معتز الشامي (العين)

تُوج العين بلقب الدوري للمرة الـ 14 في تاريخه، والخامسة في عهد الاحتراف، مع نهاية «الجولة 23» لبطولة «دوري أدنوك للمحترفين»، ليعود «البنفسج» إلى منصة التتويج بالبطولة المفضلة لجماهيره.
وشهد الموسم ملامح العين الذي قدم وجهاً مختلفاً هذا الموسم، ظهرت فيه ملامح «شخصية البطل» الذي لا يستسلم ولا يُقهر في العديد من المواجهات الصعبة، ليعود إلى حصد لقب غاب عنه منذ آخر تتويج له بالدوري موسم 2017-2018.
«4 سنوات عجاف»، قضاها «الزعيم» بعيداً عن لقبه المفضل، إلا أنه عاد من «الباب الكبير»، ليفرض نفسه بطلاً لا يشق له غبار، وأكثر الفرق جاهزية للمنافسة القارية خلال الموسم المقبل.
وما تحقق هذا الموسم، والتتويج باللقب الثاني المتمثل في الدوري هذا الموسم، بعد أيام من حسم لقب كأس رابطة المحترفين، يعني أن نصف بطولات الموسم، لم يأت من فراغ، أو من دون معاناة أو تخطيط، إلا أنه يعكس عملاً كبيراً تم خلف الكواليس، وعزف «سيمفونية» الإنجازات، في هدوء وحكمة إدارية كبيرة، عكست عوامل عديدة، لعبت دوراً بارزاً في حسم «اللقب 14» لـ «الزعيم».

البناء المبكر
لم يكن الفريق البطل هذا الموسم، «وليد المصادفة»، أو نتاج أسبوع أو حتى الصيف الماضي، الذي شهد إبرام أبرز صفقات أسهمت في تقديم وجه أكثر قوة للعين، وتمثلت في إتمام التعاقد مع ياسين مرياح في مفاجأة غير متوقعة، وتعزيزها بمفاجأة أكثر قوة، وهي النجاح في خطف سفيان رحيمي الذي كان مطلوباً في الدوري السعودي والمصري، بالإضافة إلى عروض فرنسية وهولندية، إلا أن «الفتى الموهوب»، اختار العين ليكون جزءاً من مشروع كبير يتم الإعداد له في هدوء منذ عام على الأقل.
ما يعكس تحرك العين وفق خطة «خداع استراتيجي» لم يتوقعها أحد، حيث إن الصفقات دخلها «البنفسج» منذ منتصف الموسم الماضي في هدوء، ولم يلتفت إلى الشائعات الخاصة بربطه ببعض الأسماء التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية خلال فترة الصيف الماضي.
وبالفلسفة نفسها، عملت الإدارة على ملف المدربين من منتصف الموسم الماضي، وراجعت شركة الكرة أكثر من 50 سيرة ذاتية لـ «مدربين كبار»، من مختلف مدارس التدريب، ولكن الهدف الأول في مدرب يملك قوة الشخصية، ومعتاد على حصد الألقاب والبطولات، ويلعب بطريقة فنية تصلح للعين، وهي 4-2-3-1 أو 4-3-3، وحصر «الزعيم» قائمة مصغرة للمدربين، من بينهم مدرب أياكس الأسبق، بالإضافة إلى ريبروف، إلا أن المدرب الأوكراني حسم السباق لمصلحته بعد جلسة جمعته في شركة الكرة، عكس خلالها رؤيته وطموحاته وتعطشه الدائم للألقاب والإنجازات، بجانب قوة شخصيته الملحوظة للجميع.

الأسرة الواحدة
أبرز أسباب تفوق العين كانت إدارية، حيث تكاملت الأدوار وعمل الجميع باحترافية، بحيث نجح الجهاز الإداري في القيام بدوره «حلقة وصل» بين شركة الكرة والجهاز الفني، بالإضافة إلى التواجد المستمر للشركة وأفراد الجهاز الإداري حول الفريق، وقيام كل فرق بدوره، من دون التدخل في عمل الآخر، ما شكل منظومة «تكامل الأدوار»، ووضح ذلك في العديد من المواقف.
ومن فوائد ذلك، روح الأسرة الواحدة الكبيرة، التي تميز «قلعة البنفسج»، والتي حضرت في العديد من المحطات، والتي عبرها «الزعيم» بسهولة، ولم تؤد إلى اهتزاز رؤية الموسم ووحدة الهدف بالنسبة للجميع، سواء بالخروج من الكأس أمام الوصل، أو بالتعرض لأول خسارة في الدوري، حيث نجحت الإدارة في تعزيز روح التكاتف، وتوفير الاستقرار والهدوء للفريق.

وحدة الرؤية
منذ فترة المعسكر الخارجي للعين، والأهداف واضحة للجميع، هي العودة إلى «فلك» المنافسة على كل الألقاب المحلية، والأهم للجميع هو التركيز على لقب الدوري، وضرورة العمل من أجل حسم الصدارة مبكراً، بالإضافة إلى التعامل بـ «القطعة» مع الموسم، بحيث يكون الهدف هو الفوز بأول 10 مباريات للدوري، واستطاع العين أن يسير على طريق «النصر» في جميع مبارياته وفق الخطة الموضوعة بالفعل، ورغم التعادلات الثلاثة في الدور الأول، إلا أن العين حقق الهدف المطلوب في الدور الأول، قبل أن تأتي الخسارة الأولى في «الجولة 13»، وهنا لم يهتز الفريق، وقام الجهاز الإداري بدوره وأيضاً شركة الكرة في بث الثقة وتجديد الدعم، والتكاتف خلف الفريق، ما كان له الأثر الكبير في ثبات العين، وعدم تأثره واستعادته لسكة الانتصارات سريعاً، والأمر نفسه ينطبق على الخروج من الكأس أمام الوصل، حيث تم إغلاق ملف البطولة سريعاً، وأصبح التفكير في استكمال الدوري لبلوغ الهدف، وهو ما حدث بالفعل.