باريس (أ ف ب) 

يأمل باريس سان جرمان المتصدر بفارق كبير في تضميد جراحه الأوروبية، عندما يحلّ ضيفاً على موناكو الأحد، ضمن منافسات المرحلة التاسعة والعشرين، التي تشهد في ختامها صراع الوصافة بين مرسيليا وضيفه نيس، على أمل أن يخرج أحدهما منتصراً لفك الشراكة بينهما.
استهل باريس سان جيرمان ونجمه الجديد الأرجنتيني ليونيل ميسي الموسم مع أحلام كبيرة، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى كابوس انتهى بإطلاق جماهير «بارك دي برانس» صافرات الاستهجان ضد «البرغوث الصغير» في المرحلة الماضية.
طاردت هذه الصافرات ميسي وزميله البرازيلي نيمار في الفوز على بوردو 3-صفر، استهجاناً على الخروج المذل للنادي الباريسي من ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني بخسارته إياباً 1-3 بعد فوزه ذهاباً 1-صفر.
أقرّ مدافع سان جيرمان بريسنل كيمبيبي بأحقية غضب الجماهير، قائلاً «نحن نتفهم خيبة أملهم، وشعورهم بالغضب».
وبعدما كان معشوق برشلونة وجماهير «كامب نو»، حيث ترعرع ودوّن اسمه في تاريخ اللعبة المستديرة، وجد ميسي الذي غادر كاتالونيا إلى باريس في أغسطس الماضي، نفسه فجأة في موقف لم يسبق له ان اختبره خلال مسيرته.
ما زال أمام ابن الـ 34 عاماً والفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 7 مرات، 10 مباريات بقميص فريقه سان جيرمان هذا الموسم، بما فيها رحلته إلى الإمارة موناكو.
ويمكن للبعض أن يغفر لميسي أمنيته بأن ينتهي الدوري قبل أوانه، في حين أن الأرقام تشير فعلاً إلى ذلك اذ يتقدم رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي سيشرف على المباراة الـ 50 لسان جيرمان في الدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب مطارديه مرسيليا ونيس «65 مقابل 50 لكل منهما».
عندما احتفلت جماهير «بارك دي برنس» بوصول النجم الأرجنتيني في بداية الموسم، أقرّ الأخير أن الفوز بكأس أوروبية جديدة هو «حلمي» وقال إنه يشعر «بأني في المكان المثالي» لتحقيق ذلك.
لكن هذه الأمنيات لم تُترجم الى حقيقة على أرض الواقع، على الأقل هذا الموسم، في حين سيبلغ ميسي 35 عاماً مع بداية الحملة المقبلة، وبإمكانه حالياً التطلع لإحراز لقب الدوري الفرنسي.
غير أن المطالبة بالفوز بالـ «ليغ1» هو بمثابة انتصار أجوف لنادٍ استثمر وانفق كثيراً في بداية الموسم وتحديداً لجلب ميسي، حيث وضع على طاولة المفاوضات ملايين الدولارات، إذ بحسب وسائل إعلام يصل صافي راتب الأرجنتيني إلى 30 مليون يورو سنوياً في موسمه الأول في باريس.
فشل ميسي الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في تاريخ اللعبة في تقديم أداء شبيه لما كان يقدمه في برشلونة، فلم يسجل بقميصه الجديد سوى 7 أهداف في مختلف المسابقات هذا الموسم، منها 2 فقط في الدوري، في حين تشير الأرقام إلى أنه سجل على الأقل 31 هدفاً في كل موسم من مواسمه الـ 13 في «كامب نو».
افتقرت مغامرته الجديدة إلى التحضير الكافي إذ قبل انتقاله المفاجىء إلى باريس كان قد فاز مع «راقصي التانجو» بمسابقة كوبا أميركا، إضافة إلى التزاماته الدولية في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، ولاحقاً تعرضه لإصابة، كما اضطر للتوقف في منتصف الموسم إثر إصابته بفيروس كورونا خلال تمضيته فترة الأعياد في الأرجنتين.
بدت ومضات عبقرية ميسي عابرة، في حين لاحقته الإشاعات بشأن رحيله عن باريس والعودة إلى برشلونة، لكن في الوقت الحالي يتوجب عليه التركيز على ما تبقى من الموسم إلى جانب المهاجم كيليان مبابي قبل رحيل النجم الفرنسي المتوقع إلى ريال مدريد.
في المقلب الآخر، يتعادل مرسيليا ونيس في عدد النقاط وفارق الأهداف، لكن النادي المتوسطي يتقدم على منافسه بفضل خط هجومه الذي سجل 43 هدفاً مقابل 38.
ويخوض مرسيليا الذي يشرف عليه المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي المباراة منتشياً بفوزه على بريست 4-1 في المرحلة الماضية وبتأهله إلى ربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» بتكرار فوزه على بازل السويسري 2-1 إياباً بعدما كان فاز بالنتيجة ذاتها ذهاباً في ثمن النهائي.
في المقابل، يأمل نيس المتأهل إلى نهائي الكأس المحلية أن يستعيد توازنه والعودة إلى سكة الانتصارات التي غاب عنها في مباراته الأخيرة في الدوري بتعادله سلباً مع مونبلييه.
وتبرز السبت مباراة حامل اللقب ليل «43» الذي يتأخر بفارق 7 نقاط عن المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال، ومضيفه نانت السابع «42».
ويتألق في صفوف ليل هذا الموسم ابن الـ 38 عاماً المدافع البرتغالي جوزيه فونتي الذي يستحق أن يكون تحت الأضواء، فبالرغم من تقدمه في السن، إلاّ أنه اللاعب الوحيد الذي خاض جميع الدقائق في جميع المباريات هذا الموسم في «ليغ1»، حيث لعب 28 مباراة.
يعتبر فونتي حجر الأساس في دفاع ليل، حيث خاض جميع مبارياته الـ 39 في مختلف المسابقات، بما فيها مغامرته الجميلة في المسابقة القارية الأم ووصوله إلى ثمن النهائي قبل أن يخسر أمام تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب 1-4 بمجموع المباراتين.
ويأمل بوردو متذيل الترتيب مع 22 نقطة أن يتفادى الهبوط إلى الدرجة الثانية عندما يستقبل مونبلييه الأحد.
ولم يذق بوردو المتوج بلقب الدوري ست مرات طعم الفوز في مبارياته الست الأخيرة حيث خسر أربع مرات وتعادل مرتين، كما لم يحصد النقاط الثلاث سوى في مباراة واحدة من اصل 9 خاضها في عام 2022، كانت أمام ستراسبورج 4-3 في المرحلة الثانية والعشرين.
ورغم ذلك لا يتخلف بوردو سوى بفارق 5 نقاط عن لوريان في المركز السابع عشر وأوّل الناجين من الهبوط.