عمرو عبيد (القاهرة)

تغيّر كل شيء في منظومة «الزعيم» الفنية ليعود بطلاً متوجاً بلقب «دوري أدنوك للمحترفين» بعد غياب غير معتاد، وامتلك «البطل» جميع الأرقام الإيجابية هذا الموسم مُحققاً نسبة نجاح اقتربت من 84%، حيث تصدّر قائمتي أقوى خطوط الهجوم والدفاع.
وبعد التراجع الذي ضرب «قلعة الزعيم» خلال المواسم الماضية، عاد بقوة ليصحح الأخطاء التي أجبرته على إنهاء الموسم الماضي في المركز السادس، مكتفياً بنسبة نجاح بلغت آنذاك 52.6% فقط، وهو ما يعني ارتفاع نسبة نجاحه بـ31.5% في النسخة الجارية، وخرج «البنفسج» من قائمة أفضل 5 فرق هجومية وقتها.
وفي موسم التتويج الحالي، تفوّق العين على الجميع بقدرته على الحسم المُبكّر للمباريات وهو ما جعله أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف في الأشواط الأولى خاصة آخر نصف ساعة منها، وهو ما لم يقترب منه أي منافس آخر، وتكرر الأمر بصورة قريبة في آخر فترات الأشواط الثانية أيضاً بمعدلات كبيرة اقترب منها «العميد» قليلاً، ولم يحدث ذلك أبداً في النسخة الماضية التي ابتعد فيها العين عن أصحاب الصدارة في تلك القوائم.
أطراف «الزعيم» منحته القوة المطلقة لأنه سجل عبرها ما يقارب 70% من إجمالي حصاده الهجومي، بفارق كبير جداً عن باقي الفرق، ولم يتمكن أي منافس من إيقاف هجمات الجانبين لديه يميناً ويساراً إلا في مرات نادرة، وبدا التطور «الخططي» واضحاً فيما يتعلق بهذا الأمر مقارنة بـ«تكتيكه» في الموسم الماضي الذي أبعده عن قائمة أفضل 5 فرق نجحت في استغلال الطرفين هجومياً بصورة متميزة، ويُعد «البطل» أفضل فرق دورينا في التسجيل عبر ألعاب الهواء بنسبة تزيد على 23.5% من أهدافه، مقابل 10.3% فقط في النسخة السابقة مما يعني التحسن الفني الملحوظ.
ولا خلاف على أن أسلوب العين الهجومي يعتمد دائماً على الحركة بنسبة أكبر من التسجيل عبر الركلات الثابتة، لكن تقلُّص نسبة الأخيرة في الموسم الماضي عكس حالة التراجع الفني التي عانى منها، وهو ما اختلف تماماً في النسخة الحالية بعدما تضاعفت المعدلات لتبلغ أكثر من 40% مقارنة بـ 20% سابقاً، بل إنه الأكثر استغلالاً لتلك الألعاب متفوقاً على الجميع رغم استفاقة «الملك» الأخيرة.
وتشير الإحصاءات الفنية الهجومية كلها إلى التطور الفني الذي شهده أداء «الزعيم»، وأسهم في تتويجه، حيث ارتفعت معدلات التسجيل عبر العرضيات وكذلك القدرة على هز الشباك من أقصى نقاط العمق في دفاعات المنافسين، بجانب زيادة واضحة في إحراز الأهداف عبر التمريرات الطولية بجانب البينية القصيرة بالإضافة إلى العرضيات، وفي أغلبها تفوّق العين على باقي فرق دورينا.
وربما يبدو التعديل الخططي على أداء الدفاع هو الأهم على الإطلاق، لاسيما تراجع معدلات استقبال الأهداف في الأشواط الأولى من الموسم الماضي، وهو ما جعل الفريق يقع تحت الضغط في كثير من المباريات، كما تقلصت نسب اهتزاز شباكه في الأشواط الثانية إلى النصف في النسخة الحالية، ولعل «الثغرة» الدفاعية التي ضربت «الزعيم» في العام السابق مُمثلة في منطقة العمق تُعد أكبر مثال على التغيير الكبير الذي طرأ على الأداء الفني، لأن «العمق» تسبب في استقباله 15 هدفاً سابقاً، بينما قلّ العدد إلى 5 فقط حالياً، وتأكد ذلك أيضاً بعد التراجع الكبير في معدلات استقبال الأهداف من تسديدات بعيدة المدى، حيث تكرر الأمر 7 مرات في الموسم الماضي مقابل هدف وحيد فقط في النسخة الحالية.
صحيح أن معدلات اهتزاز شباك «الزعيم» عبر الركلات الثابتة للمنافسين زادت قليلاً مقارنة بالموسم الماضي، لكن هذا بدا منطقياً في ظل «عجز» خصومه عن بلوغ مرماه من ألعاب الحركة التي ضربت دفاعاته سابقاً بنسبة 82%، في معدل سلبي مخيف، بينما بلغت النسبة الحالية 37.5% فقط، ولم يكن أمام منافسيه سوى التركيز على الركلات الثابتة للتسجيل في مرماه، وهو واقع يتكرر مع أغلب الفرق صاحبة التكتيك الهجومي في العالم.