي العين أمام الوحدة في «الجولة 19»، وهي المواجهة التي يتوقع أن تحسم الكثير، فيما يتعلق بشكل وطبيعة الصراع على صدارة الترتيب، وربما تحديد هوية الأقرب للفوز بلقب «دوري أدنوك للمحترفين».