رضا سليم (دبي)

خيم الحزن على الساحة الرياضية، بإعلان وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي ترك خلفه إرثاً للأجيال وبصمات مضيئة في المسيرة الرياضية، فقد كان الأب والمعلم والإنسان وصاحب المبادرات التي قادت رياضتنا إلى القمة ومنصات التتويج في كل الميادين، إلا أن «خليفة الإنسان» مثل قدوة للأجيال ونبراساً للمستقبل، ونموذجاً للعطاء، ليس فقط في المجال الرياضي، بل في كل المجالات.

وتنوعت بصمات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ما بين تكريم الرياضيين الذين حققوا الإنجازات، ورفعوا علم الدولة في كل المحافل، أو في استقبال الأبطال وتكريمهم، بعد كل إنجاز، بالإضافة إلى حضوره للأحداث الرياضية، وهو الحضور الذي يمثل الدعم الأكبر لكل الرياضيين، بجانب توجيهات المغفور له، ببناء المنشآت الرياضية التي تحولت إلى وجهة للبطولات والأحداث القارية والعالمية، بل كانت حافزاً للاتحادات الرياضية الدولية، للموافقة على استضافة الإمارات للعديد من الأحداث والبطولات، وما تبعه من طفرة هائلة، لم تكن لتتحقق، لولا الاهتمام الكبير من القيادة السياسية، والتي كانت كفيلة بأن تؤدي بمختلف الألعاب للازدهار والتطور، خاصة بعد الاهتمام الكبير بجيل الناشئين والشباب في مختلف الألعاب، بما يحقق التطور اللازم في نظرة ثاقبة للمستقبل.
ويدين شباب الوطن للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بالكثير في ظل الدعم السخي والعطاء اللامحدود الذي أغدقه رحمه الله على الشباب والرياضة، حتى أضحى الأب الروحي للرياضة الإماراتية، وشواهد العطاء والسخاء والكرم لا تُعد ولا تحصى.

وكان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حريصاً على دعم المتميزين، والوقوف إلى جانبهم وتوجيههم، كما يحرص سموه على تثمين الإنجازات الكبيرة، والتي يسجلها أبناء الإمارات في مختلف المحافل والقارية والدولية، وبفضل دعم واهتمام سموه، حققت الرياضة الإماراتية نجاحات كبيرة.
مثلت مكارمه السخية لأبناء وطنه الرياضيين قوة دفع قادتهم إلى منصات التتويج العالمية ومكنتهم من تحقيق الإنجازات في مشاركاتهم على المستويات الخليجية والعربية والقارية والدولية.
وأصبحت الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، وجهة العالم للرياضة والرياضيين، حيث تتوالى الأحداث الرياضية العالمية يوماً بعد يوم في كل المدن، وتزداد من عام إلى آخر، وهو ما منح أبناء الدولة القدرات التنظيمية المذهلة، وجعلهم محط ثقة وإعجاب الاتحادات الدولية كافة والمؤسسات العالمية، بل تحول الأمر إلى طلب الاتحادات الدولية تنظيم البطولات على ملاعبنا وشهادات دولية.

واستقبل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، نادي العين وطاقميه الفني والإداري، الحائز على بطولة الدوري العام موسم 2003-2004، بقصر البطين في 30 مايو عام 2004. 
وكان الثامن من يناير 2008 يوماً مشهوداً في تاريخ نادي الجزيرة وفيه ذاق طعم الحصاد الرائع، عندما استقبله المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله بقصر البطين، تكريماً لفوزه ببطولة كأس الأندية الخليجية لكرة القدم، في نسختها الثالثة والعشرين.
ولن ينسى تاريخ كرة القدم الإماراتية يوم 14 نوفمبر 2008، واستقبال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله لمنتخب الشباب الفائز بكأس الأمم الآسيوية ومعه بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها بمصر 2009.

