عمرو عبيد (القاهرة)

هدف واحد فقط هز الشباك عبر كرة طولية مباشرة في «الجولة 19»، في هجمة قطعت خلالها الكرة مسافة تُناهز 60 متراً في سماء ملعب آل نهيان، لكنه لم يكن هدفاً عادياً، لأن «الزعيم» نجح في تأمين القمة بواسطته، ليزيد الفارق مع «أصحاب السعادة» إلى 7 نقاط، قبل فترة التوقف الدولية.
 وجاء الهدف ليكشف عن نقطة فنية، تعكس مدى المرونة، والتنوّع التكتيكي الذي يملكه «المتصدر»، حيث يتفوق «البنفسج» على جميع فرق «دوري أدنوك للمحترفين»، كونه الأكثر تسجيلاً للأهداف عبر التمريرات الطولية العابرة لخطوط المنافسين، سواء هوائية أو أرضية، وكذلك بفكرة هجوم منظم أو مرتد، ولم يكن غريباً أن يشارك فيها حارسه خالد عيسى، بعدما تكررت تلك التمريرات منه في مرات سابقة، حيث تجاوزت نسبتها 46%، من إجمالي تمريراته في جميع المباريات، وبلغت دقتها 45%، بل إنه يمرر كرة طولية واحدة على الأقل، في كل 8 دقائق لعب، مما يدل على التدرب عليها بطريقة تكتيكية، مستغلاً سرعة سفيان رحيمي، أو قوة التحام المحطة الهجومية الأساسية، لابا كودجو، لأنهما الأبرز في هذا الأمر.
ويتصدّر «الزعيم» قائمة أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف عبر الألعاب الطولية، برصيد 5 أهداف، وصحيح أن بعضها لم يأتِ بصورة مطابقة لهدف لابا الحاسم في مرمى «العنابي»، إلا أن هجمات الأهداف الخمسة، بدأت بتمريرة طولية في كل مرة، بينها على سبيل المثال الهدف الثالث في شباك خورفكان بـ «الجولة 14» الذي سجله جوانكا من عرضية رحيمي، حيث وصلته كرة خالد عيسى الطولية، بعد إخفاق دفاع «النسور» في إيقافها في هجمة منظمة سريعة بجملة تكتيكية مكررة.
وهذا الأمر يوضح أيضاً أن الاعتماد على الكرات الطولية، لا يقتصر على الفرق ذات الأسلوب الدفاعي المعتمد على المرتدات، لأن الفارق الرقمي لا يعد كبيراً بين فرق «دورينا»، حيث يأتي «الفارس» في الصدارة بإجمالي 1197 كرة طولية، بفارق 204 تمريرات عن «السماوي» و210 عن «أصحاب السعادة»، و316 عن «الزعيم»، وهو فارق لا يُعتبر كبيراً بمقارنة التكتيك المعروف عن تلك الفرق الهجومية.
 كما أن دور خالد عيسى المحوري في تلك المهمة يظهر أكثر من خلال تلك الإحصائية، التي تشير إلى أن الحارس الدولي قام بتمرير ما يقارب رُبع الكرات الطويلة لـ «البنفسج» بنسبة تجاوزت 24%. 
وبعد «الزعيم»، جاء «فخر أبوظبي» في المرتبة الثانية متساوياً مع «الأخضر» بتسجيل 4 أهداف لكل منهما عبر الكرات الطولية، ثم 3 أهداف لـ«العميد»، في حين أحرز «البركان» و«العنابي» و«الفارس» هدفين بواسطتها، مقابل هدف واحد لكل من «السماوي»، «الملك»، «الإمبراطور»، «النمور» و«الصقور»، في حين لم ينجح «الفرسان» و«النسور»، في تحويل تمريراتهم الطولية إلى أهداف مباشرة.
وإجمالاً، تم تسجيل 27 هدفاً عبر تلك الألعاب تمثل نسبة 7.6% من أهداف «دورينا» حتى الآن، وهو ما يقترب كثيراً من حصاد الدوري المصري الذي بلغت النسبة فيه مؤخراً 7.9%، في حين يختلف الأمر تماماً في الدوري السعودي الذي شهد تسجيل 5% فقط من أهدافه عبرها، في مقارنة سريعة بين 3 من أقوى بطولات الدوري العربية حسب التصنيفات الأخيرة.

تكتيكات تهديفية مختلفة
ابتعد لابا كودجو خطوة جديدة بصدارة قائمة الهدافين، بعدما رفع رصيده إلى 18 هدفاً، كاشفاً عن تنوّع فني مطلوب في طرق تسجيله الأهداف، بعد إضافة تمريرة خالد عيسى الطولية التي نجح في اقتناصها بعد التحام فضائي، لتنضم إلى جوار 7 تمريرات عرضية حولها لابا إلى أهداف بنسبة 39% من إجمالي حصاده، وهي النسبة الأكبر، كما سجل هدفين بعد التحرك النموذجي لاستلام التمرير البيني بنسبة 11% من أهدافه، وكذلك أحرز هدفاً بوساطة تمريرة عمودية هوائية جاءت من ركلة حرة غير مباشرة، كما رفع رصيده إلى 3 أهداف بعد مراوغة ناجحة للدفاع أو حراس المرمى، بالإضافة إلى هدف واحد من متابعة كرة ارتدت من حارس المرمى بعد تسديدة أولى.