أنور إبراهيم (القاهرة)


منذ أن وقع ريال مدريد اتفاقاً مع سانتوس البرازيلي، في «صيف 2018»، يقضي بانتقال رودريجو جوس إلى الملكي اعتباراً من 2019، بموجب عقد قيمته 45 مليون يورو، تعلقت الأنظار بالوافد الجديد لمعرفة ما يمكن أن يقدمه لـ «الميرنجي»، في الوقت الذي انتظر فيه الفتى الصغير «18عاماً» وقتها بلهفة وشوق موعد الانتقال إلى النادي الذي يعشقه من الصغر، وينتظر الفرصة لكي يثبت للجميع أنه صفقة رابحة، لا تقل عن صفقة مواطنه فينسيوس جونيور الذي سبقه بعام في «السانتياجو برنابيو» تحت قيادة الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني وقتها.
وجاءت الفرصة لرودريجو في الجولة التاسعة من «الليجا» موسم 2019-2020، واستثمرها لمصلحته، إذ شارك في مباراة أوساسونا، وسجل هدفاً في فوز فريقه 2-صفر. ومن وقتها بدأ يلفت الأنظار إليه، غير أن زيدان لم يكن يشركه بديلاً إلا بين الحين والآخر.
وبقدوم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، نجح في تطوير أداء النجمين البرازيليين الصغيرين فينسيوس ورودريجو، إلا أن اعتماده الأكبر كان على الأول الذي لم يخذله وشكل ثنائياً متفاهماً مع الفرنسي كريم بنزيمة.
ولم يبدأ أنشيلوتي في إشراك رودريجو بصورة أكبر في المباريات، إلا مع تراجع مستوى الجناح الإسباني أسينسيو، وابتعاد البلجيكي إيدن هازارد عن الفريق بسبب الإصابات، وبالفعل أصبح الشاب البرازيلي مطلوباً بالاسم من جماهير «السانتياجو برنابيو»، وفضلته على أسينسيو وهازارد، مادفع أنشيلوتي إلى تغيير خططه الهجومية، وأصبح أكثر اقتناعاً بإشراك رودريجو في المباريات، وظهر ذلك واضحاً خلال الجولات الأخيرة من الدوري الإسباني «الليجا»، والأدوار الإقصائية لدوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، سواء لعب رودريجو أساسياً أو بديلاً .
ومن وقتها استحق رودريجو لقب «البديل الذهبي»، عندما سجل هدفاً جميلاً من تمريرة ساحرة من الكرواتي لوكا مودريتش، في مباراة تشيلسي ضمن ربع نهائي البطولة، أحيت آمال «الملكي» في الذهاب بعيداً في البطولة، ثم جاءت مباراة إياب نصف النهائي ضد مانشستر سيتي، لتؤكد إنه بالفعل «البديل الذهبي» القادر على «صنع الفارق».
واستحوذ رودريجو على عدد من الأرقام القياسية التي ترسخ الاعتقاد بأنه «البديل الذهبي»، في النادي الملكي، أبرزها أنه أول لاعب «بديل» يسجل ثنائية لريال مدريد في دوري الأبطال، منذ أن فعلها الويلزي جاريث بيل في نهائي« بطولة 2018»، بهدفيه في مرمى ليفربول الإنجليزي.
كما أصبح رودريجو يملك سجلاً مشرفاً من الأرقام الأخرى، فهو أصغر لاعب يسجل هدفين في تاريخ «الشامبيونزليج»، حيث بلغ من العمر يوم المباراة، 21عاماً و115يوماً، وفقاً لتقديرات مؤسسة «أوبتا» للإحصائيات والأرقام القياسية، وأول لاعب يسجل هدفين في الدقيقة 90 ومابعدها في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال، وأول لاعب برازيلي يسجل هدفين في مباراة إقصائية منذ أن فعلها لوكاس مورا لاعب توتنهام في نصف نهائي «نسخة 2019»، ضد أياكس الهولندي، كما أن هدفه الثاني في السيتي هو الهدف رقم 1000في تاريخ اللاعبين البرازيليين في دوري الأبطال.
ويعترف رودريجو بأن النجم الكبير كريستيانو رونالدو، هو نجمه المفضل وأن هازارد قدوته وكان يحلم باللعب إلى جواره، ويفخر رودريجو بكونه لاعباً في ريال مدريد ويقول عن ذلك: هذا القميص له «مفعول السحر»، لقد علمني القتال حتى آخر رمق.
وأجمل ما كتب عن رودريجو، مانشره النجم البرازيلي الأسطوري «الجوهرة السوداء» بيليه عبر حسابه الشخصي على إنستجرام، إذ قال: كنت أعرف أنه سيأتي حتماً اليوم الذي أهنئك فيه يا صديقي، طالما إنك تعمل بجد وتعشق ما تقوم به، وثقتي كبيرة في أنك ستقدم لنا المزيد من البهجة.