وتبرع المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بمكرمة قدرها 200 مليون درهم لتوسعة استاد محمد بن زايد، الذي تم إنشاؤه عام 1992، وشملت التوسعة إعادة بناء المدرجات المواجهة للمقصورة بتوسعة أكبر، ليصل إجمالي سعة الاستاد إلى 40 ألف متفرج، ويعد استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة ثاني أكبر استاد في الدولة، بعد ملعب مدينة زايد الرياضية، ويعد النموذج الأوحد في العالم ولا يشبه أي ملعب آخر.
وتُوج المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، منتخبنا الوطني بطلاً للدورة الثامنة عشرة لكأس الخليج العربي لكرة القدم، بعد فوزه على نظيره العُماني، بهدف سجله إسماعيل مطر، كما استقبل بقصره في البطين لاعبي المنتخب الوطني أبطال «خليجي 18»، في احتفالية كانت بمثابة الوسام الأعلى والتقدير الأكبر الذي حظي به المنتخب الوطني، بعد فوزه بلقب كأس الخليج في عام 2007 ونال لاعبو المنتخب والجهاز الفني شرف مصافحة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي منح المنتخب الوطني مكرمة قدرها 50 مليون درهم.

وأمر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، بتخصيص مبلغ 50 مليون درهم لدعم وتطوير الملاعب والبنى التحتية والمنشآت الرياضية لأندية الهواة لكرة القدم في الدولة، وذلك انطلاقاً من حرصه ورعايته ودعمه المتواصل للرياضة والرياضيين واهتمامه الكبير بقطاع الشباب، وتوفير ما يساعدهم على الارتقاء بمهاراتهم وتقديم كل ما لديهم من عطاء في ساحات التنافس الإقليمية والقارية والدولية.
وأحدث القرار نقلة نوعية في التطوير والارتقاء بالمنشآت الرياضية، بما يواكب النقلة الحضارية التي تشهدها دولة الإمارات في مختلف المجالات، ويعزز الخطوات الاحترافية لكرة القدم الإماراتية.
وأمر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بمنح لاعبي وإداريي ومدربي منتخبنا الأولمبي لكرة القدم الفائز ببطولة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت 23 سنة، عام 2010 مبلغ 5 ملايين درهم تقديراً لإنجازهم الكروي الكبير. و10 ملايين درهم للاعبي منتخبنا الأولمبي لكرة القدم الحائز الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية الـ16 بمدينة جوانزو الصينية، بالإضافة إلى الجهازين الفني والإداري مبلغ 10 ملايين درهم تقديراً لإنجازهم الكروي، وحرصهم على رفع راية الإمارات عالياً في المحافل الرياضية القارية.

يأتي هذا التقدير من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في إطار حرصه على دعم الرياضة والرياضيين ومكافأتهم على جهودهم وإنجازاتهم وتثميناً للإنجاز الرياضي الذي حققه كل من المنتخبين الوطنيين، بما يسهم في تعزيز المكانة الرياضية للدولة إقليمياً ودولياً.
ويأتي إنشاء استاد هزاع بن زايد بمدينة العين الذي تم تدشينه عام 2014، في قائمة مكارم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، التي امتدت على سنوات طويلة، ويُعد استاد هزاع بن زايد بمدينة العين، ضمن المنشآت الرياضية التي يفخر بها كل رياضي إماراتي على أرض الدولة، خاصة أن الملعب يسهم في تعزيز الحركة الرياضية في الدولة، ويضم فندقاً ومباني سكنية ومكتبية وتجارية ومنطقة مخصصة لمحال الأطعمة والمشروبات والبيع بالتجزئة، ليُشكل المشروع عند اكتماله منطقة الجذب الرئيسية للفعاليات، ووجهة لأسلوب جديد من الحياة اليومية ومجتمعاً متكاملاً للعيش والعمل والترفيه في مكان واحد بجوار أحد أهم معالم المدينة الحديثة.